يعطي مناعة لعامين.. ماذا تعرف عن لقاح "Sputnik V" الروسي المضاد لكورونا؟
كتب- كريم حسن:
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح اليوم الثلاثاء، عن إنتاج أول لقاح يمكن استخدامه للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، لتفوز روسيا بالسباق العالمي الذي جمع دول متعددة حول العالم للتوصل للقاح ينهي الجائحة.
ووفقًا لوكالة أنباء "TASS" الروسية، فإن اللقاح الجديد الذي أطلق عليه اسم "Sputnik V"، تم تطويره وإنتاجه بمركز الجماليا القومي لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة التابع لوزارة الصحة الروسية، بحسب ما أعلنه كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وأوضح دميترييف، أن روسيا اعتمدت على إرث من الأبحاث الهائلة في مجال الفيروسات واللقاحات لإنتاج لقاح كورونا، وركزت على التقنيات الراسخة، مثل النهج المستخدم بالفعل في لقاح الإيبولا، نافيًا أن تكون روسيا قد اعتمدت على سرقة الملكية الفكرية الخاصة بالآخرين للمضي قدمًا في عملية إنتاج اللقاح.
ويستخدم اللقاح الروسي سلالتين من الفيروسات التي عادة ما تسبب نزلات البرد الخفيفة لدى البشر، والتي يتم تعديلها وراثيًا لجعل الخلايا المصابة تنتج بروتينات ضد فيروس كورونا المستجد، اعتمادًا على نهج مشابه لمثيله المتبع بعمليات تطوير لقاح جامعة أكسفورد وأسترازينيكا.
ويشكل اللقاح مناعة مستقرة للخلايا، من خلال تكوين عدد كبير من الأجسام المضادة للفيروس المستجد، تعطي للجسم مناعة ضد الفيروس لمدة عامين.
وقال الرئيس الروسي إن إحدى بناته اختبرت اللقاح على نفسها، مشيرًا إلى أنها تتمتع بحالة صحية جيدة، موضحًا: "بعد اللقاح الأول، أصيبت ابنتي بحمى 38 درجة مئوية، وفي اليوم التالي، ارتفعت درجة الحرارة قليلًا عن 37 درجة، وبعد الحقنة الثانية، عانت من حمى طفيفة مرة أخرى، وبعد ذلك أصبح كل شيء على ما يرام، وأصبح لديها عدد كبير من الأجسام المضادة".
وأوضح دميترييف أن روسيا تلقت طلبًا لإنتاج مليار جرعة من لقاح COVID-19 الذي أنتجه من 20 دولة، مؤكدًا جاهزية الدولة لإنتاج أكثر من 500 مليون جرعة من اللقاح المطور بالتعاون مع الشركاء الأجانب في خمس دول.
ويأتي الإعلان عن إنتاج أول لقاح ضد كورونا وسط مخاوف دولية من تسرع البلاد في الموافقة عليه، دون إكمال التجارب الخاصة به، وفقًا لصحيفة "Daily mail".
اقرأ أيضًا: بدء تصنيع "فافيبيرافير" في مصر.. إليك ما تريد معرفته عن دواء كورونا الجديد
ودق الخبراء ناقوس الخطر بشأن فعالية اللقاح الروسي، حيث أوضحوا أن تجارب المرحلة الثالثة التي تستغرق أشهر عادة لم تجر بعد، في حين أن منظمة الصحة العالمية لم تمنح الموافقة بعد على اللقاح.
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا قد زعموا الشهر الماضي أن روسيا حاولت اختراق أبحاث اللقاحات التي يتم العمل على تطويرها سعيًا للفوز بالسباق.
وحذر عالم بريطاني من عدم وجود بيانات عن اللقاح الروسي، موضحًا أن الضرر الناجم عن إطلاق أي لقاح لا يتمتع بدرجة عالية من الأمان، قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الحالية في مواجهة الوباء بشكل لا يمكن التغلب عليه.
رؤية منظمة الصحة العالمية
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، اليوم، "نحن على اتصال وثيق بالسلطات الصحية الروسية، والمناقشات جارية فيما يتعلق بالتأهيل المسبق المحتمل لمنظمة الصحة العالمية للقاح، لكن التأهل المسبق لأي لقاح يشمل مرة أخرى مراجعة وتقييم صارمين لجميع بيانات السلامة والفعالية المطلوبة''.
وقال الدكتور مايكل هيد، باحث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون: "ليس من الواضح بالضبط ما يحدث بالفعل مع اللقاح الروسي، مشيرًا إلى ضرورة التأكد من مستوى فعالية اللقاح، وأي آثار جانبية محتملة.
وأضاف: "ليس من الممكن معرفة ما إذا كان اللقاح الروسي قد أثبت فعاليته دون تقديم الأوراق العلمية للتحليل، ومن ثم قد تكون هناك مشاكل في جودة البيانات".
فيديو قد يعجبك: