بعد تناولها بـ«لام شمسية».. «البيدوفيليا» اضطراب نفسي يهدد براءة الطفولة

مسلسل لام شمسية 1
كتب - محمد عماد
أثار مسلسل "لام شمسية" جدلًا واسعًا بعد تناوله "البيدوفيليا"، وهو اضطراب نفسي يتمثل في الانجذاب الجنسي تجاه الأطفال، الأمر الذي دفع العديد من المشاهدين للبحث عن أبعاده النفسية وأخطاره المجتمعية.
وفي هذا التقرير، أوضح الدكتور إسماعيل صادق، استشاري الطب النفسي، أن البيدوفيليا ليست مجرد سلوك منحرف، بل اضطراب معقد له جذور نفسية وعوامل مؤثرة تتطلب فهماً دقيقاً وعلاجاً متخصصاً.
البيدوفيليا.. اضطراب نفسي وليس ميولًا عادية
أشار صادق، في تصريحات خاصة لـ"الكونسلتو"، إلى أن البيدوفيليا تصنف ضمن اضطرابات البارافيليا، وهى مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تتعلق بالانجذاب غير الطبيعي، موضحًا أن المصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع التحكم في أفكاره أو رغباته، مما يجعله خطراً محتملاً على الأطفال.
ومن ناحية الجريمة، أضاف: "البيدوفيليا لا تعني بالضرورة أن كل من يعاني منها سيقوم بسلوك إجرامي، فهناك من يدرك مشكلته ويسعى للعلاج، ولكن تكمن الخطورة في الحالات التي لا يتم التعامل معها مبكرًا، حيث قد يتحول الاضطراب إلى ممارسات فعلية تضر بالأطفال نفسيًا وجسديًا".
اقرأ أيضًا.. سفاح التجمع من مدرس لقاتل- خبير يكشف سر تحوله
الأسباب والعوامل المؤدية إلى البيدوفيليا
أوضح صادق أن هناك عدة عوامل نفسية وبيولوجية قد تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب، من بينها: "التعرض لصدمات في الطفولة مثل الاعتداءات الجنسية أو الإهمال العاطفي؛ مما يؤدي إلى تشوه في الإدراك الطبيعي للعلاقات".
وتابع: "الاضطرابات العصبية والهرمونية"، موضحًا أن بعض الدراسات أظهرت وجود اختلافات في بنية الدماغ لدى المصابين بهذا الاضطراب، مضيفًا: "العوامل الاجتماعية والتربوية"، قائلاً: "الانعزال الاجتماعي أو التعرض المستمر للمواد الإباحية التي تستهدف الأطفال تجعل منه شخصًا يتلذذ بذلك ويكتفي بإشباع رغباته من خلاله".
وأكد صادق، أن العلاج النفسي والسلوكي يمكن أن يساعد في السيطرة على هذه الحالة، خاصة إذا تم اكتشافها مبكرًا.
ومن الناحية المجتمعية والنفسية، شدد صادق على أهمية نشر الوعي حول هذه القضية وعدم التعامل معها باعتبارها "تابوهًا" يصعب الحديث عنه، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الثقافة الجنسية للأطفال بطريقة مناسبة لأعمارهم لحمايتهم من أي استغلال محتمل.
مسؤولية الأسرة في الوقاية والحماية
واستطرد صادق أن دور الأسرة حيوي في حماية الأطفال، وذلك من خلال المراقبة الواعية لسلوكياتهم، وتعليمهم حدود التعامل مع الآخرين، والتواصل المفتوح معهم بشأن أي مواقف غير مريحة قد يواجهونها، مضيفًا: "على الأهل الانتباه لأي تغيرات مفاجئة في سلوك الطفل، مثل الانطواء أو الخوف غير المبرر، لأن ذلك قد يكون إشارة إلى تعرضه لاستغلال ما".
قد يهمك.. بعد اعترافات سفاح التجمع- خبراء نفسيين يكشفون أسرار صادمة عن شخصيته
ضرورة المواجهة لا الإنكار
اختتم صادق، تصريحاته، بضرورة التأكيد على أن البيدوفيليا ليست مجرد مشكلة فردية، بل قضية مجتمعية تتطلب تكاتف الجهود بين الأطباء النفسيين، والمشرعين، والمجتمع لضمان حماية الأطفال من أي خطر محتمل، مشددًا على أن التوعية والتدخل المبكر هما مفتاح الحل لمواجهة هذا الاضطراب الخطير.
فيديو قد يعجبك: