هل اللقاح الروسي "Sputnik V" آمن على صحة البشر؟.. خبراء يوضحون
كتب- كريم حسن:
في 11 أغسطس الماضي، أصبحت روسيا أول دولة في العالم تسجل لقاحًا جديدًا ضد فيروس كورونا المستجد في العالم، بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من بدء انتشار الوباء، مما أثار جدلًا طبيًا كبيرًا حول إمكانية استخدامه، ومدى فعاليته.
ويرجع السبب وراء الشكوك الدولية التي أثيرت بشأن اللقاح الروسي المعروف باسم "Sputnik V"، إلى تخطي روسيا بعض الاختبارات والتجارب الخاصة بتطوير اللقاح، والتي لم تكتمل بعد، كما أن التفاصيل الخاصة بالبحث العلمي محدودة، وفقًا لما ذكرته مواقع " New scientist"، و " Timesofindia"، و "CNN".
ماذا نعرف عن اللقاح الروسي؟
تم تطوير اللقاح من قبل معهد الجمالية في موسكو ، بتمويل من صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وأُطلق على اللقاح اسم "Sputnik V" في إشارة إلى القمر الصناعي للاتحاد السوفيتي عام 1957.
وأجرى العلماء أشهرًا من التجارب البشرية، لكنهم لم ينشروا البيانات بعد، ولم يبدأوا المرحلة الثالثة الحاسمة من التجارب، والتي تسبق الموافقة على اللقاح واعتماده عادةً.
تم الإعلان، أمس الأربعاء، عن بدء تجربة المرحلة الثالثة التي تضم أكثر من 2000 شخص في روسيا والعديد من دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بالرغم من أنه عادةً ما تشمل هذه المرحلة عشرات الآلاف من الأشخاص.
قال الدكتور سكوت جوتليب، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، أول أمس، إن عدد الأشخاص الذين تم اختبار اللقاح عليهم حتى الآن يعادل تجربة المرحلة الأولى، والتي تتضمن عادةً مجموعة صغيرة، ودراسات سلامة اللقاح.
هل اللقاح الروسي آمن؟
لم تصدر روسيا أي بيانات علمية حول اختبار اللقاح الخاص بها، لكنها تقول إن اللقاح قد مر عبر تجارب المرحلتين الأولى والثانية.
وتركز دراسة المرحلة الأولى عادةً على ما إذا كان اللقاح آمنًا، وما إذا كان يثير استجابة مناعية لدى عدد صغير من الأشخاص.
وتعليقًا على ذلك، يقول قال كيث نيل، الأستاذ الفخري لوبائيات الأمراض المعدية بجامعة نوتجهام، "ليس لدينا أي معلومات على الإطلاق حول ما إذا كان هذا اللقاح آمنًا".
وتزعم روسيا أن المتطوعين الذين شملتهم تجارب المرحلتين الأولى والثانية شعروا بحالة جيدة بعد أخذ اللقاح، ولم تظهر عليهم أي آثار جانبية غير متوقعة أو غير مرغوب فيها.
وقال نيل إنه من غير المرجح أن يكون الباحثون قد اكتشفوا أي آثار جانبية نادرة مرتبطة بلقاح "Sputnik V"، الذي تم تطويره بمركز "الجماليا"، موضحًا أنه لا يمكن التعرف على الآثار الجانبية دون إجراء اختبارات واسعة النطاق، وهذا هو الهدف الرئيسي من دراسة المرحلة الثالثة التي تخطتها روسيا.
اقرأ أيضًا: يعطي مناعة لعامين.. ماذا تعرف عن لقاح "Sputnik V" الروسي المضاد لكورونا؟
ما مدى فعالية اللقاح؟
يرى الدكتور نيل، أن اللقاح ينتج على الأقل أجسامًا مضادة، مشددًا على أنه لا يعرف ما إذا كان يحمي الأشخاص من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد.
وأوضح المركز الروسي المطور للقاح أنه يعتمد على سلالتين من الفيروسات التي عادة ما تسبب نزلات البرد الخفيفة لدى البشر، والتي يتم تعديلها وراثيًا لجعل الخلايا المصابة تنتج بروتينات ضد فيروس كورونا المستجد، ثم ينتج الجسم هذا البروتين، مما يؤدي إلى حدوث استجابة مناعية ضده.
ويؤكد صانعو "Sputnik V" أن اللقاح تسبب في إنتاج أجسامًا مضادة، واستجابة مناعية خلوية، من خلال فحص المتطوعين الذين شملتهم التجارب، في إشارة على أنه لم يصاب أحد المشاركين في التجارب السريرية الحالية بفيروس Covid-19 بعد إعطائه اللقاح، وفقًا للموقع الرسمي للقاح الروسي المطور.
وقال جوتليب :"ليس من الواضح مدى فعالية اللقاح الروسي، وما إذا كان لدى الناس بعض المناعة المسبقة ضد الفيروس الذي يستخدمونه لإيصال تسلسل جينات الفيروس التاجي".
وأعرب الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عن مخاوفه بشأن اللقاح الروسي الجديد، قائلًا: "آمل أن يكون الروس قد أثبتوا بالفعل وبشكل قاطع أن اللقاح آمن وفعال، وأشك بشدة في أنهم فعلوا ذلك".
كيف تمكنت روسيا من تطوير اللقاح بهذه السرعة؟
سنت روسيا قانونًا في إبريل الماضي يلغي الحاجة إلى إجراء تجارب المرحلة الثالثة قبل الموافقة على اللقاح.
وتعني الموافقة إمكانية توزيع لقاح كورونا مع بدء اختبارات المرحلة الثالثة، على الرغم من أنه من الناحية العملية، من غير المتوقع أن تكون الجرعات المصنعة جاهزة بكميات كبيرة قبل أسابيع.
وأوضح نيل إلى أن اللقاح الروسي ليس متقدمًا مثل اللقاحات الأخرى، مشيرًا إلى أن لقاحات موديرنا وأوكسفورد قد بدأت بالفعل في إجراء تجارب المرحلة الثالثة.
قد يهمك: بدء تصنيع "فافيبيرافير" في مصر.. إليك ما تريد معرفته عن دواء كورونا الجديد
فيديو قد يعجبك: