ما خطورة الماء الزائد على المخ وكيف يُعالج؟
كتبت- حسناء الشيمي
تكثر حالات وجود ماء زائد على المخ أو الاستسقاء عند الأطفال حديثي الولادة، نتيجة احتباس السائل النخاعي داخل التجاويف الداخلية للمخ، مسببًا تضخم في الرأس، الأمر الذي يؤثر على الخلايا المخية التي تتوقف.
قال الدكتور أحمد رؤوف، أستاذ مخ وأعصاب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، إن استسقاء المخ أو وجود ماء زائد على المخ عند الأطفال يعني زيادة ضغط سائل المخ "السائل النخامي"، سواء نتيجة وجود ضيق خلقي أو غير خلقي في مخ الطفل.
أضاف رؤوفأن السائل النخامي يشبه في عمله الحبل السري، فيصل بين المخ والحبل الشوكي ويعمل على مساعدة شرايين وأوردة المخ في توصيل المواد الغذائية للمخ وإزالة الشوائب منها.
الأسباب
يحدث الاستسقاء نتيجة بعض العوامل، منها الخلقية والمكتسبة.
الخلقية
تحدث في أثناء تكوّن الجنين في الرحم وتكون إما دون سبب وذلك يحدث في 75% من الحالات، وإما نتيجة تعرض الأم لبعض الأمراض خلال الحمل، كالالتهابات أو الحصبة الألماني أو ميكروب القطط أو سكر الحمل أو ضغط الحمل، ويتم اكتشافه أثناء فحص الجنين بالسونار، وهنا يتم الانتظار حتى الولادة وبعد ذلك يتم تركيب صمام في المخ لتصريف السائل من المخ.
المكتسبة
هناك حالات من الاستسقاء تظهر عند الأطفال بعد الولادة، نتيجة التعرض لالتهابات في المخ أثرت على السائل النخامي ومجراه في المخ، ما يؤدي إلى الاستسقاء.
وقد تحدث أيضًا نتيجة وجود عيب خلقي في الفقرات القطنية أو الحبل الشوكي، ومع عدم متابعتها وعلاجها تتسبب في زيادة سائل المخ مكونة الاستسقاء.
رغم أن أغلب حالات استسقاء المخ تحدث في السنة الأولى من عمر الطفل، فإن هناك بعض الحالات النادرة التي تحدث بعد ذلك، وأوضحرؤوف أنها تحدث نتيجة ارتفاع ضغط سائل المخ، إما نتيجة التعرض لبعض الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، كالحمى الشوكية، وإما نتيجة التعرض المفرط للفيتامينات، A، B، أو الخضوع لجرعات مرتفعة من الكورتيزون.
خطورتها
تتمثل خطورة وجود ماء زائد على المخ في تضخم حجم الرأس نتيجة ارتفاع ضغط السائل النخاعي، خاصة عند الأطفال حديثي الولادة، لأن عظام الطفل تكون لينة ولم تلتئم بعد، وبعدما كان حجم الرأس يزن 35 سم قد يصل إلى 47 سم.
يحدث ضغطًا على أنسجة المخ بعد التئام عظام الرأس، ما يؤدي إلى ضمور في خلايا المخ، الأمر الذي ينتج عنه تأخر حركي وذهني ولغوي، فضلًا عن التأثير على الفهم والإدراك لدى الطفل، وقد يؤثر على العصب البصري مسببًا فقدان الرؤية.
العلاج
يتم تشخيص الحالة من خلال الخضوع لأشعة مقطعية على المخ مع عمل رنين مغناطيسي على المخ، ويعتمد علاج الأطفال حديثي الولادة أو أطفال العام الأول من العمر، على تركيب صمام يساعد على تصريف الماء الموجود على المخ.
يوضحرؤوف أنه بعد تجاوز الطفل لعامه الأول يكون العلاج بالاعتماد على تركيب صمام بالإضافة إلى شفط الماء من المخ أو إعطاء أدوية تقلل السائل الموجود على المخ، كالكورتيزون، كما يتم الاعتماد على أدوية تدر السائل الموجود في المخ.
فيديو قد يعجبك: