الصيف يؤثر على السكري والضغط وحساسية الصدر.. هكذا تقلل المخاطر
كتبت- حسناء الشيمي
يتعرض كثيرون لفقدان السوائل بشكل كبير عن طريق التعرق أو التبول، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، ما يُشعِره بالإعياء والتعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود، الأمر الذي يؤثر بالسلب على أصحاب الأمراض المزمنة، كالضغط والسكري وحساسية الصدر، فكيف يتعاملون مع تلك الأجواء؟
السكري
يقول الدكتور هشام الجيار، أستاذ الغدد الصماء والسكر بكلية الطب جامعة عين شمس، إن مريض السكري يفقد كميات سوائل كثيرة عن طريق البول، ومع ارتفاع درجات الحرارة يفقد كميات أكبر عن طريق العرق، الأمر الذي قد يسبب له الجفاف، خاصة إذا لم يحصل على كميات كافية من السوائل، ما يترتب عليه شعور المريض بالإعياء والتعب الشديد فيرتفع مستوى السكر في الدم.
يوضح الدكتور مصطفى عطية، استشاري أمراض الباطنة والسكر، أن الجفاف ونقص السوائل في الجسم يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم و زيادة لزوجته، ما يعرض المريض لتصلب الشرايين، وبالتالي يكون أكثر عرضة للجلطات سواء الدماغية أو القلبية.
يوصي "الجيار" بأهمية تعويض الجسم بالسوائل التي يفقدها بسبب عملية التبول والتعرق، وذلك عن طريق شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم، مع المواظبة على جرعات الأدوية ومواعيدها، مع اتباع النظام الغذائي الذي أوصى به الطبيب المعالج.
يحذر "عطية" بعدم بذل مجهود عنيف في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو خلال ارتفاع مستوى السكر في الدم، لأن ذلك يتسبب في زيادة ارتفاعه ولزوجة الدم، مشيرًا إلى ضرورة شرب كميات كافية من السوائل وعدم التعرض لحرارة الشمس بشكل مباشر وتجنب التعرض للإجهاد الحراري.
الضغط المرتفع
يتشابه تأثير ارتفاع درجات الحرارة على مرضى الضغط المرتفع مع تأثيره على مرضى السكري، يتسبب فقدان السوائل من الجسم مع عدم تعويضها في زيادة لزوجة الدم المسببة لارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، ما يعرض المريض للإصابة بجلطة، وفقًا للدكتور محمد نصر، أستاذ أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب.
يوضح "نصر" أن قلة شرب السوائل مع ارتفاع ضغط الدم تعتبر المشكلة الوحيدة المتعلقة بارتفاع درجة حرارة الجو، فيما عدا ذلك فتأثير ارتفاع درجة الحرارة يتسبب في انخفاض ضغط الدم بسبب فقدان الأملاح عن طريق التعرق، لذا يشدد على أهمية الحرص على شرب كميات كافية من السوائل، مع الحرص على تناول وجبات غذائية غنية بالألياف، كالخس والخيار والجزر، والبقدونس، وغيرها من الخضروات الطازجة الغنية بالماء، والتي تساعد على ترطيب الجسم، فضلًا عن احتوائها على البوتاسيوم الذي يساعد في خفض الضغط.
الضغط المنخفض
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الجو في انخفاض ضغط الدم بسبب فقدان السوائل والأملاح، والأشخاص الذين يعانون من انخفاض الضغط يعانون في الأساس من نقص السوائل والأملاح في أجسامهم، وبالتالي فارتفاع درجة الحرارة يتسبب في انخفاض الضغط بشكل واضح ما يجعلهم أكثر عرضة للإغماء خاصة عند التعرض المباشر للشمس، وفقًا لما أوضحه الدكتور هاني خلف، أستاذ القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة الأزهر.
لتجنب انخفاض الضغط أثناء ارتفاع درجة حرارة الجو يشدد "خلف" على أهمية الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم، لتعويض الأملاح التي تم فقدانها، بسبب العرق، مع أهمية الإكثار من السوائل باختلاف أنواعها، سواء أكانت ماء أو عصائر طبيعية، إذ تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتعزيز تدفق الدم في الشرايين، ما يساعد على ضبط الضغط.
حساسية الصدر
يقول الدكتور طه البكري، أستاذ الباطنة والصدر بكلية الطب جامعة الأزهر، إن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع درجة الرطوبة وزيادة بخار الماء وقلة نسبة الأكسجين، يشكل مشكلة لدى مرضى حساسية الصدر الذين هم أكثر حاجة للأكسجين، بل وقد تزداد لديهم فرص التعرض للأزمات التنفسية.
ينصح "البكري" بعدم التواجد بالخارج بقدر المستطاع في تلك الأجواء الحارة لفترة طويلة، والبقاء في أماكن جيدة التهوية والمواظبة على تناول الأدوية المضادة للحساسية والمواظبة عليها باستخدام موسعات الشعب الهوائية.
نصائح وقائية
بما أن ارتفاع الضغط أو انخفاضه أو اضطراب مستوى السكر مرتبط بارتفاع درجات الحرارة، فهناك بعض الإرشادات الوقائية التي يفضل اتباعها، لتجنب التعرض لمشاكل صحية:
- الابتعاد عن المناطق الحارة، ومحاولة التواجد في الأماكن جيدة التهوية.
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة بسبب عدم التهوية الجيدة لتجنب الشعور بالاختناق.
- الابتعاد عن الملابس التي تتسبب في ارتفاع حرارة الجسم، كالبوليستر، وارتداء الملابس التي تمتص ارتفاع الحرارة، كالملابس القطنية، خاصة ذات الألوان الفاتحة.
- تغطية الرأس بطاقية أو شمسية على أن يكون لونها فاتح، لحمايتها من التعرض المباشر للشمس.
- تناول الفواكه الغنية بالأملاح والمعادن لتعويض الجسم عن الأملاح التي يفقدها من خلال العرق والبول.
- تجنب الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها مدرة للبول، ومع التعرق تزيد من تعرض الشخص للجفاف.
فيديو قد يعجبك: