هل يسبب السكر الإصابة بنوبات الصداع؟
كتب حاتم صدقي
تتسبب التقلبات السريعة في مستوى سكر الدم بسبب تناول كمية كبيرة من السكريات خلال فترة قصيرة في الإصابة بالصداع أحيانا ، ويتراوح بين المزعج إلى المنهك، ولذلك ففهم الأسباب الكامنة وراء حدوث نوبات الصداع، من الممكن أن يحسن من جودة حياة المرضى.
بصفة عامة، قد يحدث الصداع بسبب زيادة السكر أو قلته، لأن استهلاك كمية كبيرة من السكر يسبب زيادة مستوى السكر في الدم، كما أن استهلاك قدر ضئيل منه يمكن أن يتسبب في انخفاض مستوى السكر بالدم، وترتبط الحالة الأخيرة بمجموعة من الأعراض كالصداع وآلام العضلات.
وبالنسبة لمرضى السكر الذين يتعاطون الإنسولين، فهم يتعرضون لمخاطر أكبر عند انخفاض مستوى السكر بالدم، أما من يستهلكون كمية كبيرة من السكر وهم مصابون بالسكر، أو يعانون من مقاومة أجسامهم للإنسولين، فإنهم يكونون أكثر عرضة لارتفاع مستوى السكر بالدم.
فإذا استهلك شخص غير مصاب بالسكر قدر كبير من السكر مرة واحدة، ثم امتنع عن تعاطي المزيد في الفترة التالية، فمن الممكن أن يعاني نوبات متكررة من نقص السكر في الدم، وهي أعراض تحدث في غضون 4 ساعات بعد وجبة عالية المحتوى من الكربوهيدرات، وتسبب الصداع.
وقد يتسبب الصداع في حدوث بعض التغيرات الهرمونية، خاصة في هرموني إيبينيفيرين، ونورإيبينيفيرين، وتعمل هذه التحولات الهرمونية على تغيير الطريقة التي تتصرف بها الأوعية الدموية، وقد تؤدي للصداع.
والسكر ليس المسؤول عن معاناة الشخص من صداع السكر، ولكن السبب هو التغير السريع في مستوي السكر بالدم، إما بسبب استهلاك قدر كبير من السكر، أو عدم تناول قدر كاف من الطعام، وهذه التغيرات السريعة في مستوى سكر الدم يكون من بين أعراضها الصداع، والشعور باضطرابات معوية، وإجهاد بدني، وتقطع النوم، كما يؤثر ارتفاع السكر على الكلى، والكبد، والمعدة، وتأتي في إطار ما يسميه البعض بالهجمة السكرية.
ويعد ضبط مستوى السكر في الدم بصورة طبيعية عند مرضى السكر أمرا غير ممكنا، ولذلك فهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصداع المرتبط بسكر الدم، ولذا فمن لا يتعاطون الأدوية كما وصفت لهم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصداع.
ويستطيع السكر غير المنضبط أن يدمر الأوعية الدموية، والتي يمكن أن تغير مسار الدورة الدموية للمخ، وتزيد من مخاطر الإصابة بنوبات الصداع، وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ.
ومن المحتمل أن تكون نوبة الصداع الشديدة المفاجئة بسبب جلطة دماغية، أو جلطة دموية، أو تمدد للأوعية للدموية، ويصاب بعض مرضى السكر بحالة تسمى التحمض الكيتوني السكري أو الغيبوبة الكيتونية، وتحدث عندما يلجأ جسم المريض لاستخدام الدهن بدلا من السكر لإنتاج الطاقة، وهؤلاء المرضي يصابون بنوبات من الصداع الشديد، بالإضافة لتورم وارتباك في تصرفاتهم مع فقدان للوعي.
يذكر أن دراسة أجريت في عام 2006، وربطت بين مواد التحلية الصناعية الخالية من السعرات الحرارية كبدائل للسكر الطبيعي والصداع النصفي، مما يعني أن هذه المحليات الصناعية قد يكون لها دور في الإصابة بنوبات الصداع.
فيديو قد يعجبك: