أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أستاذ المناعة بأوكسفورد لـ«الكونسلتو»: جائحة كورونا لم تنتهِ بعد والخطر من الشتاء القادم (حوار)

02:36 م الأربعاء 25 مايو 2022

الدكتور أحمد سالمان، أستاذ علم المناعة بجامعة أوكس

د. أحمد سالمان: من المتوقع ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا.. مع احتمالية ظهور أوبئة أخرى

>> 4 لقاحات هى الأكثر فعالية في الوقاية من أعراض كورونا الخطيرة

>> اتوقع انتهاء جائحة كورونا خلال 6 أو 9 أشهر

حوار- كريم حسن:

بعد مرور أكثر من عامين على جائحة كورونا، مازالت حالة التخوف من تداعيات فيروس كورونا مستمرة، نظرًا لاستمرار عملية ظهور متحورات جديدة تختلف عن النسخة الأصلية للفيروس، وفي ظل زيادة خطورة الأعراض المصاحبة للإصابة بها.

الدكتور أحمد سالمان، أستاذ علم المناعة وتطوير اللقاحات بجامعة أوكسفورد بإنجلترا، يكشف في حواره لـ«الكونسلتو» آخر مستجدات الحالة الوبائية، وتوقعاته بشأن موعد انتهاء الجائحة، واحتمالية ظهور موجات جديدة في مصر من عدمه، وأبرز اللقاحات فعالية ضد العدوى، وإلى نص الحوار:

بعد استقرار معدل إصابات كورونا في مصر.. هل تتوقع أن نشهد موجات أخرى؟

نعم، من الممكن أن تشهد مصر موجات جديدة من فيروس كورونا، خاصة في فصل الشتاء، حيث تعتبر جميع فيروسات كورونا الموجودة منذ ما يقرب من 70 عامًا ضمن فيروسات البرد الموسمية، وهناك حوالي 13 فيروسًا منها تزداد حدة انتشارها في فصل الشتاء، والتي انضم إليها فيروس كورونا المستجد.

ولكن، مع تطعيم عدد كبير من المواطنين باللقاحات المضادة للعدوى، وتكون المناعة المجتمعية، أصبح هناك فرصة أكبر لمقاومة الفيروس.

وأنصح فئات معينة بالحرص على تلقي اللقاحات المضادة بصفة دورية لتعزيز الأجهزة المناعية، وعلى رأسها كبار السن، وأصحاب المناعة الضعيفة، وأولئك الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري والسرطان، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، أو حال ظهور متحورات جديدة.

أما بالنسبة للفئات الأخرى، فمن الممكن أن يكون الأمر اختياريًا بعد الحصول على الجرعات الثلاثة الأساسية.

بعد مرور أكثر من عامين على جائحة كورونا.. ما اللقاح الأفضل للوقاية من العدوى أو مضاعفاتها؟

أي لقاح من اللقاحات الموجودة حاليًا له نسبة معينة من الفعالية والحماية ضد العدوى، ودائمًا ما يحددها الخبراء باستخدام أرقام ثابتة، ولكن ذلك غير دقيق، نظرًا لأن الأمر نسبي، حيث تتفاوت نسبة الحماية والاستمرارية وفقًا لعدة عوامل، لعل أبرزها الاستجابة المناعية المختلفة للأشخاص، والتركيبات الجينية الموجودة في الأعراق والأجناس المختلفة.

وتشترك كل اللقاحات المطروحة حاليًا في خاصية واحدة، وهى الوقاية من التعرض لأعراض خطيرة حال الإصابة بالفيروس، وتقليل خطر الوفاة على إثره.

واللقاحات التي أثثبت فعالية بنسبة كبيرة هى تلك التي تتعتمد على تقنية حديثة تستهدف تركيب محدد من الفيروس، مثل الناقل الفيروسي، مثل أسترازينيكا وجونسون، أو الحمض النووي الريبوزي، مثل فايزر وموديرنا، والتي تعدت فعاليتها تلك اللقاحات التي تعتمد على الفيروسات الميتة، مثل اللقاحات الصينية.

ويحتوي فيروس كورونا المستجد على حوالي 14 أو 15 جينًا، أغلبها يتشابه مع التركيبات الجينية الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، ويعتبر بروتين الأشواك هو الوحيد الذي يختلف عن التركيبات البروتينية في الجسم، وبالتالي يثير استجابة الجهاز المناعي بشكل كبير، ومن ثم فإن اللقاحات التي اعتمدت فقط على استهداف بروتين الأشواك استطاعت تركيز استجابة المناعة ضد بروتينات موجودة فقط في فيروس كورونا، وبالتالي لا يتم تشتيتها، ما يقلل خطر التعرض للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.

ما أخطر الحالات المرضية التي تسببت فيها اللقاحات المضادة لكورونا؟ وما أسبابها؟

لا تختلف الأعراض المصاحبة للتطعيم بأي لقاح من اللقاحات المعتمدة حاليًا عن أعراض اللقاحات التي يتم استخدامها منذ عشرات السنوات، وتعتبر لقاحات كورونا هى الوحيدة التي تم استخدامها لتطعيم ما يقرب من 8 مليار شخص خلال عامين، وهو ما ساهم بشكل كبير في التعرف على الآثار الجانبية بشكل أوضح.

ويمكن أن تزداد حدة تلك الأعراض لدى أولئك الأشخاص الذين لديهم فرط استجابة مناعية، متمثل في المعاناة من الحساسية المفرطة، أو ضعف الجهاز المناعي، ولكن لا يحدث ذلك إلا في حالات نادرة، وفقًا لدرجة الحساسية.

وبعد الفهم الأكبر لأنواع اللقاحات، أصبح من الممكن التعامل بشكل آمن وفعال مع الأعراض المصاحبة لتلقيها، والتي لا تتعدى حالات المعاناة منها 4 أو 5 حالات من كل مليون شخص.

222222

ما حقيقة تأثير لقاحات كورونا على الخصوبة؟

لا تؤثر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على درجة الخصوبة، سواء للرجال أو للسيدات، فبعد أكثر عامين من استخدام اللقاحات على البشر، كل الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات لم تظهر لديهم أي أثار جانبية متعلقة بالخصوبة.

هل من المتوقع ظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا؟ وما مدى خطورتها؟

بالفعل، قد تظهر متحورات جديدة من فيروس كورونا خلال الفترة القادمة، تعتمد مدى خطورتها على عوامل متعددة، لكن مادام يتمتع البشر بمناعة جيدة فمهما تحور الفيروس تظل كل اللقاحات الموجودة فعالة ضده، حيث أنها تعتمد على التركيب الجيني الأصلي له، ولكن قد تنخفض تلك الفعالية بشكل تدريجي مع ظهور المتحورات الجديدة، لذا نحتاج لتلقي جرعات معززة.

وعليه، يظل الجهاز المناعي قادرًا على التعرف على فيروس كورونا مهما تحور، نظرًا لأن الأخير لا بد أن يحتفظ بتركيبه الجيني المسؤول عن التعرف على مستقبلات الخلايا في الجسم، وإذا تغير ذلك التركيب يفقد قدرته على إصابتها.

هل تحمي الإصابة بمتحور أوميكرون من جميع متحورات كورونا الأخرى؟

ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث حتى الآن يفيد بأن متحور أوميكرون يعطي مناعة جيدة للغاية ضد متحورات فيروس كورونا الأخرى، مثل دلتا وجاما، نظرًا لأن كل الطفرات الموجودة في المتحورات السابقة تجمعت في متحور أوميكرون.

ولكن مازالت هذه الحماية قصيرة المدى، حيث تتراوح مدتها من 3 إلى 6 أشهر، ولكن لا زالت الإصابة بالعدوى بشكل طبيعي لها تأثير كبير في الحماية من الإصابة فيروس كورونا المستجد، وخلال الفترة القادمة سيتم التأكد بشكل دقيق من مدة استمرار الحماية من الإًابة بكورونا بعد الإصابة به.

ما حقيقة العلاقة بين فيروس الكبد الغامض الذي يصيب الأطفال وفيروس كورونا؟

حتى الآن، لم يتم التوصل إلى وجود علاقة واضحة بين الإصابة بفيروس كورونا والالتهاب الكبدي لدى الأطفال، والذي أصاب حوالي 450 حالة على مستوى العالم، أغلبهم في المملكة المتحدة.

وتشير أغلب المؤشرات إلى أن فيروس ادينو-41 هو المسؤول عن الإصابة بالتهاب الكبد الغامض، ويعد ضمن الفيروسات الشائعة لدى الأطفال، ويصيب الجهاز الهضمي، ويعتقد بحدوث طفرة جعلت الإصابة به لا تقتصر على الجهاز الهضمي والمعدة فقط، بل يمتد تأثيره إلى الكبد مسببًا التهابه.

في ظل استمرار ظهور متحورات جديدة - ما توقعاتك لموعد انتهاء الجائحة؟

كان هناك أمل كبير بانتهاء جائحة كورونا بنهاية العام الجاري، أو على الأكثر بانتهاء ربيع العام القادم، حيث سيكون قد تم تطعيم كل سكان الكرة الأرضية على الأقل بجرعة أو جرعتين، وحينها ستكون حالات الإصابة بالفيروس خفيفة _ إن وجدت_ مثل حالات الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن انتهاء الوباء عالميًا بمجرد تطعيم ما يزيد عن 70 إلى 80% من سكان العالم باللقاحات المضادة، وتكوين مناعة مجتمعية، ولكن نأمل ألا تحدث مفاجآت خلال فصل الشتاء القادم.

78-223200-oxford-researcher-corona-vaccine-2

هل من المتوقع ظهور أوبئة أخرى خلال الفترات القادمة؟

للأسف نعم، فظهور الأوبئة يعد جزءًا طبيعيًا في الحياة، حيث أن الفيروسات والبكتيريا بمختلف أنواعها تتواجد بشكل طبيعي في البيئة المحيطة للبشر، ويعيش جزء منها داخل الجسم، وبالتالي قد نشهد تحور فيروس أو بكتيريا من كائن آخر مثل الحيوانات والطيور، وتصبح لديه القدرة على إصابة الإنسان، وينتشر بصورة واسعة، لعدم وجود مناعة بشرية ضده.

ومنذ عام 200 وحتى الآن، ظهر ما يقرب من 7 أو 8 أمراض في صورة أوبئة عالمية، مثل أنفلونزا الخنازير والإيبولا والسارس، وهو ما يعني ظهور وباء عالمي أو إقليمي كل 3 سنوات تقريبًا، وهو ما يحتم رفع درجة الوعي وتوفير القدرات الطبية واللقاحات للتعامل الأمثل مع هذه الأوبئة حال ظهورها، خاصة مع التغير المناخي وحركة السفر والعادات الخاطئة الخاصة بالتغذية.

ما أخر تطورات التوصل لعلاج نهائي لفيروس كورونا؟

تم التقدم في مجال تطوير الأدوية ضد فيروس كورونا بشكل كبير، حيث أن هناك أدوية مطروحة حاليًا ضد العدوى وتمتاز بفعالية كبيرة قد تتجاوز الـ 90% في التعامل مع حالات الإصابة المتوسطة أو الخفيفة، وأيضًا تتجاوز الـ 40 أو 50% بالنسبة للحالات الحرجة، إضافة إلى التقدم الملحوظ في فصل الأجسام المضادة من البلازما واستخدامها في التعامل مع الإصابات الحرجة.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية