أطباء نفسيون: «يوم اليتيم» يضر بالصحة النفسية للأيتام
كتبت- أمنية قلاوون
يُخبئ أحمد، 8 أعوام، رأسه بين ذراعيه، ساندا إياها على طاولة بين عشرات الطاولات في حفل تنظمه إحدى الجمعيات الخيرية للأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين أو الاثنين، بمناسبة يوم اليتيم.
«ده مكنش عايز ييجي».. تقولها واحدة من أقارب أحمد، لإحدى المسؤولات في الجمعية الخيرية، لافتة إلى أن حالته النفسية تسوء عندما يتذكر والدته، التي فقدها قبل بضعة أعوام.
منذ العام 2005، بدأت الجمعيات الخيرية في مصر الاحتفال بـ«يوم اليتيم» في أول جمعة من شهر إبريل كل عام، وذلك بدعوة أطلقتها جمعية الأورمان للأيتام.. ولكن لهذه الفكرة آثارها السلبية على الصحة النفسية للأطفال الأيتام.
نتائج عكسية
يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والأسرية، إن الاهتمام بالطفل اليتيم في يوم واحد فقط بالسنة وتركه باقي العام يكون له نتائج عكسية على صحته النفسية، مشددا على أن هذا الاحتفال لا يخفف من حدة الألم النفسي، ويؤثر على سلوكه بالسلب، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالأطفال الأيتام طوال العام.
من جانبها، ترى الدكتورة صافيناز المغازي، استشاري الصحة النفسية، أن تخصيص يوم للاحتفال بالأطفال الأيتام يذكرهم بفقدان الوالد/ة ويُعيد أحزانهم من جديد ويصيبهم بحالة من الضيق ويشعرون بأنهم أقل من الأطفال العاديين بسبب تسليط الضوء عليهم في هذا اليوم.
كانت المكتبة العامة لجمعية الطب الأمريكية، قد نشرت في وقت سابق دراسة بحثية عن الأطفال، أجراها علماء تنزانيون، تشير إلى أن فقد أحد الأبوين يؤثر على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، ويصبهم بالاكتئاب.
كيف يكون الاحتفال بالطفل اليتيم؟
«الاحتفال يكون بالإنجاز».. هذا ما تؤمن به الدكتورة صافيناز المغازي، التي توضح إن الاحتفال بالطفل اليتيم يجب أن يكون بتكريمه على إنجازاته سواء الدراسية أو الرياضية أو الفنية، كما أن هناك طرقا أخرى لمساعدته ودعمه كمشاركته في الاحتفالات المدرسية بالعزف على ألة موسيقية أو أداء دور في مسرحية، ما يحسن من صحته النفسية ويمنحه شعورا بالإنجاز.
ويوضح الدكتور محمد هاني أن ما يتنظره الطفل هو المعاملة برفق، وتقديم الرعاية والاهتمام له والاحتواء، مؤكدا أن نتائج هذا على سلوكه أفضل.
تتفق «المغازي» مع «هاني»، وتقول «يجب التعامل مع الأطفال الأيتام على أنهم أقوياء وليسوا ضعفاء»، منبهة من يتعامل مع الطفل اليتيم ضرورة الابتعاد عن التصرفات الخاطئة مثل الضرب وتوجيه الإهانات النفسية، وحذرت من وصفه باليتيم.
هل للاهتمام بالأيتام تأثير نفسي علينا؟
الطريقة التعامل الحسنة مع الأيتام حسبما يرى الدكتور محمد هاني، تؤثر علينا نفسيًا، وتخلق حالة من الطاقة الإيجابية الود داخل نفوسنا.
وطالب استشاري الصحة النفسية كل أسرة بتخصيص يوم أو ساعة لمتابعة أمور هؤلاء الأطفال الشخصية وأحوالهم، فهذا سيؤثر على نفسيتنا ونفسيتهم معًا.
يذكر أن دورية صادرة عن جامعة هارفارد الأمريكية، أشارت إلى أن التطوع يحمي من الاكتئاب والأمراض النفسية، كما أوضحت المكتبة العامة للطب في أمريكا، أن التطوع مع الأطفال الأيتام يدعمهم ويحميهم من مخاطر الأمراض النفسية.
تصرفات عليك مراعتها عند التعامل مع الأيتام
أشار الدكتور محمد هاني إلى أن مجموعة من التصرفات على المتطوعين في الجمعيات الخيرية والمعلمين في المدارس مراعتها خلال الحفلات المخصصة للأطفال الأيتام:
-احتضن اليتيم.
-ربت على كتفه.
-وفر له الدعم النفسي إن بكى.
-قل له كلمات مثل اطمئن وأنا بجانبك وأهتم بك.
ما الذي يتغير في نفسية الطفل اليتيم عند معاملته بالحسنى؟
أوضح هاني أن الدراسات التي أجريت تثبت أن هناك أثر نفسي يعود على الأطفال بالإيجاب، ويقلل من التوتر النفسي والقلق، لافتا إلى أن وجود هؤلاء الأطفال في مناخ مستقر ومليء بالسعادة، يخفف من حدة الألم النفسي، ويعزز الحالة النفسية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة صافيناز المغازي، إن التعامل الجيد مع هؤلاء الأطفال، وعدم وصم المجتمع لهم، سيشعرهم بالراحة النفسية وزيادة الإنتاجية، فيدفعهم هذا التعامل إلى التقدم الدراسي والمهني فيما بعد.
فيديو قد يعجبك: