"الانتفاخ" من أعراض سرطان المبيض.. هل يؤثر على الإنجاب؟
كتبت- حسناء الشيمي
يعد سرطان المبيض أحد أنواع السرطانات التي تصيب النساء في مختلف مراحل العمر وتتمثل خطورته في عدم وضوح أعراضه وتشابهها مع أعراض القولون العصبي، خاصة أن انتفاخ البطن أبرز أعراضها، لذا فيتم اكتشافه في مرحلة متأخرة، والتعامل معه يعتمد على الجراحة، وفي هذا التقرير نوضح إليكم أسباب سرطان المبيض وأعراضه وسبل تشخيصه.
قال الدكتور أيمن هاني، مدرس أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، إن سرطان المبيض يعد أحد أنواع السرطانات التي تصيب الإناث في مختلف المراحل العمرية، فقد يصيب أطفال، أو فتيات في مقتبل العمر، أو بعد سن اليأس، وذلك نتيجة وجود استعداد جيني داخل الأحماض الأمينية للمريضة "DNA"، ويتسبب في تحول خلايا المبيض وتطورها لتكوين خلايا سرطانية، ومثله مثل أغلب أنواع السرطانات لا يوجد أسباب واضحة وراء تحول الخلايا إلى سرطانية.
وكان موقع "ديلي ميل" البريطاني نشر تقريرا يشير إلى وجود دراستين حديثتين تؤكدا أن سرطان المبيض يبدأ في قنوات فالوب ثم ينتقل إلى المبيض، وهذا الأمر الذي أكد عليه الدكتور محمد السنيطي، موضحا أن ذلك يحدث بنسبة ضئيلة جدا لاتتجاوز 5%، في حين تبلغ نسبته إلى 20 % إذا كان ثانويا وصل إلى المبيض وكان منتشرا في أجزاء أخرى من الجسم، ولكن 70 % من الحالات تصيب المبيض في الأساس.
الأعراض
بحسب الدكتور محمد السنيطي، مدرس أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة عين شمس، يتم اكتشاف سرطان المبيض في المراحل المتأخرة لأن أعراضه في الغالب تكون مرتبطة بالجهاز الهضمي بصورة أكبر، وذلك من خلال الشعور بهذه الأعراض:
- ألم في البطن.
- اضطرابات في القولون مما ينتج عنها اضطرابات في عملية الإخراج.
- تراكم الغازات في البطن.
- انتفاخ البطن.
ويعد انتفاخ البطن هو العرض الأكثر شيوعا وللأسف لا تنتبه إليه الكثير من المصابات بل في الغالب لا يتوجهن إلى طبيب نساء، ولا حتى لأي طبيب، وهذا ما أكد عليه استطلاع أجرته شركة يوغوف المتخصصة في أبحاث السوق، إذ أثبت أن 34 % فقط من بين 1142 امرأة في بريطانيا قلن إنهن يذهبن للطبيب إذا عانين من انتفاخ مستمر في البطن، وفقا لـ"BBC"، لذا شددت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا على أهمية استشارة الطبيب عند المعاناة من انتفاخ في البطن خلال أغلب أيام الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع متوالية.
وأكدت منظمة "تارغت أوفيريان كانسر" أن نقص الوعي وعدم إجراء النساء الاختبارات المتعلقة بتشخيص سرطان المبيض بالسرعة المطلوبة، يتسبب في فقدانهن فرصة التشخيص المبكر للمرض، إذ يكتشف ثلثا المصابات بسرطان المبيض في بريطانيا إصابتهن بعد انتشار المرض بالفعل، وهو ما يجعل من الصعب العلاج منه.
التشخيص
وبما أن الأعراض تتشابه مع متلازمة القولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي فالأفضل عند عدم الشعور بجدوى من العلاج الموصوف هو التوجه مباشرة لطبيب نساء للخضوع للفحوصات المطلوبة للتعرف على وجود الورم من عدمه، وتعتمد الفحوصات على:
- تصوير بالموجات الصوتية على البطن والرحم والمبيض.
- التصوير بالأشعة العادية والمقطعية.
- عمل رنين مغناطيسي.
وفي حال تم اكتشاف ورم في المبيض يتم أخذ عينة من الورم وخضوعه لتحليل دلالات الأورام، وفقا لـ"السنيطي".
العلاج
كل الدراسات والأبحاث الطبية تؤكد أن الأورام علاجها يكون أسهل عند اكتشافها مبكرا، ولكن في حالة سرطان المبيض في الغالب يتم اكتشافه متأخرا للتهاون مع انتفاخ البطن، فيكون الورم انتشر أو ازداد حجمه مما يتسبب في اللجوء إلى استئصال الورم، المبيض، الرحم، عنق الرحم، منديل البطن، وأجزاء من الخلايا الليمفاوية، لضمان عدم انتشاره في أماكن أخرى في الجسم، ثم الخضوع للعلاج الكيماوي للقضاء وجود أي خلايا سرطانية نشطة في الجسم، وفقا لما أوضحه الدكتور محمد السنيطي.
أما إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة وهذا يكثر حدوثه بالصدفة عن الخضوع لسونار على البطن، ففي هذه الحالة أوضح الدكتور أيمن هاني أن العلاج يكون جراحي باستئصال الورم بالمبيض المصاب فقط، مع ترك المبيض الأخر والخضوع لفحوصات دورية عليه لضمان عدم تعرضه هو الآخر لوجود ورم، مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى تنشيط المبيض وتجميد البويضات في بنك البويضات الخاص بها للحفاظ على خصوبتها المستقبلية، وضمان زراعتها في الرحم في حال الرغبة في حدوث حمل بعد تعافيها من المرض، خاصة إذا اضطرت للخضوع للعلاج الكيماوي الذي يتم اللجوء إليه في بعض أنواع السرطانات، وأكد أن هذا الإجراء يتم اللجوء إليه في حالات سرطان المبيض التي تصيب الفتيات في سن الخصوبة.
وأضاف هاني، أنه يمكن أيضا اللجوء إلى تجميد البويضات في حال كان الورم منتشر وكبير الحجم، واضطرت المريضة للخضوع للكيماوي لتصغير الورم، قبل استئصاله جراحيا.
الوقاية من انتشاره
ويمكن وقف انتشار سرطان المبيض للأنسجة المجاورة من خلال قطع إمداد الطاقة لسرطان المبيض، وفقا أكدته دراسة جديدة، أجراها باحثون بجامعة شيكاغو ونشرتها مجلة "Cell Metabolism"، إذ أوضح القائمون على الدراسة أن الجليكوجين يلعب دوراً في انتشار سرطان المبيض، فابتكروا طريقة تعمل على وقف تخزينه في الخلايا وذلك من خلال تعطيل الإنزيمات المشاركة في انتقال الإشارات الكيميائية من الخلايا الليفية إلى الخلايا السرطانية.
تأثيره على الصحة الإنجابية
أما عن تأثير سرطان المبيض على الصحة الإنجابية فأكد الدكتور أيمن هاني أنه لا يؤثر على الصحة الإنجابية على الإطلاق، بل يمكن اكتشافه أثناء الحمل، مشيرا إلى وجود حالة تم اكتشاف الورم لديها أثناء الولادة، وبعد تحليله تم التأكد من إصابتها به.
فيديو قد يعجبك: