لمريضات السكري.. دليلك للحمل والولادة بأمان
حسناء الشيمي
تخشى مريضة السكر عادة رحلة الحمل، اعتقادا منها أن المرض قد يهدد حياتها، وحياة جنينها، ولكن هذا الاعتقاد خاطيء تماما، فمع مراعاة السيطرة على مستوى السكر في الدم وبعض الإجراءات الوقائية يمكنها الحمل والولادة بسلام، «الكونسلتو» يقدم لك خطواتك للحمل بأمان بدءا من مرحلة الاستعداد للحمل وحتى الولادة.
الاستعداد للحمل
على مريضة السكري عند اتخاذ قرار الحمل، ضبط مستوى السكر لديها قبل الحمل بـ 3 شهور على الأقل، وفقا لما أوصى به الدكتور إبراهيم الابراشي، استشاري الأمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، وذلك تجنبا لحدوث أي مضاعفات لها، أو لجنينها.
وأكد الإبراشي، أهمية إجراء بعض التحاليل والفحوصات، وتشمل قياس مستوى السكر في الدم، ومستوى ضغط الدم، والتحقق من عدم وجود مشكلات في القلب، أو الأعصاب، وإجراء فحص لهرمونات الغدة الدرقية.
فترة الحمل
ونصح الإبراشي، بالمتابعة الدورية بعد حدوث الحمل مع طبيب الباطنة، بالإضافة لطبيب النساء، للسيطرة على مستوى السكر في الدم، خاصة في أول 7 أسابيع، أي فترة تكوين الجنين، فمع الحمل تفرز المشيمة هرمونات تقاوم عمل الأنسولين، وبالتالي تؤدي لارتفاع مستوى السكر في الدم.
وشدد استشاري الأمراض الباطنة والسكر، على أهمية قياس السكر صائم، وفاطر بشكل مستمر، للاطمئنان على استقرار مستواه، لتجنب حدوث أي مفاجآت، مع الحرص على تناول الدواء بشكل منتظم، على أن يكون العلاج بالإنسولين فقط، لأنه المسموح به أثناء الحمل.
وأشار الإبراشي، لأهمية الالتزام بنظام غذائي يحافظ على مستوى السكر في الدم، بحيث لا يتسبب في ارتفاعه، أو انخفاضه.
تغذية الحامل المريضة بالسكر
من جانبها، أكدت الدكتورة شيرين إمبابي، أخصائي التغذية العلاجية، أن النظام الغذائي الخاص بالسيدة الحامل المريضة بالسكر يجب أن يكون صحي، ومتوازن، ويحتوي على كل العناصر الغذائية، كالبروتين، الحديد، الكالسيوم .
وأوصت إمبابي، بتناول النشويات المركبة، لأنها تستغرق وقتا أطول في الامتصاص، وبالتالي تمد الجسم بالطاقة، وتحافظ على مستوى السكر، وتمنع انخفاضه، ولكن يجب عدم الإفراط في تناولها لتجنب ارتفاع مستوى السكر، فضلا عن الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بالألياف.
وحذرت إمبابي، من الكربوهيدرات البسيطة، التي تتحول لجلوكوز بشكل سريع في الجسم، وبالتالي تسبب ارتفاع السكر بشكل مفاجىء، كالموجود في الدقيق الأبيض، والسكر الأبيض، والحلويات، ومخبوزات الدقيق الأبيض، ونصحت باستبدالها بالعيش البني.
ونصحت أخصائي التغذية العلاجية، بتجنب تناول الدهون المشبعة، والأطعمة الحارة، والمالحة، والمحفوظة، والمعلبة، وتقسيم وجباتها إلى 5 وجبات صغيرة، ومتكاملة العناصر الغذائية.
إهمال ضبط سكر الحامل خطر
وحذر الدكتور أيمن طاهر، استشاري أمراض النساء والتوليد، من التهاون في التعامل مع السكري، لأنه يعرض الحامل وجنينها لمخاطر، فقد تتعرض لتسمم حمل، أو ولادة مبكرة، أما الجنين، فيزداد حجمه، وتزداد فرص دخوله الحضانة بعد الولادة، وتعرضه لتشوهات بالجهاز العصبي، والقلب، وقد يصل الأمر لوفاته دون سبب في الشهر التاسع.
عملية الولادة
وبالوصول لمرحلة الولادة، أوصى الدكتور محمود صدقي، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، جامعة القاهرة، بمكوث الحامل في المستشفى قبلها على الأقل بـ24 ساعة، للاطمئنان على مستوى السكر في الدم، وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، مضيفا أن الولادة غالبا تكون قيصرية، لأن حجم الجنين يكون أكبر من الطبيعي، وكذلك لأن الطبيب لا يفضل الانتظار بعد بلوغ الشهر التاسع، لتجنب احتمالية وفاة الجنين.
بعد الولادة
وأشار صدقي، إلى أن الطبيب يهتم بعد الولادة بالحفاظ على مستوى السكر لدى الأم، وحمايتها من أي مضاعفات، وكذلك الطفل الذي يتلقى الرعاية من قبل طبيب الأطفال، لفحصه، والاطمئنان على سلامة التنفس لديه، وقياس مستوى السكر لديه، خاصة أنه يولد ومستوى السكر لديه منخفض، بسبب الأدوية التي تناولتها الأم أثناء فترة الحمل.
وأضاف استشاري أمراض النساء والتوليد، أن جرح العملية القيصرية يعد مشكلة أيضا تعاني منها مريضة السكري، لأنها تكون معرضه لالتهاب الجرح، خاصة إذا كانت بدينة، لذا يلجأ الطبيب لتركيب «درنقة» تحت الجلد لمدة 48 ساعة في بعض الحالات، لتقليل احتمالات الإصابة بالالتهاب، ويتم السيطرة عليه من خلال المضادات الحيوية، وضبط مستوى السكر بعد العملية.
فيديو قد يعجبك: