فقدان الشهية العصبي قد يؤدي للموت.. إليك العلاج
كتبت- أسماء أبو بكر:
هل تخيلت يومًا أنك قد تعرض نفسك للموت.. لا لفقدانك الرغبة في الحياة، بل لخسارة وزنك؟ ربما يكون ذلك مستبعدًا عن ذهنك، لكن في الواقع هناك أشخاص يفعلون ذلك لمعاناتهم من حالة مرضية تُعرف بـ«الأناروكسيا» أو مرض فقدان الشهية العصبي.
ما هو فقدان الشهية العصبي؟
يقول الدكتور ياسر عبد الرازق، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، إن من يعاني من مرض فقدان الشهية العصبي يكون لديه شهية طبيعية لتناول الطعام، إلا أنه يرفض تناوله، لتوهمه أنه يعاني من زيادة الوزن وبحاجة إلى خسارته، مشيرًا إلى أن هذا المرض نادر الحدوث في مصر مقارنة بالدول الأجنبية، خاصة انجلترا.
ويضيف «عبد الرازق» أن من يعاني من هذا المرض يحاول بشتى الطرق خسارة وزنه، فيلجأ لممارسة الرياضة العنيفة، ويتقيأ الأكل في حالة إجباره على تناوله، وغيرها من الوسائل رغم أنه في الواقع لا يعاني من البدانة وليس بحاجة لخسارة الوزن من الأساس.
الدكتور محمد حمودة، استشاري الطب النفسي بطب الأزهر يتفق مع «عبد الرازق» مضيفًا أن فقدان الشهية العصبي يزداد حدوثه في الفتيات بدرجة أكبر، خاصة في الفترة العمرية من 15 إلى 25 عامًا، ومن يعاني منه يكون لديه خلل في الأفكار، أي أن صورته عن جسمه تكون مشوهة، فمن الممكن أن يكون نحيفًا، إلا أنه يرى نفسه بدينًا، وبالتالي يحاول خسارة وزنه بأي طريقة كانت ويمكن أن يلجأ لتناول أدوية مدرة للبول لخسارة الوزن.
ويتابع «حمودة» أن من يعاني منه غالبًا ما يتصف بالحساسية المفرطة، وأغلبهم يكون قد سبق له التعرض لنقد في فترة من حياته بسبب وزنه، إذا كان يعاني من البدانة بالفعل من قبل، فقد تكون البداية رغبة في إنقاص وزنه للرشاقة ثم تتطور الأمور بصورة وسواسية تدفعه لرفض تناول الطعام.
مضاعفات تصل للموت
محاولات من يعاني من فقدان الشهية العصبي لخسارة الوزن تساعده بالفعل في خسارته لكن بصورة مبالغ فيها، ويوضح الدكتور محمد حمودة أن بعد الاستمرار في رفض تناول الطعام فترة، يتقلص حجم المعدة ويصاحبه فقدان كبير للشهية، ومن ثم يأخذ الوزن في النقصان حتى يصل إلى النحافة الزائدة حيث تبدو العظام بارزة تحت الجلد، ويؤدي ذلك إلى مضاعفات كثيرة، منها تكسير البروتينات الموجودة بالجسم في حالة تناول أدوية مدرة للبول، فإنه يعاني من فقد البوتاسيوم والصوديوم، ما يؤدي لضعف عضلي ربما يؤدي إلى الشلل، وإذا لم يخضع من يعاني من فقدان الشهية العصبي للعلاج في وقت مناسب فقد يكون عُرضة للموت.
العلاج النفسي الخيار الأفضل
يقول الدكتور ياسر عبد الرازق، إن العلاج المعرفي السلوكي يأتي في مقدمة الأساليب العلاجية لمرض فقدان الشهية العصبي، فالمريض يمكن أن يحتاج إلى تناول علاج دوائي بجانب العلاج النفسي كمضادات الاكتئاب.
ويؤكد الدكتور محمد حمودة أن المشكلة الأساسية في علاج مرض فقدان الشهية العصبي هو رفض الشخص المصاب به للعلاج، لذلك يحتاج إلى فترة طويلة لإقناعه وتغيير أفكاره، وتناول مضادات الاكتئاب، ويمكن اللجوء لوسائل علاجية نفسية كثيرة على رأسها:
العلاج المعرفي السلوكي: يعتمد على تغيير الأفكار المشوهة التي تدفع المريض إلى رفض تناول الطعام.
العلاج النفسي التحليلي: يعتمد على حكي المريض للمواقف والأحداث التي تعرض لها في حياته وأثرت فيه ورؤيته عن ذاته وعن أسرته.
العلاج الجمعي: يعتمد على علاج عدد من الأشخاص ممن يعانوا من نفس المرض معًا، لكن بشرط أن يكون هناك تفاوت في حالتهم الصحية.
ويشير «حمودة» إلى أن الحالات المتأخرة تستدعي دخول المريض المستشفى لأخذ محاليل، وربما يتطلب الأمر توصيل الغذاء عن طريق أنبوب يتم وضعه في أنف المريض وصولًا إلى المعدة.
فيديو قد يعجبك: