المؤتمر الدولي العاشر لأورام الجهاز الهضمي يكشف أحدث علاجات سرطان الكبد والكلى

كتب - مصطفى عريشة:

تصوير - محمود بكار:

عقد اليوم الاثنين، فاعليات المؤتمر الدولي العاشر لأورام الجهاز الهضمي والكبد والمسالك البولية، برئاسة الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز الأبحاث بكلية طب جامعة عين شمس.

وكشف المؤتمر عن التطورات التي شهدها علاج أورام الكبد والكلى، عن طريق دمج العلاج المناعي بالعلاج الموجه للأورام والعلاج المناعي بالمناعي، فضلًا عن استخدام الذكاء الاصطناعي لأول مرة في التشخيص الباثولوجي بقدرات تتجاوز العقل البشري، وتحديد خطط علاجية تحقق نتائج أفضل بتكلفة منخفضة.

وشمل الجزء الثاني من المؤتمر محاضرات ودورة تدريبية عن أورام الغشاء البروتوني ومجموعة من الأورام نادرة الحدوث، بالإضافة إلى عرض الخبرة المصرية التي دامت لمدة 12 عامًا حول سرطان المبيض والقولون والرحم والأنسجة الرخوة.

وركز الجزء الثالث من المؤتمر على تخصص علاج أورام القولون والمستقيم وجراحات المناظير وجراحات الإنسان الآلي واستخدامها في علاج تلك الأورام.

ومن جانبه، قال الدكتور هشام الغزالي، إن المؤتمر يقام هذا العام بالتعاون مع 10 جمعيات دولية، من بينها الجمعية الامريكية للأورام والمجلس العالمي للسرطان، وبحضور أكثر من 100 عالم أجنبي وإقليمي، على رأسهم أكبر جراحي البنكرياس في العالم، ماركوس بوشلر، أستاذ جراحة أورام البنكرياس بجامعة هايدلبرج بألمانيا، والبروفيسور هاينز لينز، أستاذ علاج الأورام بجامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وماك روش، أكبر أساتذة العلاج الإشعاعي في العالم، وتيرى دوبير، أستاذ الأشعة التداخلية بمعهد جوستاف روسيه بفرنسا.

وأشار الغزالي إلى أن المؤتمر أقيم تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، والدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، والدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور أشرف عمر، عميد كلية الطب جامعة عين شمس.

وأضاف أستاذ علاج الأورام أن المؤتمر يناقش أكثر من 200 ورقة علمية في 10 محاور مختلفة، منها علاج وجراحة الأورام وجراحات أورام المسالك البولية والعلاج الاشعاعي والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الحيوية والتحاليل والفحوصات الجينية.

ووفقًا له، يشمل المؤتمر أكثر من 10 ورش عمل للجراحة والأشعة التداخلية وزراعة الأنسجة، بالتعاون مع مركز أبحاث طب عين شمس وجامعة عين شمس.

وأوضح الغزالي أن هذا المؤتمر يعتبر من أكبر مؤتمرات الأورام هذا العام على الإطلاق حضورًا، حيث شارك به أكثر من 60 دولة حول العالم، باستخدام تقنية الفيديو كونفرانس، مشيرًا إلى أنه يركز على 3 محاور، أولها مستقبل علاج الأورام، بدايةً من الدقة المتناهية في التشخيص والعلاج، مرورًا بالطب التفصيلي، وصولًا إلى الإتقان في الخطة العلاجية.

وذكر أن المزج بين العلاج المناعي والموجه أدى إلى زيادة معدلات الاستجابة والنجاة من مرض سرطان الكبد -الأكثر شيوعًا في مصر- إلى أكثر من الضعف، مقارنةً بالمعدلات الحالية، وبجودة حياة أفضل وآثار جانبية أقل.

وأفاد: "أصبحنا قادرين على التأكد من عدم وجود خلايا سادحة من الخلايا السرطانية بعد علاج السرطان، حتى نتمكن من التغلب على عدم حدوث ارتداد للورم".

وتابع أنه سيتم إطلاق أدوية جديدة هذا العام لعلاج أورام الكبد والكلى والجهاز الهضمي والبروستاتا والمثانة والثدي والقولون، وهي:

- عقار موجه جديد لعلاج أورام الكبد لدى المرضى الذين يزيد نسبة "الفا فيتو بروتين" لديهم عن 400.

- عقار هرمونى جديد، يحمل اسم ابالوتاميد، لعلاج أورام البروستاتا،، وهو يقلل من خطر الوفاة بنسبة 35%، مقارنة العلاج الهرموني التقليدي، مع الحفاظ على جودة حياة المريض.

- عقار الاردافيتنب لعلاج أورام المثانة، يستهدف طفرة "اف جى اف ار".

- علاجات موجهة لأورام الثدي، تستهدف طفرة "بى اي 3 ك".

- علاجات مناعية لأورام الجهاز الهضمي.

- المزج بين نوعين من العلاج المناعي أو العلاج المناعى والموجه، لمكافحة أورام الكلى، إلى جانب إصدار خطوط استرشادية لعلاج أورام الكبد والكلى، برئاسة العالم المصرى الأمريكي، أحمد كاسب، أستاذ علاج أورام الكبد بمعهد ام دى اندرسون، وبالاشتراك مع الجمعيات العلمية المصرية والعالمية.

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور كلود أبو، أستاذ جراحات أورام البروستاتا والمسالك البولية بباريس ورائد جراحات البروستاتا باستخدام الانسان الآلى، أن جراحات البروستاتا شهدت في القرن الحادي والعشرين ثورة كبيرة، حيث أصبحت تجرى باستخدام المناظير والربوتات.

وأضاف أبو أن الجراحات الحديثة ساهمت في تحسين النتائج من حيث الدقة، مما يساعد المرضى على العودة لحياتهم الطبيعية بشكل أسرع. لافتًا إلى أن رئيس القسم بالمستشفى الذي يعمل به وصفه بالمجنون عندما رأه يستخدم الربوت في هذه العمليات منذ أكثر من 20 عامًا.

وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور طارق عثمان، أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب جامعة عين شمس، إن المؤتمر هذا العام يناقش على نطاق واسع الكشف المبكر عن أورام البروستاتا والمثانة، بعد التطورات الحديثة التي شهدها هذا المجال، بحضور 30 خبيرًا عالميًا متخصصًا.

ولفت أستاذ جراحة المسالك البولية إلى أن هناك أبحاث جديدة ستطرح للتحاليل والفحوصات الجديدة لأول مرة، للكشف المبكر عن أورام البروستاتا والمثانة، مضيفًا أن التشخيص وطرق الحصول على العينات قد تطورت بشكل كبير وحققت طفرة هائلة في أساليب تشخيص الحالات.

وأكد عثمان أن هناك ما هو جديد في مجال علاج المسالك البولية عن طريق الاستئصال الجزئي للبروستاتا، بالاعتماد على تكنولوجيا التجميد والليزر والمنظار والروبوت.

وقال الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية بكلية طب عين شمس، إن هذا القطاع شهد تطورًا مذهلًا خلال العشرين عامًا الماضية، حيث صار يستخدم في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة، وعلى رأسها أورام الكبد والجهاز الهضمي والمسالك البولية، باستخدام العديد من التقنيات، مثل الكي بالتردد الحرارى والكي بالميكروويف.

وأوضح حتة أن 90% من أورام الغدة الدرقية تكون حميدة ولا تؤثر على وظائفها، ولا يعاني المريض من تورم وتضخم في مقدمة الرقبة، مؤكدًا أن علاجها شهد طفرة كبيرة هذا العام، حيث تم استبدال الجراحة بالتردد الحراري والأشعة التداخلية.

وأضاف الدكتور وحيد يسري، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام، أن المؤتمر يضم أكبر جراحي البنكرياس في العالم من عدة دول، على رأسهم الدكتور ماركوس بوشلر.

وأكد يسري أن المناقشات تدور حول تطورات أورام البنكرياس وطرق التشخيص الحديثة، بعد أن لوحظ زيادة كبيرة للمرض بمصر وفى سن مبكرة عند الثلاثينات خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح أستاذ جراحة الأورام أن نسبة الشفاء من أورام البنكرياس قديمًا كانت لا تتجاوز الـ5%، أما الآن أصبح أعلى من 40%، بعد التطور في جراحات الاستئصال والعلاج الكيماوي والإشعاعي.