«العاصفة الترابية» غبار على صدور الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة
كتبت- أمنية قلاوون
سما أم لطفلين أكبرهما مريم 8 سنوات وياسين 6 سنوات، كانت في مدينة السادس من أكتوبر تتابع عملها حين أثار صوت الرياح الفزع في قلبها فذهبت مسرعة إلى بيت والدتها في السيدة زينب حيث تترك طفليها مع والدتها، لتمر ساعة يستغرقها الطريق وهي تفكر في أطفالها وفي الرياح والأتربة التي قد تصيبهم بالحساسية، تطمئن نفسها قليلا فالأشجار والمربعات السكانية والمسطح المائي (النيل) يخفف من زيادة الأتربة، بخلاف منطقة أكتوبر التي تعمل بها والهرم التي تسكن فيها والقريبتين من الصحراء.
تقول سما عن الاحتياطات التي اتخذتها بعد عودتها وأولادها لمنزلهم: «قاموا بالاستحمام، خوفًا من إصابتهم بالأمراض المختلفة، وأنزلت الستائر، وغيرت ملائات الأسرة.. إحنا متعودين على التراب، حتى في رياح الخماسين وغيرها، ودائمًا بقفل الشبابيك كويس».
ضيق التنفس والسعال أبرز الأعراض المصاحبة للعواصف الترابية
يلتقط الدكتور طه عبد الحميد، طبيب الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة الأزهر، طرف الحديث من سما، مشيرا لأهمية اتخاذ الاحتياطات للوقاية من الآثار السلبية للعواصف الترابية المحملة بالبكتيريا والفيروسات، كما أن تقلب درجة الحرارة الذي يصاحبها يؤدي إلى زيادة الإصابة بالأمراض الصدرية وزيادة الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي.
أوضح عبدالحميد، أن المدخنين هم الأكثر إصابة بالنزلة الشعبية المزمنة، والأصحاء يترددون على العيادات لأنهم غير معتادين على الأتربة وضيق التنفس والكحة، مشيرا لأهمية توجه المريض الذي يعاني من تلك الأعراض لطبيب الأمراض الصدرية وليس الصيدلي.
تحذير من تأثير العواصف الترابية على مرضى القلب والسكري
يعتقد كثيرون أن العاصفة الترابية أكثر خطورة على مرضى الجيوب الأنفية والحساسية الصدرية، ولكن وزارة الصحة الإسترالية فجرت مفاجأة حينما أشارت في تقرير لها، أن الرياح والعواصف الترابية قد تؤثر على مرضى القلب والسكري، بالإضافة إلى الأطفال ومرضى الحساسية الصدرية.
وأشار دكتور مرتجى نجم استشاري جراحة القلب بمعهد القلب، إلى التأثير غير المباشر للعواصف الترابية على مرضى القلب، حيث تزيد الأتربة من انقباض الشعب الهوائية، وهو ما يؤدي لاضطراب الدورة الدموية، مشيرا لأهمية متابعة مرضى القلب لتلك العلامات أثناء العواصف واستشارة الطبيب عند الضرورة، وهي الشعور بضيق في التنفس، زيادة نبضات القلب، هبوط الدورة الدموية.
وأوضح دكتور طه عبدالحميد أن نسبة كبيرة من مرضى القلب، هم مرضى أمراض صدر بالأساس، لأنهم يعانون من تضخم في عضلة القلب، وارتفاع في الضغط الشريان الرئوي، والحساسية تسبب انتفاخ الرئة وتكسر الشعيرات الدموية، وهو ما يفسر في رأيه تأثر مرضى القلب بالعواصف الترابية.
من جانبه نفي دكتور سامح عبدالشكور، استشاري أمراض السكري وعميد المعهد القومي للسكري سابقًا، أن تكون للعاصفة الترابية تأثير مباشر على مرضى السكري، أو زيادة مخاطر تعرض المريض للغيبوبة والإغماء بسببها.
وأشار عبدالشكور، إلى أن مريض السكري إذا أصيب بنوع من الحساسية الصدرية بسبب العواصف الترابية، فهناك بعض الأدوية الممنوعة والتي تحتوي على الكوريتزون، وهي مادة مضادة للحساسية وموجودة في أغلب أدوية الحساسية، إلا أن مريض السكري يمكنه تناول أدوية الحساسية الأخرى التي لا تحتوي على هذه المادة.
وربط الدكتور طه عبدالحميد، بين تأثر مرضى السكري بالعواصف الترابية وضعف مناعتهم، مشيرا إلى أن هناك أبحاث أجراها باحثون بجامعة الأزهر، تثبت أن مريض السكري الأكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر إن كان مستوى السكر لديه غير متوازن.
لأصحاب الأمراض المزمنة.. هكذا تتعامل مع العواصف الترابية
وأوضح دكتور مرتجى، استشاري جراحة القلب، أن الإسعافات الأولية التي يقوم بها مريض القلب في حالة تأثره بالعواصف الترابية هي تناول أدوية الحساسية ممتدة المفعول، بالإضافة إلى الذهاب إلى أقرب مستشفى أو مركز طوارئ لعمل جلسات أكسجين.
وقال دكتور عبدالشكور طبيب السكري، أن شرب الماء أهم ما يمكن فعله، بالإضافة إلى ترطيب اليدين وغسل الوجه باستمرار.
ونصح أستاذ الأمراض الصدرية طه عبدالحميد، بعدم النزول من البيت إلا للضرورة مع ارتداء كمامة، وإغلاق الشبايبك، وتناول أدوية موسعة للشعب الهوائية، وضرورة التوجه إلى الطبيب في حالة الإصابة بالحساسية والكحة.
فيديو قد يعجبك: