خلايا الحبل السري تنقذ طفلة داليا.. وتؤَمَن حياة عائلة وليد
كتبت- ندى سامي:
رسوم- سحر عيسى:
قطرات دماء هي الحصن المنيع كنز ثمين يؤَمن حياة البعض من الأمراض المستعصية التي باتت تغزو الأبدان، مشروع الأحلام الذي لجأت له بعض الأسر لتأمين حياة ذويهم من الأمراض، وربما لإنقاذ حياة البعض، بنوك لحفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري ربما تكون هي الإرث الوحيد لعائلة تتعايش مع مرض خطير.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي حكايات بعض الأسر التي استفادت من تخزين خلايا الحبل السري لإنقاذ ذويهم، أو إدخارها كأمان لمستقبل محفوف بالمخاطر.
داليا تحمل لإنقاذ طفلتها من أنيميا البحر المتوسط
لاحظت داليا شحوب ابنتها دانيا، صاحبة العام ونصف، فتوجهت بها للطبيب الذي أمر بإخضاعها لمجموعة من التحاليل والفحوصات الطبية، وبعد اطلاعه على النتائج، أخبرها أن طفلتها ضمن 9% من المصابين بأنيميا البحر المتوسط. وبعد أول عملية نقل دم لنجلتها، أدركت الأم أنها في رحلة مع الخطر، وبدأت البحث عن حل آخر لتنقذ حياة صغيرتها.
حمل جديد أنار بصيرة "داليا أيمن" إلى حل سحري عثرت عليه عندما كانت تبحث على محركات البحث، حيث وجدت أن هناك إمكانية لحفظ وتخزين دماء من الحبل السري، لاستخراج خلايا جذعية منه قادرة على علاج الكثير من الأمراض، وخاصًة أمراض الدم.
بعد 10 أشهر، وضعت داليا طفلتها الثانية داليدا، طوق النجاة الذي أنقذ حياة شقيقتها دانيا، وأعادت الأمل لتلك العائلة التي ظلت أيامًا بين المحاليل ونقل الدماء.
التخطيط للحمل والسفر للندن وإجراء العملية وتخزين خلايا الحبل السري وإعادة زرع تلك الخلايا، رحلة شاقة كلفت أشرف والد الطفلتان الكثير من الأموال "أنا بيعت شقتي وعربيتي وتحويشة العمر واستلفت من والدي علشان نقدر نسافر".
حياة أخرى ارتسمت معالمها، بعدما عاد النور يشع من وجه دانيا التي عانت كثيرًا وهي لا زالت في عمر الزهور تتعلم المشي، لتكلل بنجاح عملية زرع الخلايا الجذعية التي تم استخلاصها من الحبل السري لشقيقتها الصغري وتتماثل الطفلة للشفاء، بعد رحلة معاناة استغرقت أشهر من القلق والخوف.
الكثير من التفكير والهواجس كانت تداهم أحلام داليا من احتمالية حمل الطفلة الثانية نفس المرض أو عدم القدرة على رعايتها انشغالًا مع الطفلة المريضة " كنت دايمًا بصحا على حلم إني بقص شعر داليدا وأخيط بروكة وألبسها لدانيا.. كنت بترعب من فكرة إني بس جبتها للدنيا علشان أنقذ حياة أختها".
شبح اللوكيميا تهزمه دماء الحبل السري
اللوكيميا شبح يهدد عائلة "وليد سمير" الذي أخذ قرارًا بعدم الإنجاب خوفًا من إرث المرض الذي قد يطول صغاره، طاوعته زوجته إلى أن وصلت على أعتاب الثلاثين، بدأ الخوف يداهمها وتشعر بشدة احتياجها لصغير تضمه، تحدثت إليه في الأمر كثيرًا، وفي كل مرة كان الجواب بالرفض القاطع "كنت بقوله الحذر ميمنعش قدر واللي ربنا كاتبه هنشوفه، وكان يقولي مش هجيب ابن في الدنيا علشان أهديه للموت".
بكاءها وعتابها أصبح الحوار اليومي، إلا أن أخبرها إذا كانت تريد أن تصبح أم فعليهما بالفراق، وبالتحدث مع صديقتها، علمت بعملية حفظ الحبل السري واستخلاص الخلايا الجذعية منه، 15 دقيقة غيروا مجرى حياتها، من الانعزال والحزن إلى البحث والمعرفة عن فكرة البنك وأماكن تواجده والخطوات الواجب القيام بها لعملية الحفظ والتخزين، حتى ألمت بجميع التفاصيل.
مستند كامل جمعته وأرسلته لزوجها عبر البريد الإلكتروني الخاص به، جمعت فيه المعلومات وجزء من تجارب من قام بعملية تخزين الحبل السري، في البداية لم يتقبل الأمر ولكنه انصاع لرجاء زوجته، وبعد عام أنار دنياهم رضيع يحمل معه حياة جديدة محفوفة بمخاطر المرض، ولكن تم تأمينها بعدما تم الاحتفاظ بخلايا الحبل السري في أول البنوك التي دشنت من أجل عملية الحفظ بالولايات المتحدة الأمريكية.
بالرغم من المتاعب والمبالغ الطائلة التي تم تكبدها من أجل إتمام عملية الحفظ، إلا أنهم لا يريدون حتى الذهاب إلى مكان ذلك البنك الذي يخزن فيه الكنز الأكبر للعائلة "بعد خمس سنين وليد نفسه يجيب طفل تاني.. ومعندوش نفس الخوف والرعب اللي كنا عايشين فيه".
فيديو قد يعجبك: