هل السمنة تسبب الاكتئاب؟
كتب - محمد عماد
تأثير الطعام على المزاج أمر شائع؛ فالبعض يلجأ إلى رقائق البطاطس للتخفيف من الاكتئاب، بينما قد يفقد آخرون شهيتهم تمامًا تحت وطأة التوتر، ورغم أن هذه التقلبات قد تكون مؤقتة، إلا أن الاكتئاب السريري يمكن أن يترك آثارًا طويلة الأمد على عادات الأكل، مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الوزن.
وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" تأثير السمنة للإصابة بالاكتئاب، وفقًا لموقع "Webmd".
الاكتئاب والوزن: وجهان لعملة واحدة
يرتبط الاكتئاب بزيادة أو فقدان الوزن نتيجة أسباب اجتماعية وبيولوجية وبيئية. يوضح الدكتور روجر ماكنتاير، أستاذ الطب النفسي بجامعة تورنتو، أن الأفراد الذين يعانون من طفولة صعبة أو ظروف مالية غير مستقرة معرضون بشكل أكبر للسمنة والاكتئاب معًا.
فيما يتعلق بالعوامل البيئية، فإن العيش في "صحاري غذائية" - مناطق تفتقر إلى خيارات الطعام الصحي - يعزز هذه المشكلة.
وأكد الدكتور رودريجو منصور من جامعة تورنتو، أن هذه العلاقة المعقدة تُشبه "سؤال البيضة والدجاجة"، حيث يصعب تحديد السبب الأساسي في العلاقة بين السمنة والاكتئاب.
فقدان المتعة: مفتاح لفهم العلاقة
أحد أبرز أعراض الاكتئاب هو "فقدان المتعة"، وهي حالة تؤثر على نظام المكافأة في الدماغ، مما يجعل الأنشطة المبهجة، مثل تناول الطعام، تبدو بلا طعم.
وأشار الدكتور ماكنتاير إلى أن هذه الحالة قد تدفع البعض إلى تناول المزيد من الطعام لتعويض غياب الشعور بالسعادة، مما قد يؤدي إلى إدمان الطعام.
ضعف السيطرة على السلوك والوزن
يؤثر الاكتئاب أيضًا على التحكم في السلوكيات؛ إذ قد يصبح الأشخاص أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام أو المعاناة من اضطرابات مثل الشره المرضي.
ويُرجع الخبراء هذه السلوكيات إلى ضعف الإدراك الناتج عن الاكتئاب، الذي يدفع أيضًا إلى قرارات أخرى محفوفة بالمخاطر.
التوتر وتأثيراته على الشهية
يلعب هرمون التوتر، الكورتيزول، دورًا كبيرًا في العلاقة بين الاكتئاب والوزن. ففي البداية، قد يؤدي التوتر إلى كبح الشهية، لكن عند استمراره لفترات طويلة، يتسبب في زيادة الأنسولين، مما يرفع الرغبة في تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية كالسكريات والدهون.
تشوهات إدراكية وفقدان الشهية
وأوضحت الطبيبة النفسية إليزابيث برينس أن بعض المصابين بالاكتئاب قد يعانون من تشوهات إدراكية تدفعهم إلى تجنب الطعام عمدًا بسبب شعورهم بعدم استحقاقه، وتعتبر هذه الحالة علامة على تفاقم الاكتئاب، ما يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
العلاج: نهج شخصي متكامل
وأكدت برينس على ضرورة تخصيص خطط علاجية تراعي احتياجات كل مريض. فالعلاج الشامل الذي يتناول الاكتئاب ومشكلات الوزن معًا يعد الأكثر فعالية.
ويبدأ العلاج عادةً بالتأكد من النوم الجيد، وفقًا للدكتور ماكنتاير، الذي قد يصف أدوية عند الضرورة، مشددًا على أهمية تناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني، حتى لو كان بسيطًا، مثل الذهاب للعمل أو التطوع.
تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يبقون نشطين يتمتعون بنتائج أفضل عند استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، مما يثبت أهمية التوازن بين العلاج النفسي والجسدي في تحسين الصحة العامة.
فيديو قد يعجبك: