معدل جينيًا.. أطباء يكشفون تفاصيل أول زراعة قلب خنزير بالإنسان
كتب - أحمد كًريم:
أعلنت جامعة ميريلاند الأمريكية، قبل أيام قليلة، زراعة قلب خنزير معدّل جينيًا في جسد مريض بشري يبلغ من العمر 57 عامًا، في أول عملية من نوعها على مستوى العالم.
وقام الباحثون بتعديل 10 جينات في قلب الخنزير، كما تم تعطيل 3 جينات كان من الممكن أن تؤدي إلى رفض مناعي للقلب، وتمت إضافة 6 جينات بشرية لمنع الدم من التخثر في القلب، وتحسين التوافق الجزيئي.
"الكونسلتو" يكشف في التقرير التالي، تفاصيل العلمية بحسب أراء الأطباء المتخصصين في مجال جراحة القلب.
قال الدكتور سامح شاهين، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، ورئيس جمعية القلب السابق، إنه يتم اللجوء إلى عملية زراعة القلب حال معاناة المريض من حدوث هبوط شديد في عضلة القلب، مشيرًا إلى أنه حاليًا يتم الاعتماد على متبرع متوفي حديثًا لنقل قلبه للمريض، لضمان كونه سليمًا، وهو ما يتم بعد إجراء دراسة هدفها التأكد من توافق الأنسجة بين المتبرع والمريض.
وأضاف شاهين: "هذه التجربة الجديدة توفر مصدر متاح لإيجاد القلوب لاستخدامها في عملية الزراعة بعد معالجة الأنسجة الجينية، فذلك يحل المشكلة من جذورها، حيث يتم إعداد تلك القلوب مسبقًا، وخلال أيام معدودة يتم تركيبه".
اقرأ أيضًا: بالفيديو.. تعرف على تفاصيل أول عملية زرع قلب خنزير بالإنسان
وأوضح، أن عملية زراعة القلب ليست صعبة، حيث يتم خلالها إزالة قلب المريض وتركيب الشرايين ببعضها، لكن المشكلة في تحضير القلب المزروع من الناحية الجينية، نظرًا لأن هناك بعض المشكلات في رفض جسم المريض للقلب المزروع، كما يتم أخذ أدوية لتقليل المناعة، حتى لا يتم رفضه.
وأشار شاهين، إلى أن التجربة ما زالت في بدايتها، ولا يمكن تعميمها في الوقت الحالي، حيث يتطلب الأمر إجراء عدد أكبر من الحالات والربط بالأنسجة عمومًا، مضيفًا: "تم استخدام قلب الخنزير لأنه أقرب الحيوانات من الناحية الجينية إلى الإنسان، وزراعة قلب الخنزير ليست أول مرة من نوعها، حيث أنه عند تلف صمام قلب يتم استبداله بصمام من أنسجة الخنزير".
وعن طرق إجراء الجراحة ووموعد تعميمها، قال: "يتم تحوير الجينات لتكون قيرةب لجينات الإنسان، وهذه التجارب تجرى منذ أكثر من 20 عامًا، ونجحت بعد استخدام التكنولجيا الجديدة الخاصة بالجينات، وهذه التجارب أمامها ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات قبل نشر الأبحاث من أجل تعميمها على عدد أكبر من الحالات".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فتحي، أستاذ جراحة القلب وعميد معهد القلب القومي الأسبق: "إن زراعة القلب أحد أكثر الجراحات تعقيدًا، وتتم حاليًا من إنسان إلى إنسان، لكن نقل قلب من خنزير لإنسان هو الأمر المستحدث، الذي يجب متابعته لفترة زمنية كبيرة".
قد يهمك: مشاهد من عملية زراعة قلب خنزير لمريض بشري "فيديو"
وأوضح فتحي، أن العملية تحتاج مواصفات معينة وتوافق جبيني بالنسبة للتركيبة الخلوية، لكن ما زالت المعلومات البحثية الخاصة بالتجربة غير منشورة بعد، وما زال المريض في مرحلة المتابعة، ومن المبكر الحكم على نجاح أو فشل التجربة".
وأضاف: "تواجهنا حاليًا معوقات في مسألة نقل قلب إنسان لآخر، حيث أنه لابد من إجراء التوافق الجيني للقلب الميت، ويكون في أول ساعات الوفاة، وهي عملية معقدة تستغرق وقتًا طويلًا، إضافة إلى أن ثقافة التبرع في مصر ما زالت تحتاج للمزيد من الجهود للتوعية بها".
فيديو قد يعجبك: