رغم دورات تربية الأطفال.. أب يروي معاناته مع اكتئاب ما بعد الولادة

كتبت - ياسمين الصاوي:

اعتقد زافو جابريل -استرالي الجنسية- أنه استعد جيدًا للأبوة، بعدما قرأ الكثير من الكتب والتحق بدورات تدريبية لتعلمه كيفية تربية الأطفال، ليجد نفسه لا يتسطيع كبح جماح مشاعره المفرطة التي نزع فتيلها من قبل نجله أرثور منذ ولادته.

"كان من الصعب عليّ النظر إلى وجه زوجتي لحظة الطلق، التي جعلتها تعاني من آلامٍ شديدة، وكأنها تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة"، بهذه الكلمات بدأ صاحبة الـ36 عامًا حديثه مع موقع "Today Parents".

وعلى الرغم من عمل جابريل كمدير إنتاج في إحدى الشركات بمدينة بيتسبرغ بالولايات المتحدة، ولكن حالته النفسية -الناتجة عن اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب 10% من الآباء حول العالم- جعلته لا يرغب في العمل، واصفًا وضعه: "كنت استلقي على ظهري في غرفة المعيشة وأغلق عيناي، لا أرغب في التعامل مع الأهل والأصدقاء، فاقدًا للشغف في ممارسة الرياضة أو الأنشطة المفضلة لدي، إلى أن وصل الأمر إلى حد فقدان الوزن، والشعور الدائم بالصداع، وعسر الهضم الذي لم يعد يفارقني منذ ولادة أرثور".

اقرأ أيضًا: "غير مرئيين".. اكتئاب ما بعد الولادة يهدد الآباء لهذه الأسباب

ومن جانبه، قال شيهان فيشر، أستاذ مساعد بقسم الطب النفسي والسلوكي كلية طب فاينبرج جامعة نورث وسترن، إن اكتئاب الآباء بعد الدولاة يرتبط بشكل مباشر بالطفل، مشيرًا إلى أن هناك بعض العوامل التي تساهم في إصابة الرجال بهذا الاضطراب النفسي، مثل الضغط العصبي الشديد، وقلة النوم، والتاريخ العائلي المرضي.

وأشارت بعض الدراسات إلى أن الآباء الجدد يعانون من تغيرات هرمونية مثل النساء، حيث تنخفض لديهم مستويات التستوستيرون، ما يؤدي إلى الإضرار بالصحة العقلية، وقد يصل الأمر إلى حد الإصابة بالاكتئاب، الذي يدفعهم إلى ارتكاب أفعال عدوانية، فضلًا عن إدمان المخدرات والكحوليات، بالإضافة إلى ترك زوجاتهم دون دعم ومساعدة، كمحاولة للهروب من الضغوط النفسية.

قد يهمك: ما علاقة نوع المولود باكتئاب بعد الولادة؟