أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أستاذة فيروسات: تحور" كورونا" الهندي الأخطر واللقاحات الحالية لن تصمد طويلًا

09:59 م الخميس 29 أبريل 2021

الدكتور إيمان مرزوق

حوار - أمنية قلاوون:

قالت الدكتورة إيمان مرزوق، أستاذ مساعد علم الفيروسات بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية، إن التغيرات الجينية التي طرأت على فيروس كورونا المستجد جعلت بعض السلالات المتحورة أكثر قدرة على العدوى.

وأضافت مرزوق في حوارها لـ"الكونسلتو"، أن اللقاحات المضادة للفيروس التاجي لن تصمد طويلًا أمام السلالات الجديدة المتحورة، وإلى نص الحوار:

كيف يتطور الفيروس جينيًا؟

يزيد انتقال الفيروس من شخص لآخر ، و ارتفاع أعداد الإصابات من احتمالية حدوث الطفرات الجينية، نتيجة التفاعل بين المادة الجينية للفيروس و خلايا العائل الذي يعيش فيه، الأمر الذي يؤدي إلى التداخل وتغيير الأحماض الأمينية التي تتكون منها بروتينات الفيروس و تتابعاته الجينية، و تؤدي أحيانًا إلى تحوره.

ويختلف تأثير هذه التغيرات تبعًا لمكان وجودها في التركيب الجيني، فليست كل الطفرات خطيرة أو مهمة، لكن مع تراكمها المستمر قد تغير من خصائص الفيروس، من حيث قدرته على الانتشار أو درجة شدته والعكس.

والجدير بالذكر أن تم حذف اثنين من الأحماض الأمينية للطفرات التي وجدت في التتابعات الجينية لفيروس كورونا، والمعروفين باسم "H69" و "V70"، واللذان يوجدان في الزوائد البروتينية الموجودة على سطح الفيروس، و لها علاقة بقدرة الفيروس على إصابة الفيروس خلايا الإنسان.

هل يمكن أن تؤثر التغيرات الطارئة على الفيروس على فعالية اللقاحات؟

أثبتت بعض التجارب المعملية أن حذف الحمضيين الأمينين "H69 / V70" ساهم في مضاعفة فرص حدوث العدوى، و جعل السلالات المتحورة التي تحتوي على هذه الطفرة أكثر قدرة على الانتقال بنسبة 50-75% مقارنة بالفيروس الأصلي، ما يجعل العالم في حالة تحدي مستمر من أجل تطوير اللقاحات المتوفرة حاليًا، و العمل على الحد من الإصابات.

ما تفسيرك لخروج الوضع الوبائي لفيروس كورونا عن السيطرة في الهند؟

نتيجة لوجود هذه السلالات المتحورة سريعة الانتشار نلاحظ الآن الارتفاع الهائل في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، حيث ظهرت سلالة أخرى من "COVID-19" تسمى "B.1.617"، وهى أكثر قدرة على العدوى، بسبب وجود طفرة في الحمض الأميني في الموقع "L452R"، و التي سهلت اختراق الفيروس لمستقبلات خلايا الإنسان، وجعلته ينتشر بسهولة.

هذا، إضافة إلى أنه ثبت وجود طفرة أخري في نفس السلالة "B.1.617" في الموقع "E484Q" من التتابع الجيني تجعل الفيروس أقل عرضة و تأثرًا بالأجسام المضادة الموجودة في الجسم، ما قد يؤثر على فعالية اللقاحات الموجودة حاليًا.

كما ظهرت أيضًا سلالة جديدة تسمى "B.1.618" ساهمت في هذه الزيادة الخطيرة لإصابات فيروس كورونافي الهند، نظرًا لأن بها مجموعة من التغيرات الجينية التي تسهل هروب الفيروس من رد الفعل المناعي للمصاب.

كما يوجد بها طفرة أخرى في نفس السلالة "B.1.168"، و هي "D614G" في الزوائد البروتينية، والتي ساهمت أيضًا بشكل واضح في زيادة الانتشار وسط المجتمع الهندي، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي في مواجهة هذا الأعداد الكبيرة، حيث لم يستطع توفير أماكن الرعاية الصحية اللازمة للمصابين في المستشفيات ، الأمر الذي أدى أيضًا لحدوث نقص شديد في الأكسجين، و المستلزمات الطبية.

هل تحمي اللقاحات من الإصابة بالسلالات المتغيرة للفيروس؟

بناء على ما سبقر ذكره، نجد أن اللقاحات الحالية لن تصمد طويلًا أمام هذه السلالات المتحورة، و يلزم العمل على تطويرها باستمرار لتستطيع مجابهة كل هذه الطفرات المتراكمة، وكما يجب التشديد على رفع الوعي بخطورة الوضع الوبائي.

ما تقييمك للقاح أسترازينيكا؟

من خلال الاطلاع على الفوائد والمخاطر المعروفة للقاح أسترازينيكا سنجد أنه ساعد في تقليل احتياج المرضى لدخول المستشفيات، ما ساهم في تخفيف العبء على وحدات العناية المركزة.

أما عن الآثار الجانبية المحتملة، فتتراوح ما بين الصداع، والدوخة، وألم في العضلات، وخاصة في منطقة الحقن، إلى جانب الشعور بالرعشة، والارتعاد، فضلًا عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وكلها أعراض تخف حدتها تدريجيًا وتزول خلال أيام.

كيف يتسبب لقاح أسترزانيكا في الإصابة بالتجلط الدموي؟

لا تحدث الجلطات الدموية الناتجة عن تلقي لقاح أسترازينيكا إلا في حالات نادرة جدًا، حيث تشير الإحصائيات إلى حدوثها لحالة واحدة من كل 100 ألف شخص يتم تطعيمهم باللقاح.

وعلاوة على ذلك، أشارت دراسة في جامعة اكسفورد إلى احتمالية زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم الوريدية الدماغية (CVT) المصاحبة لعدوى كوفيد-19 بعدة مرات عما يمكن أن تتسبب فيه لقاحات كوفيد-19 الحالية، حيث تشير هذه الدراسة التي أجريت على أكثر من 500 ألف مريض مصاب بكوفيد-19 حدوث هذه الجلطات بنسبة تعادل 39 شخص من بين مليون مريض، بينما حدثت هذه الجلطات بنسبة تعادل 4 أشخاص من كل مليون شخص ممن تلقوا لقاحي فايزر و مودرنا.

كما أنه تم الإبلاغ عن حدوث هذه الجلطات بنسبة تعادل 5 من كل مليون شخص بعد الجرعة الأولى من لقاح أسترازنيكا – أكسفورد، وهو ما يشير إلى أن خطر الإصابة بـالجلطات نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد-19 أكبر بحوالي 10 مرات، مقارنة بما قد يسببه تلقي اللقاحات طبقًا للبيانات المتاحة حتى الآن، كما يجب أن نأخذ في الاعتبار الموازنة بين مخاطر وفوائد التطعيم.

هل تعتبر الآثار الجانبية للقاح مؤشرًا جيدًا للمناعة ضد الفيروس؟

تدل الآثار الجانبية المعتدلة للقاحات المضادة على استجابة جهاز المناعة في الجسم للقاح، و المسبب المرضي الموجود فيه، حيث يستعد الجهاز المناعي لمحاربة هذا الجسم الغريب الطارئ عليه، لكن يجب أن نعلم أن كل شخص يستجيب جهازه المناعي بشكل مختلف عن الآخر.

ما تقييمك للقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا؟

أظهرت تجربة أجريت على 14964 شخصًا أن اللقاح الروسي فعال بنسبة 91.6% في الوقاية من العدوى، مقارنة بحوالي 70% فعالية للقاح أسترازنيكا، و95% للقاح فايزر، ومع ذلك، فإن كل تلك اللقاحات كانت جديرة في تقليل أعداد الحالات الحرجة و الشديدة و التي تتطلب دخول المستشفيات.

بالنسبة لدواء فايزر الجديد ضد كورونا.. ما رؤيتك له؟

يعتبر العقار التجريبي الذي تنتجه شركة فايزر، والذي من المفترض توفيره بنهاية هذا العام، و يتم تناوله عند ظهور العلامات الأولى للمرض عن طريق الفم، هو نوع من الأدوية المثبطة لإنزيم البروتيز، و التي تستهدف إعاقة عملية تكاثر الفيروس داخل الخلايا.

وتستخدم هذه المثبطات في السيطرة على كثير من الأمراض الفيروسية الأخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد سي، و تساعد على تحسن الحالات الخفيفة و المتوسطة من الإصابة، و تقلل من اللجوء لنتلقي الرعاية بالطبية بالمستشفيات.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية