أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أشرف رضا: الأزمات القلبية والشريان التاجي "القاتل الأول للمصريين".. (حوار)

08:20 م الجمعة 26 أكتوبر 2018

- رئيس الجمعية المصرية لتصلب الشرايين: الكوليسترول الوراثي يدمر الشرايين ونكتشفه من خلال التحاليل والتقديرات ودراسة العائلة

- نوع الكوليسترول هو المحدد الأساسي لمنح المريض الأدوية وليس نسبته

- حقنة واحدة تنهي مشكلة الكوليسترول مدى الحياة في طريقها للخروج للنور

حوار – مصطفى عريشة:

تصوير – محمود بكار:

تصلب الشرايين التاجية من أخطر الأمراض التي تواجه المصريين وتسبب مشكلات خطيرة للقلب لذا يجب التعامل معها بجدية من خلال خطط علاجية وخطط لمواجهة عوامل الخطورة.

الدكتور أشرف رضا، أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة المنوفية، رئيس الجمعية المصرية لتصلب الشرايين، تحدث لـ"الكونسلتو" عن علاج ترسبات الشرايين التاجية، وأحدث علاجات الكوليسترول، بالإضافة إلى كيفية اكتشاف نسبة الإصابة بأمراض القلب من خلال بعض القياسات العالمية التي تتم عن طريق مواقع علمية على الإنترنت، وإلى نص الحوار:

بداية كيف تحدث ترسبات الشرايين التاجية؟

مشكلة الأزمات القلبية والشرايين التاجية أصبحت من أكبر المشكلات في مصر لزيادة أعداد المصابين بها، وتعرض البعض لجلطات تودي بحياتهم في سن لا يتجاوز الـ50.

وفي حين أن القلب عبارة عن مضخة تضخ الدم وعضلة تعمل ليلًا ونهارًا تضرب 60 مرة في الدقيقة دون توقف ولكي تعمل تلك العضلة بكفاءة تحتاج إلى تغذية من خلال الدم، وعلى سطح القلب مجموعة من الشرايين يشبهون التاج وتسمى الشرايين التاجية.. عند حدوث ترسبات على الشرايين التاجية تجعلها تضييق ويمكن أن يوجد الترسب لكن دون حدوث ضيق في الشريان، وما يحدث عند زيادة الترسب تقل كمية الدم المتوجهة لعضلة القلب ومنها يبدأ المريض الشكوى من آلام في الصدر عند بذل أي مجهود، أما النغزات والألم المباشر في القلب لا يكون سببه مشكلة في القلب إن لم يكن أزمة قلبية حادة وتكون أعراضها واضحة.

لماذا تحدث ترسبات في الشرايين؟

لا نعرف سبب مباشر لذلك، وإنما هناك عوامل خطورة على رأسها التدخين، والسكر والضغط والكوليسترول والعامل الوراثي، وعوامل التلوث البيئية سبب جديد، واجتماع بعض العوامل لدى مريض واحد يكون مهدد بالإصابة بترسبات في الشرايين.

ما أخطر مرض يواجه المصريين؟

مرض الأزمات القلبية والشريان التاجي هو "القاتل الأول للشعب المصري" وكمية الوفيات بسبب هذه المرض كبيرة جدًا ويجب توجيه المجتمع إعلاميًا وطبيًا وماليًا لمواجهة عوامل الخطورة التي تسبق الإصابة بالمرض حتى لا ندخل في مرحلة عمليات القلب المفتوح والدعامات وهو ما يقلل نسب حدوث المرض.

كيف نواجه مشكلات الشرايين التاجية؟

اهتمامنا كان في جمعيات القلب المختلفة ومنها الجمعية المصرية لتصلب شرايين القلب على دراسة عوامل الخطورة في المصريين، وقسمنا المصريين لمجاميع سنية.. المجموعة الأولى من يصابون بقلب وتصلب الشرايين في مرحلة الأربعينات والخمسينات سببها التدخين، والمجموعة الثانية السيدات اللواتي يصبن بأمراض القلب سببها السكر والسمنة، والثالثة هي مجموعة كبار السن اللذين يصابون بأمراض القلب والشرايين التاجية سببها ارتفاع ضغط الدم.

بعد ذلك قمنا بعمل خطة لمكافحة وحماية المصريين من الشرايين التاجية بناءً على هذه الإحصائيات والأرقام والتي نشرنها في أكبر المجلات المتخصصة في العالم ونتمنى من المسئولين تنفيذ الخطة التي قدمناها والتي تبدأ بمحاربة التدخين في سن صغير، وتنظيم الأكل لدى السيدات وممارسة الرياضة، وعدم إهمال كبار السن في علاج ضغط الدم وتجنب تلك الأشياء يقلل المرض في مصر بنسبة كبيرة.

الكوليسترول من المشكلات المرتبطة بأمراض الشرايين.. كيف نحدد أضراره على المريض؟

هناك الكثير من المواد التي تسير مع مجرى الدم، ومنها ما ينتجه الكبد ودهنيات الدم من بينها وتسير في حبيبات وتسمى الدهنيات البروتينية تحمل بينها الكوليسترول والدهون الثلاثية والكوليسترول يعتبر الرمز المعبر عن تلك القصة بالكامل، فيما مضى كنا نحلل الكوليسترول وإذا وجدناه مرتفع نعطي المريض علاج لتخفيضه وإذا كان منخفض لا نمنحه علاج، وما حدث من ثورة في العلم أوضح أن هناك أشخاص لديهم نسبة الكوليسترول مرتفعة ولا يعاني من مشكلات بينما يوجد شخص آخر نسبة الكوليسترول لديه منخفضة ويواجه مشكلات والأمر كله مرتبط بنوع الكوليسترول وليس في التحليل المعملي، وإذا كان الكوليسترول مرتفع لشخص يمارس الرياضة فلن يؤثر عليه، لذا لا يجب التعجب من منح مريض دواء للكوليسترول رغم أنه معتدل بحسب التحاليل.

ما علاقة الطعام بالكوليسترول؟

حدث تخبط في علاقة الطعام بزيادة نسبة الكوليسترول في السنوات الخمس الماضية... وما هو مؤكد أنه ضار: الأكل المصنع والزيوت المهدرجة والوجبات السريعة وكثرة السكر.

أما بعض الأطعمة التي يقال إنها ترفع نسبة الكوليسترول مثل البيض "غير حقيقي" لأنه اتضح في السنوات الأخيرة أن الإكثار منه فقط يرفع نسبة الكوليسترول في الدم فتناول بيضة واحدة في اليوم لا يضر، كما أن اللحوم تخضع لنفس الموضوع كثرتها تضر فلا مانع من تناول قطعة واحدة، ويفضل تناول الأسماك والدجاج شرط عدم إخضاعهم للقلي في الزيت.

ما الأطعمة التي يجب على مريض الكوليسترول تجنبها؟

لا يوجد مريض كوليسترول وإنما يوجد مريض معرض للإصابة بأزمات القلب، وحصول المريض على علاج الكوليسترول ليس لأنه مرتفع وإنما لأنه من النوع السيء، وهناك أطعمة يجب تجنبها لضبط الكوليسترول وهي أي "ساندويتشات" تحتوي على سعرات كثيرة وزيوت مهدرجة، بالإضافة إلى تجنب السكريات والنشويات لأنها تتحول داخل الجسم إلى دهون، فالجسم يخزن السكريات والنشويات الزائدة في صورة دهون والتي تحول نوع الكوليسترول في الجسم إلى سيء.

كيف يعرف الشخص أنه يعاني من مشكلة في الكوليسترول؟

أي شخص يجب أن يدرك إذا كان لديه عوامل خطورة أم لا ونسبة الخطورة بغض النظر عن الكوليسترول أو السكري أو التدخين، يتم احتسابها من خلال قياسات تقوم بها مواقع عالمية علمية تسمى "ريسك كولكوليتور" وهو جدول يضع في الشخص السن والوزن ورقم تحليل الكوليسترول نسبة الضغط وهل يدخن أم لا؟ والنوع رجل أم سيدة؟ ونتيجة التحليل تكون عبارة عن نسبة إصابة الشخص بأمراض القلب في العشر سنوات المقبلة في المائة، فإذا تعدت النسبة 7.5% أو 10% في بعض الجداول يجب على المريض تناول دواء الكوليسترول حتى إذا لم يكن نسبته مرتفعة.

ويجب على من يوجد في تاريخ عائلته الطبي مرضى أزمات قلبية، عمل تحليل كوليسترول فإذا كان الرقم طبيعي ينبغي إجراء التحليل كل 5 أو 10 سنوات، وإذا كان مرتفع يمكن التحليل كل عامين.

وأنصح بالاهتمام بتحسين نمط الحياة من خلال المشي وتقليل الطعام ضروري، والأهم من نوعية الأكل كمية السعرات التي يحتوي عليها.

وماذا عن الكوليسترول الوراثي؟

هناك نوع من الكوليسترول يصيب المرضى نتيجة عوامل وراثية وهو نوع يدمر الشرايين ويتم كشفه بالتحاليل والتقديرات ودراسة العائلة، وللأسف هؤولاء المرضى يمكن أن يصابوا بأزمات قلبية في سن صغير جدًا وبعضهم يصل سن الإصابة بالأزمات القلبية عند 12 عاما.

وإذا كان المرض متوسط يصاب في سن الثلاثين أو الأربعين، لذا نتعامل مع المصابين بالمرض مبكرًا من خلال البحث في خريطة الدهون الخاصة به للتأكد من نوع الكوليسترول، ونعالج النوع الوراثي بنفس الأدوية العادية التي تخفض نسبة الكوليسترول في الدم ومنها مجموعات أدوية أسمها العلمي "الاستاتيناس" وهي أهم مجموعة علاجية تقدم لجميع مرضى السكر أو كل من محاط بعوامل خطورة للإصابة بإنسداد الشرايين التاجية.

وعلاج الكوليسترول لمرضى السكر له تعامل خاص فإذا كانت نسبة الكوليسترول طبيعية لدى مريض السكر فيجب أن نمنحه أدوية الكوليسترول لتخفيض النسبة إلى النصف عن الطبيعي، لذا لا يمكن أن تخلوا روشتة مريض السكر من أدوية الكوليسترول.

ما أحدث علاجات الكوليسترول؟

هناك حقن يتم أخذها مثل حقن الإنسولين التي تمنح لمرضى السكري تحت الجلد كل أسبوعين أو كل شهر وهي عبارة عن أجسام مضادة لبعض المستقبلات بالكبد التي تؤثر في الكوليسترول وتخفض تلك الحقن نسبة الكوليسترول بنسبة 60 إلى 70% لكنها باهظة الثمن ويتم كتابتها للمرضى في حالات الكوليسترول الوراثي المتقدمة والتي يصعب علاجها أو حالات تعاني من أزمات قلبية مع تركيب دعامات في القلب لذا فإن عوامل الخطورة تكون مرتفعة فيتم كتابة تلك الحقن.

وهناك أجهزة غسيل مثل أجهزة الغسيل الكلوي ويتم استخدامها في حالات عدم الاستجابة للأدوية، وهو غسيل دموي يعمل على فلترة الدم ويقوم المريض بعمل جلستين في الأسبوع، وقد يصل الأمر في العلاج إلى إجراء عملية زراعة كبد لأن الكبد هو مصنع الكوليسترول في الجسم.

وهناك حقنة في طور التجارب ستخرج إلى النور قريبًا يمكن أخذها كل 6 أشهر ومنها ما يؤخذ كل عام للتخلص من مشكلة الكوليسترول وهناك حقنة تكون مرة واحدة في الحياة وتعد بمثابة تطعيم مرة واحدة للكوليسترول وهي طفرة حديثة يتم الآن دراسة تأثيرها على الجسم والأعراض الجانبية التي يمكن أن تسببها وحتى الآن لا يمكننا الحكم إذا كان تخفيض الكوليسترول مدى حياة يؤثر على الجسم أم لا، والأمر مازال في طور التجارب، ولكن النتائج الأولية ناجحة.

ما أحدث طرق علاج هبوط عضلة القلب؟

هبوط عضلة القلب هو نهاية المطاف لأي مرض في القلب سواء كان جلطات أو شرايين تاجية أو ضغط دم لا يعالج وهو ما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ الدم جيدًا للجسم ويترتب عليه ركن الدم في الجسم فصيب القدم بورم وتنتفخ أوردة الرقبة ويسبب احتقان في الرئتين، وهناك علاجات أثبتت الأبحاث أنها لا تحسن الأعراض فقط وإنما تطيل أمد العمر بدون مشاكل وتقلل نسبة دخول المستشفيات وهناك مجموعات دوائية حديثة ظهرت في السنوات الأخيرة وحققت ثورة في علاج أعراض ضعف عضلة القلب وبعض المرضى يقولون أنه مثل علاج فيروس سي في علاج عضلة القلب ونناشد التأمين الصحي توفير هذا الدواء للمريض المناسب لأنه مرتفع الثمن.

ما مدى إمكانية زراعة قلب صناعي في مصر؟

إمكانيات زراعة القلب الصناعي غير موجودة في مصر ويوجد لدينا مشكلات في قوانين زراعة الأعضاء، والقلب الصناعي ناجح في كل دول العالم، ونتمنى وجود مراكز في مصر تقوم بذلك لأن المشكلة ليست في إجراء العملية فقط وإنما تحتاج إلى مرحلة ما بعد العملية لأن المريض يحتاج إلى متابعة دقيقة أشعة مقطعية على الشرايين التاجية وقد يحتاج إلى قسطرة للإطمئنان على تفاعل الجسم مع القلب الصناعي وهو أمر مكلف يحتاج لمراكز متخصصة.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية