دراسة تحذر: الصيام المتقطع يزيد من خطر الإصابة بالسكري

السكري
كتب - محمد عماد
في ظل الانتشار الواسع للأنظمة الغذائية المختلفة، برز الصيام المتقطع كأحد أكثر الاتجاهات شهرة بين المشاهير والراغبين في إنقاص الوزن، إلا أن دراسة بحثية حديثة أثارت جدلًا حول تأثيراته الصحية، حيث أشارت إلى أن هذه الحمية قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة لدى المراهقين، وفقًا لـ"ديلي ميل" البريطانية.
الصيام المتقطع.. بين الإيجابيات والمخاطر
يُعرف الصيام المتقطع بأنه نمط غذائي يعتمد على الامتناع عن تناول الطعام لفترات محددة، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية وتعزيز فقدان الوزن، وقد تبنى عدد من نجوم هوليوود، مثل جينيفر أنيستون، نيكول كيدمان، كاميرون دياز، ومارك والبيرج، هذا النظام منذ بداية الألفية الجديدة، مما زاد من شعبيته عالميًا.
ورغم وجود العديد من الدراسات التي تؤكد فوائده في تحسين التمثيل الغذائي، وتعزيز صحة القلب، وتقليل الوزن، فإن الخبراء ظلوا منقسمين بشأن تأثيراته طويلة المدى على الصحة العامة.
اقرأ أيضًا.. ماذا يحدث للجنين خلال الصيام المتقطع للأم الحامل؟
دراسة تحذر: خطر على المراهقين
أجريت دراسة حديثة على الفئران، أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يكون مفيدًا لمحيط الخصر، لكنه قد يؤثر سلبًا على إنتاج الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، خاصة بين المراهقين.
وأوضح الباحثون الألمان أن السبب وراء ذلك يكمن في أن خلايا بيتا، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس، لم تنضج بشكل صحيح لدى الفئران المراهقة التي اتبعت نظام الصيام المتقطع، والأمر اللافت في الدراسة أن هذا التأثير السلبي لم يُلاحظ لدى الفئران البالغة أو الأكبر سنًا، مما يشير إلى أن تأثير الصيام المتقطع يختلف باختلاف الفئات العمرية.
رأي الخبراء في الدراسة
أكد الدكتور ألكسندر بارتليت، أستاذ التمثيل الغذائي للقلب والأوعية الدموية في الجامعة التقنية بميونيخ، وأحد المشاركين في الدراسة، أن "الصيام المتقطع معروف بفوائده العديدة، مثل تعزيز التمثيل الغذائي والمساعدة في فقدان الوزن، إلا أن تأثيراته السلبية لم تكن مفهومة بشكل دقيق حتى الآن".
من جهته، قال الدكتور ستيفان هيرزيج، مدير معهد السكري والسرطان بمركز هيلمهولتز في ميونيخ: "تشير نتائج دراستنا إلى أن الصيام المتقطع قد يكون مفيدًا للبالغين، لكنه قد يحمل مخاطر على الأطفال والمراهقين".
وأضاف: "الخطوة القادمة في البحث هي التعمق في الآليات الجزيئية التي تؤدي إلى هذه التغيرات، وفهم كيفية تعزيز نمو خلايا بيتا الصحية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرض السكري عبر استعادة إنتاج الأنسولين".
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة تحليل سلوك تناول الطعام لدى 3 مجموعات من الفئران، الأولى في عمر شهرين (مرحلة المراهقة)، والثانية في عمر 8 أشهر (منتصف العمر)، والثالثة في عمر 18 شهرًا (الشيخوخة)، واتبعت الفئران نمط الصيام لمدة 24 ساعة، تليها فترة تغذية طبيعية لمدة يومين، واستمر هذا النمط لمدة عشرة أسابيع.
وأظهرت النتائج أن حساسية الأنسولين تحسنت لدى الفئران البالغة والمسنّة، مما يعني استجابة أفضل لعملية التمثيل الغذائي. لكن في المقابل، لوحظ أن الفئران المراهقة أظهرت انخفاضًا في إنتاج الأنسولين، نتيجة فشل خلايا بيتا في النضوج.
عند مقارنة هذه النتائج بالأنسجة البشرية، لاحظ العلماء أن خلايا بيتا لدى مرضى السكري أظهرت علامات مماثلة لفشل النضوج.
مرض السكري.. أرقام تدعو للقلق
يعد السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا عالميًا، حيث تشير أحدث الإحصاءات في المملكة المتحدة إلى أن هناك نحو 4.3 مليون شخص مصابين بالسكري خلال عام 2021/2022. كما يقدر أن هناك 850 ألف شخص آخرين مصابون بالمرض دون علمهم، مما يزيد من خطورة المضاعفات الصحية المرتبطة به.
يحدث السكري من النوع الثاني عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين، أو عندما يفقد الأنسولين فاعليته في تنظيم مستويات السكر في الدم، وبدون إدارة صحيحة للمرض، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، واضطرابات العين والكلى.
أعراض السكري وأهمية الكشف المبكر
تشمل الأعراض الشائعة لمرض السكري من النوع الثاني العطش المفرط، التعب، التبول المتكرر، وعدم التئام الجروح بسهولة، وقد لا تظهر أي أعراض لدى بعض المصابين، مما يجعل الفحوصات الدورية ضرورية للكشف المبكر عن المرض.
يُذكر أن نحو 90% من حالات السكري المسجلة هي من النوع الثاني، والذي يرتبط بشكل وثيق بالسمنة ونمط الحياة غير الصحي، على عكس السكري من النوع الأول الذي يُعرف بأنه مرض مناعي يُشخص عادةً في سن مبكرة.
قد يهمك.. لمتبعي الرجيم- طرق صحية اتبعها في "يوم الفري"
الصيام المتقطع.. هل يناسب الجميع؟
رغم فوائده المحتملة، تؤكد هذه الدراسة ضرورة الحذر عند اعتماد الصيام المتقطع، خصوصًا بالنسبة للمراهقين، ويُنصح باستشارة مختصي التغذية قبل اتباع أي نظام غذائي صارم، لضمان تحقيق الفوائد الصحية المرجوة دون الإضرار بالجسم.
لا يزال البحث في تأثيرات الصيام المتقطع مستمرًا، ويبقى القرار الأفضل هو التوازن بين اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، مع المراقبة الدورية للحالة الصحية.
فيديو قد يعجبك: