الإكزيما الوراثية.. هل يقف الطب عاجزًا أمام بعض الأمراض الجلدية؟
لماذا أشعر بالحكة في جلدي؟ ليس ذلك نتيجة لإهمال البشرة هذه هي الإكزيما الوراثية (التهاب الجلد التأتبي أو الجلد الجاف الموروث) - الشكل الأكثر شيوعًا للإكزيما، وهي شائعة في أنقى أنواع البشرة، بشرة الأطفال ولكن يمكنها أن تظهر في أي عمر.
تستمر معاناة مرضى الإكزيما الوراثية مدى الحياة وتسبب اضطرابات في نمط الحياة الطبيعي. ليس هذا فحسب، فالأكزيما الوراثية ليست مجرد مشكلة جلدية، فهل يمكنك أن تتخيل الحرج الذي تسببه تلك الإكزيما للمريض؟ هل يمكنك أن تتخيل التأثير السلبي الذي تتركه على حياة المريض الاجتماعية أو المهنية؟
يقول الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل بجامعة بنها، إن الطب أحيانًا يقف عاجزًا أمام تقديم حل جذري لبعض الأمراض الجلدية، فالبرتوكولات العلاجية المستخدمة حاليًا تقوم فقط بمنح المصاب شيء من الراحة الموضعية.
ويضيف فرج، أن بعض أنواع الأدوية غير آمنة عند الاستخدام على المدى الطويل (بعض أنواع الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الكورتيزون، المضادات الحيوية، والأدوية التي تثبط عمل جهاز المناعة) فهي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الخطيرة مثل إعاقة النمو، ضعف جهاز المناعة، وغيرها من المشاكل، وخصوصا لدى الأطفال.
ويوضح أن لهذا السبب، يتم إعطاء هذه الأدوية لفترات محدودة وفي حالات الإلتهاب الشديدة فقط. كذلك، ونظرا لأن أسباب التهاب الإكزيما الوراثية ما زالت غير مفهومة بشكل كامل حتى الان، فإن العلاجات التقليدية من الممكن أن تتيح سيطرة محدودة ومؤقتة فقط على أعراض المرض، لكنها غير قادرة - للأسف - على تقديم الحل الجذري لهذا المرض".
هل يوجد حل؟ هل هناك وسيلة لتحسين حياة هؤلاء المرضى؟
ويضيف فرج، أن الإكزيما الوراثية تعد من أكثر أمراض الجلد شُيوعًا، وهو يُصِيبُ حوالي 3.6% من البالغين كما أن نسبة الإصابة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف هذه النسبة في الأطفال والمراهقين. كما يُصاب مُعظم المرضى بهذا الاضطراب قبل سنّ الخامسة، ويُصاب العديد منهم قبل العام الأول من العمر.
ولفت إلى أن شكل المرض وأعراضه يختلف بشكل كبير من شخص لآخر وتتمثل الأعراض فى الشكل الآتى:
• جفاف جلد
• الحكة التي قد تكون شديدة وخصوصًا في الليل مما يسبب مشكلات وصعوبه فى النوم
• جلد سميك، متشقق، متقرح، حساس ومتورم بسبب الخدش
• بقع حمراء إلى رمادية مائلة إلى اللون البني
وأكد فرج أن من أكثر الأعراض صعوبة هو أن يعاني المرضى البالغين من انعدام الثقة بالنفس والشعور بالحرج والإحساس بالضيق مما يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. أما بالنسبة للأطفال فالمشاكل اكثر حده اذا كان الطفل مصاب بالإكزيما الوراثية، لأنه قد يؤدي لتعرض الطفل للتنمر من زملاؤه، ولذلك يجب على الأب والأم التحدث الى موظفي الرعاية فى المدرسة وآباء وأمهات الاطفال الآخرين وشرح حالة طفلهم، واقناعهم أنه ليس مرض معدي ولا يمكن أن يسبب عدوى للأطفال الآخرين.
وأشار إلى أنه يجب أيضاً على الآباء والامهات وأفراد الاسرة، والمدرسين أن يتفهموا المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال وأن يمدوهم بالدعم العاطفي الذي يحتاجون إليه.
فيديو قد يعجبك: