الولادات المتقاربة.. هل تضر بسلامة الأم والطفل؟

كتبت – أميرة عبد الرازق

توصلت دراسة حديثة إلى أن المدة بين الولادة والحمل مرة أخرى لا يجب أن تقل عن 12 إلى 18 شهرا من تاريخ الولادة.

نشرت الدراسة في دورية " JAMA Internal Medicine" وفيها يوضح الباحثون أن الحمل خلال مدة أقل من 12 شهرا بعد الولادة يرتبط بمخاطر صحية عند النساء في كل الأعمار، ووجد أن المخاطر ترتبط بالأمهات فوق الـ35 عاما فقط، بينما المخاطر التي تصيب الطفل الرضيع قد وجدت لدى الأمهات من جميع الأعمار، وتزيد المخاطر بالنسبة للطفل لدى النساء في المرحلة العمرية ما بين 20 إلى 34 عاما، بحسب موقع "Medical X Press".

أجريت الدراسة على 148544 حالة حمل، وبين الأمهات اللاتي تزيد أعمارهن عن الـ 35 عاما، واللاتي حدث الحمل لديهن بعد 6 أشهر من الولادة، وجد الباحثون خطرا بنسبة 1.2% على الأم فيما يتعلق بالوفاة أو الاعتلال الشديد، وعند الانتظار لمدة 18 شهرا بين الولادة والحمل مرة أخرى فإن هذه النسبة تنخفض إلى 0.5%.

وفي النساء الأصغر سنا واللاتي حدث لهن الحمل بعد 6 أشهر فقط من الولادة فإن هذه النسبة تزيد إلى 8.5% فيما يتعلق بالولادة المبكرة، وبالنسبة للنساء الأصغر سنا اللاتي انتظرن 18 شهرا بين الولادة الأخيرة والحمل فقد انخفضت نسبة المخاطر إلى 3.7%.

مخاطر على الطفل

عدم المباعدة بين فترة الولادة والحمل التالي له مخاطر كثيرة على الطفل الثاني وهي كما يذكر موقع "CC Health":

- انخفاض الوزن عند الولادة

انخفاض الوزن عند الولادة يعني أن الجنين سيكون أقل من 2500 جرام، وهو الأمر الذي يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية مثل ضعف المناعة والإعاقة العقلية وحتى الموت.

- طفل صغير بالنسبة لعمر الحمل

هذا يعني أن حجم الطفل أصغر بالنسبة للحجم المتوقع مقارنة بعدد أسابيع الحمل، وهذا عندما لا يكون الجنين ينمو ويتطور بمعدل متوقع أثناء الحمل، والسبب الأكثر شيوعًا لهذا هو وجود مشكلة في المشيمة.

- الولادة المبكرة

يواجه الطفل خطر الولادة قبل الأسبوع الـ37 للحمل، وهذا يسبب العديد من المشاكل لأن أعضاء الطفل لم تأخذ وقتها الكافي للنمو، وقد لا تكون على استعداد للعمل من تلقاء نفسها بعد الولادة.

الأطفال الذين يولدون مبكرا، تصبح لديهم مخاطر عالية للإصابة بمشاكل التنفس ومشاكل المناعة والإصابة بالعدوى والإعاقات العقلية والشلل الدماغي وفقدان السمع والرؤية وحتى الوفاة.

مخاطر على الأم

عدم المباعدة بين فترة الولادة والحمل التالي له مخاطر كثيرة على صحة الأم، وقد يسبب بعض المضاعفات، ومنها:

- تمزق الرحم

يحدث تمزق الرحم بسبب عوامل أخرى مثل الندوب من الولادة القيصرية السابقة والحمل المتعدد في التوائم والوضع غير الطبيعي للجنين واستخدام دواء البيتوسين الذي يسرع عملية الولادة ويسهلها.

- الولادة المبكرة

الولادة المبكرة هي التي تبدأ قبل الاسبوع الـ37 من الحمل، وهناك عوامل أخرى تزيد من مخاطر الولادة المبكرة مثل التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات وعدم تناول الأطعمة الصحية والتهابات المهبل وعنق الرحم والمسالك البولية والحمل في توائم وارتفاع ضغط الدم والسكري.

- النزيف

يجب أن تخبر المرأة الطبيب بأي نزيف يحدث لها خلال الحمل، فقد يكون طبيعيا وقد يحدث نتيجة مشكلة في المشيمة أو عنق الرحم.

- مشاكل نفسية

المدة القصيرة بين الولادة والحمل تزيد من مخاطر تعرض الأم لاكتئاب ما بعد الولادة، ويزيد من مستوى الإجهاد والضغط العصبي.

هناك مخاطر أخرى للمدة القصيرة بين الولادة والحمل وهي أن الرضاعة الطبيعية في فترات متقاربة تستنزف مخازن الأم من المواد الغذائية خصوصا الحديد وحمض الفوليك، ما يؤثر على صحة الأم وصحة طفلها.

كما قد يحدث التهاب في الجهاز التناسلي الذي يتطور خلال فترة الحمل ولا يشفى بالكامل قبل الحمل التالي، بحسب موقع "Mayo Clinic ".