للمرة الثانية بالعالم - أطباء يزرعون قلب خنزير لإنقاذ حياة مريض يحتضر

كتبت-ياسمين الصاوي:

قام الجراحون بزراعة قلب خنزير في جسم رجل يحتضر في محاولة لإطالة عمره، وهو المريض الثاني فقط بالعالم الذي يخضع لمثل تلك العملية.

وبعد يومين، أصبح الرجل يلقي النكات ويستطيع الجلوس على كرسي، حسبما قال أطباء جامعة ماريلاند، ونشر موقع "نيويورك بوست".

كان ضابط البحرية البالغ من العمر 58 عامًا يواجه الموت شبه المؤكد بسبب قصور القلب، لكن المشكلات الصحية الأخرى التي يعاني منعا تدل أنه غير مؤهل لإجراء عملية زرع قلب تقليدية.

وقال لورانس فوسيت، من فريدريك بولاية ماريلاند، في مقطع فيديو سجله بالمستشفى قبل إجراء العملية: "على الأقل الآن لدي أمل ولدي فرصة، لذا سأقاتل بكل ما أوتيت من قوة من أجل كل نفس أستطيع أن أتنفسه."

وعلى الرغم من أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حرجة، فقد شعر الأطباء بسعادة غامرة من استجابة فوسيت المبكرة لقلب الخنزير.

وكان فريق جامعة ماريلاند نفسه قد أجرى العام الماضي أول عملية زرع قلب خنزير معدل وراثيا في العالم لرجل آخر يُدعى ديفيد بينيت، الذي بقي على قيد الحياة لمدة شهرين فقط بعد العملية، ثم توفى.

هناك نقص كبير في الأعضاء البشرية المتبرع بها للزراعة، ففي العام الماضي، كان هناك ما يزيد عن 4100 عملية زرع قلب في الولايات المتحدة، وهو رقم قياسي، ولكن الأعضاء المتبرع بها محدود للغاية لدرجة أن المرضى الذين لديهم أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل هم فقط من يحصلون على هذه العملية.

لقد فشلت عمليات زرع الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان منذ عقود، حيث قامت أجهزة المناعة البشرية على الفور بتدمير الأنسجة الغريبة.

والآن يحاول العلماء مرة أخرى استخدام الخنازير المعدلة وراثيا لجعل أعضائها أكثر شبها بالإنسان.

ولإجراء هذه المحاولة الجديدة على مريض حي خارج إطار تجربة كبيرة، فقد طلب الأطباء في ماريلاند الحصول على إذن خاص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، باعتبارها عملية مخصصة لحالات طارئة معينة دون وجود أي خيارات أخرى أمامهم.

وقد استغرق الأمر أكثر من 300 صفحة من الوثائق المقدمة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لكن الباحثين في ولاية ميريلاند أكدوا أنهم تعلموا ما يكفي من محاولتهم الأولى في العام الماضي، وعلى الرغم من وفاة ذلك المريض الأول لأسباب غير مفهومة تمامًا، فمن المنطقي إجراء محاولة ثانية.