دماء وأشلاء.. التحليل النفسي لأهالي الدرب الأحمر بعد التفجير وكيفية تخطيه

كتب– مصطفى عريشة

انفجار هائل أصواته تهز نوافذ شارع شعبي.. صراخ يتصاعد وأرجل متخبطة تكر وتفر في فزع، حالة فرضت نفسها بعد دوي تفجير انتحاري بمنطقة الدرب الأحمر خلال مطاردة أمنية، أمس الاثنين، أسفرت عن استشهاد 3 من رجال الشرطة وإصابة 6 آخرين.

أشلاء تتناثر وصوت الإسعاف يقترب.. الأهالي تتجمع في خوف وهلع لم يعتادوا عليه في منطقتهم الهادئة، يبدو أنه سيصاحبهم لفترة من الزمن حتى يتخلصون من آثاره، أو مما يُعرف طبيًا بكرب ما بعد الصدمة.

التحليل النفسي لأهالي المنطقة

قال الدكتور محمد الشامي، استشاري الطب النفسي، إن الأشخاص الذين يشهدون حوادث وتفجيرات في محيط سكنهم يتعرضون لمشكلات نفسية تتلخص في تخوفات من النزول في الشارع أو الفزع عند سماع أصوات فرقعات لأي سبب.

أضاف الشامي، أن هؤلاء الأشخاص يصابون ب"كرب ما بعد الصدمة" الذي يؤثر بشكل سلبي على من حضروا الحادث أو من لهم علاقة وثيقة بالمجني عليهم، على عكس من سمع بالحوادث والتفجيرات من بعيد دون أن يشهد الواقعة.

أكد الشامي، أن مقاومة التأثر تقل مع كثرة الحوادث ومشاهد الدم وعرضها على الشاشات يجعل تأثر الناس بها أقل مما كان في بداية تعرضهم لتلك الأخبار، وهذا ما يحدث في البلاد التي تشهد حروب عكس الدول الأوروبية.

أوضح الشامي، أن تأثيرات المحيطين بالمجني عليهم والذين يعملون في نفس مهنهم، على سبيل المثال ضباط الشرطة، يتأثرون لأنهم يضعون أنفسهم مكان المجني عليهم ما يجعل مهامهم تتأثر ويزيد التفكير لديهم في الأمر.

أفاد الشامي، أن هناك عدة أعراض لكرب ما بعد الصدمة يتعرض لها المتأثرين بالحادث سواء من شاهدوه أو من لهم أشخاص مقربين من المجني عليهم.

أعراض كرب ما بعد الصدمة:

- لا يفارق سيناريو الحادثة أو الصدمة ذهن الشخص.

- الفزع تجاه أي فرقعات تحدث نتيجة لأي سب حوله.

- التفكير في الحادثة كلما مر في مكان حدوثها.

- تجنب التوجه لمكان الحادث والسير من مكان آخر.

- الخوف على الأسرة والأبناء من التعرض لتلك الحوادث.

- تجنب الأشخاص المتعلقين بالصدمة أو الحادث.

- بناء حواجز تجاه بعض التواريخ مثل تاريخ الحادث أو اليوم.

- تجنب التعامل الطبيعي في الأمور المحيطة بالحادث.

مراحل تقبل الصدمة أو الحادث

ذكر استشاري الطب النفسي، أن هناك 4 مراحل لتقبل الصدمة وتشمل:

1- الإنكار

يرفض فيها الشخص ما حدث من صدمة سواء حادث أو تفجير أو حالة وفاة لأحد المقربين.

2- الصدمة

يحدث فيها عدم تسليم الشخص بما حدث ويطالب بالتأكد ويكرر الاسئلة المتعلقة بالحادث.

3- الغضب

يتعرض الشخص لحزن شديد ويواصل اللوم لكل من حوله رافضًا ما حدث للمجني عليهم.

4- القبول

يبدأ الشخص في استيعاب ما حدث وتقبل الأمر ويقوم بالتعامل مع المرحلة الجديدة.

أشار الشامي، إلى أن سرعة المرور بالمراحل الأربع تختلف من شخص لآخر ويتأثر الأشخاص الذين يتأخرون في الوصول لمرحلة التقبل ويعانون لفترة تصل لـ6 أشهر إلى عام كامل.