أسباب تضخم الغدد الليمفاوية برقبة الطفل.. متى يجب أخذ عينة؟
كتبت - أسماء أبوبكر
تضخم الغدد الليمفاوية في رقبة الطفل يثير حالة من القلق والرعب لدى الأم، فغالبا ما يطرأ في ذهنها أنه مرتبط بالأورام أو مشكلة صحية خطيرة.. فهل تضخم الغدد الليمفاوية دائما ما يكون علامة خطر؟
أسباب مختلفة
الدكتورة إيمان رجب، الأستاذ المساعد لأمراض دم وأورام أطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، تقول إن تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة له عدة أسباب، فيمكن أن يكون نتيجة ميكروب بسبب التهاب في الأسنان أو اللوزتين أو التهاب في الأذن أو الجيوب الأنفية أو في أي مكان في الوجه أو الرأس، موضحة أن هذه الحالة لا تثير القلق خاصة إذا كان التضخم يصغر بمرور الوقت.
وتضيف رجب، أن تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة يمكن أن يكون ناتج عن إصابة الطفل بالتهابات فيروسية كالحصبة الألمانية أو التهابات مناعية مثل مرض كاواساكي الذي يؤدي إلى تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة لكن يصاحبه أعراض أخرى كالتهاب الفم والتهاب ملتحمة العين وطفح جلدي.
وفي حالات أخرى يكون تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة بمثابة علامة لمشكلة صحية أكثر خطورة وهي وجود ورم سواء أورام في الغدد الليمفاوية فقط أو سرطان الدم (اللوكيميا)، موضحة أنه في هذه الحالة يمكن أن يصاحب تضخم الغدد الليمفاوية أعراض أخرى أو لا يصاحبه، فمثلا يمكن أن يعاني الطفل من ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر وتهيج في الجلد وشحوب شديد في بعض الأحيان.
من جانبه، يوضح الدكتور أحمد السعيد، استشاري طب الأطفال وأمين عام اتحاد جمعيات طب الأطفال، أن تضخم العقد الليمفاوية كان يرتبط في بعض الأحيان بإصابة الطفل بميكروب السل أو الدرن، بسبب تناوله للألبان غير المبسترة أو لعدم غلي اللبن جيدا، مشيرا إلى أن هذا السبب لم يعد شائعا حاليا، وغالبا ما يرتبط بوجود التهاب في اللوزتين أو الأسنان أو خراج في الضرس.
ويتابع استشاري طب الأطفال، أن تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة الناتج عن وجود التهاب فيروسي حاد أو نوع من أورام الدم مثل اللوكيميا دائما ما يصاحبه تضخم في الغدد الليمفاوية بأماكن أخرى في جسم الطفل كتحت الإبط وفي منطقة اتصال الفخذ بالبطن.
متى يلجأ الطبيب لأخذ عينة؟
يحتاج الطفل لإجراء عدة تحاليل طبية كصورة الدم وسرعة الترسيب لتحديد سبب تضخم الغدد الليمفاوية، لكن إذا لم تشير نتائج التحاليل إلى وجود أي التهابات ولا يعاني الطفل من التهاب اللوزتين أو أي التهابات في الفم، ففي هذه الحالة غالبا ما يلجأ الطبيب لأخذ عينة من الغدد الليمفاوية المتضخمة، وفقا لدكتور للسعيد.
وأضافت رجب أن حالات أخرى تستدعي أخذ عينة من الغدة الليمفاوية أو الغدة كاملة، ومنها:
- إذا كان حجم التضخم أكبر من 2 سم.
- إذا كان التضخم يوجد في الجزء الأمامي من الرقبة في ناحية واحدة، ولا يوجد أي التهاب واضح يعاني منه الطفل.
- إذا كان تضخم الغدد غير مستقر أي يزداد حجمه مع الوقت.
- إذا كان الطفل يعاني من خذلان أو هزلان مستمر، تعرق شديد، حكة مستمرة.
مضاد حيوي أو علاج كيماوي
التعامل الطبي مع تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة يختلف حسب السبب، وتوضح رجب أنه إذا كان ناتج عن وجود التهاب بكتيري كالتهاب اللوزتين أو خراج في الأسنان فيحتاج الطفل إلى تناول مضاد حيوي، أما إذا كان ناتج عن وجود التهابات فيروسية فلا يجب تناول مضاد حيوي، فغالبا ما يقضي عليه الجسم تلقائيا، وفي حالة وجود ورم يحتاج الطفل إلى تلقي العلاج الكيماوي.
وأضاف السعيد، أن الطفل ربما يحتاج لتناول مضادات للفيروسات إذا كان تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة ناتج عن وجود التهابات فيروسية.
فيديو قد يعجبك: