استشاري بإنجلترا : الكلوروكين والأفيجان عديما الجدوى في علاج كورونا.. والبلازما مبشرة
كتبت - ياسمين الصاوي:
أكد الدكتور عصام عبد الرازق، أستاذ التخدير والعناية المركزة، وكبير الاستشاريين بمستشفى الملكة إلكسندرا "Queen Alexandra Hospital" في بورتسموث، ورئيس تحرير مجلة "Journal of Epidemiology and Public Health" العلمية، عن عدم استناد أي من العقاقير التي يتم الدعاية لها في وسائل الإعلام ي بوصفها علاجات لفيروس كورونا علي أي أساس علمي بحسب تعبيره ،وأوضح عبد الرازق في حواره للكونسلتو ، آلية التعامل مع الوباء، وكيفية الوقاية منه، ومدى فعالية الأدوية المقترحة على الساحة الطبية الآن في علاج المصابين به، ووضع إنجلترا في ظل هذه الجائحة.
نبدأ بالسؤال الأهم هل هناك علاجات لها فعالية في مواجهة كورونا ؟
لا يوجد عصا سحرية لعلاج هذا المرض، وكل ما يقال في وسائل الإعلام عن استخدام الكلوروكين أوالأفيجان أوعلاجات الإيدز أو أي وصفة سرية من الأدوية، ليس له أساس من الصحة على الإطلاق.
وعلاج الفيروس التاجي يعتمد على اتخاذ الوسائل اللازمة لتعزيز صحة جهاز المناعة، مثل تناول فيتامين سي، وبعض المضادات الحيوية المناسبه للحالة إذا تطورت العدوى و أصبحت بكتيريه بسبب إستمرار تدهور مناعة المريض بصفه عامه. والخلود إلى الراحة التامة، وتناول الأطعمة الصحية، إلى جانب اتباع سبل الوقاية، وعلى رأسها التغذية السليمة.
إذن متى نتوصل إلى علاج نهائي للفيروس؟
السؤال قد يبدو سهلًا، لكن الإجابة عليه شديدة الصعوبة، فلا يوجد علاج لفيروسات الإنفلونزا، بل تتلخص سُبل الشفاء منها، في الخلود إلى الراحة، والتغذية الجيدة، وتناول فيتامين سي ومسكنات الألم والأدوية الخافضة للحرارة، وشرب الكثير من السوائل، حتى يستطيع الجهاز المناعي مكافحة الفيروس.
وكوفيد-19 لا يعتبر فيروسًا جديدًا، بل هو امتداد لأوبئة أخرى من الفصيلة نفسها التي ظهرت في السنوات السابقة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي تم اكتشافها في السعودية عام 2012، ولكن تكمن المشكلة في كونه أكثر عنفًا من الأوبئة السابقة.
وماذا عن العلاج ببلازما دم المتعافين من فيروس كورونا؟
تجري جامعة ويلز بعض الدراسات على سحب كمية من دماء المتعافين من المرض، وفصل البلازما التي تحتوي على أجسام المضادة تسمى alloantibodies، وإعاده حقنها في جسم المريض، وهي تجربة مبشرة، خاصةً أنها حققت نجاحًا عند تجربتها على المصابين بالفيروس التاجي.
وربما إذا تطلب الأمر يمكن حقن المريض الذي تجددت إصابته بعد تعافيه اول مره بجرعه من بلازما دمه هو نفسه والذي سحب منه في فتره النقاهه الأولى لاحتوائها على مضادات الفيروس كونها جسم نفس المريض من قبل autoantibodies...
وهناك تركيز من الدولة على إنتاج لقاح مضاد لكوفيد-19، وشكلوا أخيرًا مجوعة عمل من الأطباء المتخصصين، لتحقيق هذا الهدف، ومن المنتظر أن يتم التوصل إليه خلال فترة تتراوح من 12 إلى 18 شهر.
وطبيعية الفيرس ما زالت غير معلومة لنا بالكامل، لأنه جديد، وتكمن خطورته في قدرته على البقاء في الطبيعية لفترة طويلة، واحتمالية الإصابة به على مسافات طويلة.
هل يصاب المتعافي مرة أخرى بالفيروس؟
تجدد الإصابة بعد الشفاء، أمر وارد جدًا، لأن فيروس كورونا في النهاية من عائلة الإنفلونزا، ولكن من المفترض أن تكون الإصابة الثانية أقل خطورة من الإصابة الأولى، لاحتواء الجسم على مضادات حيوية طبيعية، استطاع الجهاز المناعي أن ينتجها بعد مكافحته للفيروس في المرة الأولى.
وهناك عامل مهم، يحدد شدة الإصابة وإمكانية الشفاء منها من عدمه، ألا وهو حجم الرذاذ الحامل للفيررس الذي تعرض له المصاب، فكلما ارتفعت نسبته زادت شدة الإصابة، وبالتالي تقل فرص الشفاء، بغض النظر عن قوه المصاب أو عمره أو حتى مستوي المناعة لديه.
ماهي أهم أسباب الإصابة بفيروس كورونا ؟
بالنظر إلى تقرير منظمة الصحة العالمية (WHO)، المنشور عام 2016، وفي الجزء المتعلق بإفريقيا على وجه التحديد، فقد تبين أن 56% من الوفيات بالفيروسات التاجية ترجع إلى سببين:
- سوء التغذية.
- الأمراض المعدية.
كلاهما مرتبط بالآخر، إذ يتسبب سوء التغذية في ضعف الجهاز المناعي، مما يمهد الطريق أمام الأمراض المعدية لتجتاح الجسم، وربما تؤدي للوفاة.
فإذا استطعنا التغلب على سوء التغذية، فإن صحة الجهاز المناعي ستصبح أفضل، ويصعب على الأمراض المعدية أن تدمر جسم الإنسان.
ماهي أنواع فيروسات الإنفلونزا ؟
هناك 4 أنواع لفيروسات الإنفلونزا (A-B-C-D)، وعند استبعاد إنفلونزا C باعتبارها تصيب الماشية، وإنفلونزا D التي تصيب البشر بأعراض طفيفة للغاية، ولو قمنا بالتركيز على النوعين A وB، سنجد أن الفيروس على السطح الخارجي له نوعان من البروتينات، النوع الأول يرمز له بالرمز H، والثاني يرمز له بالرمز N.
وتشمل إنفلونزا A على 198 نوع، والذي نعلمه من كل هذه الأنواع 131 نوع فقط حتى الآن، كان آخرها فيروس كورونا المستجد.
وبالتالي، فإننا معرضين لهجمات من تلك الفيروسات باختلاف أنواعها في المستقبل.
ماهو الفرق بين العدوى الفيروسية والبكتيرية ؟
البكتيريا كائن دقيق، لديه القدرة على التكاثر داخل أو خارج الجسم، وبالتالي يمكن عزلها في مزرعة، والتوصل إلى المضاد الحيوي اللازم للتخلص منها، على عكس الفيروس، الذي لا يمكن عزله في مزرعة، ولا يوجد مضاد حيوي له، حتى إن اللقاح الوحيد المتاح حتى الآن ضد انفلونزا H1N1 يقتصر دوره على تقوية المناعة للقيام بدورها الطبيعي وتكوين أجسام مضادة في مواجهة الفيروس، ولا يساعد على التعافي منه كما يعتقد البعض.
كيف يمكن التعامل مع فيروس كورونا ؟
هناك 4 مراحل للتعامل مع فيروس كورونا، تتمثل في:
المرحلة الأولى "الوقاية"
هي الأهم للتغلب على هذه الأزمة، وتستدعي:
- الابتعاد عن التجمعات.
- تغيير السلوكيات الخاطئة.
- الحرص الشديد في التعامل مع الآخرين.
- ترك مسافة مناسبة بينك وبين المحيطين بك.
المرحلة الثانية
إذا شعر الشخص بأحد الأعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال البسيط أو التهاب الحلق، لا بد من البقاء في المنزل، مع تناول بعض الأدوية، مثل المسكنات أو خافض الحرارة والإكثار من شرب الماء والسوائل لترطيب الحلق ومنع الجفاف الناتج عن ارتفاع الحرارة.
وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن الأدوية غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين، تسبب ضعف المناعة والإصابة بعدوى كوفيد-19، إلا أن هذه المعلومة عارية من الصحة، وليس لها أي أساس علمي، ولا يوجد أبحاث حتى الآن تؤكد ذلك.
المرحلة الثالثة
في حالة تطور الأمر، وزيادة حدة الأعراض، وارتفاع حرارة الجسم عن 38 درجة سليزيوس أو أكثر، لا بد من التوجه إلى المستشفى، فمن المفترض أن تبلغ حرارة الجسم العادية 37.2، أما إذا تخطت 37.7، فإن ذلك يدل على تطور العدوى بشكل ربما اكثر خطوره.
وهنا يدخل الشخص في الوحدة المخصصة لعلاج فيروس كوفيد-19، ويتم وضعه تحت الملاحظة بواسطة فريق طبي متخصص.
المرحلة الرابعة
إذا تفاقم الوضع حتى صار المريض غير قادرًا على التنفس بشكل طبيعي، فإنه يحتاج حتمًا إلى أجهزة التنفس الصناعي، التي تنقسم إلى نوعين:
- تنفس صناعي عن طريق وضع قناع على وجه المريض، للتنفس من خلاله وهو مستيقظ.
- تنفس صناعي يستدعي تنويم المريض، وإدخال أنبوبة حنجرية، يتم وضعها في القصبة الهوائية، للحصول على مساعدة أكبر، ويحتاج المريض في هذه الحالة إلى البقاء من 8 إلى 10 أيام في غرفة الرعاية المركزة، حتى يتم سحب جهاز التنفس تدريجيًا، على أن يتم إرساله فيما بعد إلى وحدة مرضى كوفيد-19 مرة أخرى، لمتابعة العلاج، إلى أن يتمكن من العودة إلى بيته، وتلقي الرعاية المنزلية.
ماهي نصائحك لتفادي انتشار المرض ؟
من الضروري أن يلتزم المواطنون بتعليمات السلطات، بالابتعاد عن الزحام، واستخدام الكمامات الطبية، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، والاهتمام بالتغذية السليمة، وشرب السوائل، وتجنب الأطعمة التي تزيد من فرص انتقال العدوى إلى الجسم بسهولة، مثل السكريات والأطعمة الدسمة، والحفاظ على النظافة الشخصية ،فضلا عن المواظبة على ممارسه الرياضة لأنه تلاحظ لدينا أن معظم الوفيات نتيجة الإصابه بهذا الفيروس كانت لمرضى يعانون من أمراض مزمنه وسمنه مفرطه
كما يجب إطلاق حملة تثقيفية هدفها تغيير سلوكياتنا الشخصيه بشكل عام والامتناع عن بعض السلوكيات الشخصية الناقلة للعدوى بشكل خاص، مثل عدم التزاحم والتكالب في المواصلات والأماكن العامة مع طرح رؤية لحل مشكلة الإزدحام بشكل مبتكر
فيديو قد يعجبك: