أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا نصاب بالأنفلونزا كل شتاء؟

12:40 م الأحد 14 يناير 2018

كتب- حاتم صدقي

بدأ موسم الشتاء ومعه العدوى الفيروسية للبرد والأنفلونزا والتي قد تؤدي إلى تغيب الأطفال المتكرر عن فصول الدراسة والبالغين عن مكاتبهم وأماكن عملهم.

وبينما تميل معظم نوبات البرد للشفاء من تلقاء نفسها، إلا أن عدد ضحايا الأنفلونزا الذين يلقوا حتفهم بسبب المرض، يتراوح بين 250 إلى 500 ألف إنسان على مستوي العالم. 

في معظم الأحيان تظهر نوبات البرد العادية بثلاثية من الأعراض: وجع الزور، وانسداد الأنف، والكحة، وهناك أكثر من 200 فيروس يتسببوا في نوبات البرد العادية.

وتنتج الإصابة بالأنفلونزا عن الفيروس المسبب لها والذي يضم ثلاثة أنواع هي: أنفلونزا A، أنفلونزا B، وأنفلونزا C، ويشترك فيروس الأنفلونزا مع الفيروس المسبب لنوبات البرد العادية في عدة أعراض، إلا أن العدوى بفيروس الأنفلونزا تظهر على المريض مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، ووجع بمختلف أنحاء الجسم، وعرق بارد ورعشة، وتعد هذه الأعراض طريقة جيدة للتفرقة بينهما. 

عدوى فيروس الأنفلونزا يمكن حدوثها في أي وقت من العام، ولكن معظم حالاتها تتبع نمطًا موسميًا يمكن التنبؤ به نسبيًا، وعادة ما تبدأ أول علامة لنشاطه في شهر أكتوبر، وتصل ذروتها في منتصف موسم الشتاء، وفي بعض الأحيان يظل موجودًا حتى نهاية شهر مايو. 

هناك عدة نظريات عن كيفية تصرف الفيروسات وبأي قدر من الكفاءة يتعامل جهازنا المناعي مع عدواها، خاصة عند التواجد في أماكن أكثر ازدحاما وأقل تعرضًا لأشعة الشمس. 

الهواء البارد وخط الدفاع الأول

تحاول فيروسات البرد العادي والأنفلونزا الدخول إلى الجسم عن طريق الأنف والتي تكون مبطنة بطبقة مخاطية تمتلك آليات دفاع معقدة ضد هذه الميكروبات والفيروسات، وتُحاصر الفيروسات في المخاط اللزج الذي ينتقل بصفة مستمرة بواسطة شعيرات صغيرة تسمى أهداب، وهي التي تبطن الممرات الهوائية بالأنف. 

وعندما نقوم بابتلاع ما بالأنف في المعدة، يقوم حامض المعدة بتحييد الميكروبات، ويبرد الهواء البارد الممرات الهوائية بالأنف، ويبطئ سرعة التخلص من المخاط، ووقتها تستطيع الفيروسات أن تلتصق وتتمسك بمواقعها لفترات أطول في محاولة للحفر خلال المخاط والنفاذ إلى أجسامنا. 

وبمجرد نجاح الفيروس في اختراق آلية الدفاع هذه، يبدأ الجهاز المناعي للجسم في محاربته لإبعاد الكائنات الغريبة، أما الخلايا الكبيرة القادرة على ابتلاع الميكروبات، وهي من خلايا الجهاز المناعي المتخصصة، فتقوم بحصار وهضم الفيروسات المهاجمة، إلا أن الهواء البارد يكون مرتبطًا بزيادة في هذا النشاط.

وتفضل فيروسات الأنف درجات الحرارة الأقل انخفاضًا، ما يجعل من الصعوبة عدم تحمل البرد العادي بمجرد انخفاض درجات الحرارة، وعند درجة حرارة الجسم تكون هذه الفيروسات أكثر احتمالًا للانتحار المبرمج للخلايا.

فيتامين «د» وأسطورة البقاء داخل الجدران

خلال فصل الشتاء تكون مستويات الإشعاع الشمسي فوق البنفسجي أقل كثيرًا عنها في موسم الصيف، ما يؤثر على كمية فيتامين «د» التي يستطيع جسمنا صناعتها.

وأوضحت الدراسات أن لفيتامين «د» دور في تصنيع جزيء مضاد للميكروبات، والذي أبدى تأثيرًا في مدى قدرة فيروس الأنفلونزا على التكرار في الدراسات المعملية. 

ونتيجة لذلك، يعتقد البعض أن تعاطي الإنسان لفيتامين «د» كمكمل غذائي خلال فصل الشتاء يمكن أن يحميه من الإصابة بفيروس الأنفلونزا، وتبين النتائج التي تم نشرها بالدوريات العلمية أن أطفال المدارس الذين تعاطوا جرعات يومية من فيتامين «د3»، انخفض لديهم معامل خطر الإصابة بعدوى الأنفلونزا من النوع «A». 

ووجدت نتائج التجارب الإكلينيكية الأخرى، أن الجرعات العالية من فيتامين «د 3» كمكملات غذائية لم يكن لها تأثير، وتحاول لجنة التحكيم تحاول تقييم الموقف النهائي بالنسبة للفيتامين. 

ومن الأسباب الأخرى التي يعتقد أنها تشارك في حدوث العدوى بنوبات الأنفلونزا والبرد، هو أننا نقضي وقتًا أطول داخل جدران منازلنا بمجرد أن تسوء حالة الطقس. 

ويبدو أن لهذا السلوك تأثيران سلبيان على الإنسان، حيث تساعد الأماكن المزدحمة الفيروسات على الانتشار من شخص لآخر، كما تساعد التدفئة المركزية في خفض مستوى الرطوبة النسبية للهواء، التي ترتبط بتفشي فيروس الأنفلونزا، والتي ترتبط بتفشي فيروس الأنفلونزا بصورة كبيرة.

ومع ذلك يعيش كثيرون في مناطق مزدحمة بالسكان على مدار العام وفي عزلة، ولا تستطيع هذه النظرية أن تفسر معدلات الأنفلونزا، وبدلًا من ذلك يعتقد بعض العلماء أن درجة الحرارة والرطوبة والزحام تساهم جميعها في زيادة مخاطر انتقال الفيروس.

ولكن كيف تنجو من خطر الإصابة بالفيروسات؟

طبقا لتقديرات هيئة مكافحة الأمراض بأتلانتا، فإن فرصة إصابتك بنوبة برد هذا الشتاء تعد كبيرة إذا كنت قد أُصبت في الأعوام السابقة بنوبتين أو ثلاثة.

وتتمثل أفضل طريقة لحماية نفسك من الإصابة في تكرار غسل يديك بالماء والصابون يوميًا، وتجنب لمس العينين، والأنف، والفم، والبقاء بعيدًا عن المصابين بعدوى، والحصول على حقنة «فاكسين» ضد الفيروس سنويًا لمنع الإصابة بالعدوى.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية