دعوات تجربة لقاح ضد الكورونا في أفريقيا تثير غضب "الصحة العالمية"
كتب - كريم حسن:
يتابع الجميع مساعي العلماء المستمرة في الوقت الراهن عن كثب، في انتظار الوقت الذي سيخرج فيه أحدهم ليعلن عن التوصل إلى علاج نهائي ولقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، إلا أن جهود الطبيبين الفرنسيين، جان بول ميرا وجون بول موران، لم تقابل بهذا الشغف، بل أثارت حفيظة المجتمع الدولي، فما السبب وراء ذلك؟
كان جان بول ميرا، قد تحدث الأسبوع الماضي، خلال برنامج تلفزيوني مذاع عبر قناة "LCI" الفرنسية، عن تجربة لقاح مطور لعلاج فيروس كورونا المستجد على سكان إفريقيا، على غرار تجربة أدوية لعلاج الإيدز على نساء إفريقيات.
وفي نفس التوقيت، صرح جون بول موران، رئيس قسم الإنعاش بإحدى مستشفيات مدينة باريس على كاميل لوشت، ومدير الأبحاث في مؤسسة باستور الفرنسية، بأنه يريد إجراء تجربة سريرية للقاح السل "BCG" على مجموعة من الأشخاص، واختار أن يكونوا من قارة إفريقيا، بحسب موقع "BBC".
ويعتبر لقاح "BCG" -المستخدم كمضاد لمرض السل- من الأدوية التي طرح اسمها على الساحة خلال الفترة القليلة الماضية، لاستخدامها في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، على اعتبار بأن كلا المرضين يهاجمان الجهاز التنفسي، وفقًا لموقع "سكاي نيوز".
اقرأ أيضًا: "الصحة العالمية" تحسم الجدل: فيروس كورونا لا ينتقل عن طريق الهواء
وتسببت تصريحات الطبيبين في افتعال موجة من الغضب في إفريقيا، واتهما بالعنصرية ضد مواطني القارة السمراء.
"إنه لأمر مثير للخزي والاشمئزاز، أن تسمع في القرن الـ21، علماء يتحدثون بتلك الطريقة"، هكذا وصف الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، تصريحات الطبيبين، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات العنصرية -على حد وصفه- لا تقدم أي فائدة في مكافحة الفيروس القاتل، بل تناقض مبدأ التضامن بين الجميع لعبور الأزمة.
كما أكد أن منظمة الصحة العالمية لن تسمح بأن تصبح إفريقيا حقل تجارب، مشددًا على اتباع جميع القواعد المتعارف عليها خلال تجربة أي لقاح أوعلاج تم تطويره لمجابهة فيروس كورونا المستجد في كل أنحاء العالم، سواء كان ذلك في أوروبا أو إفريقيا أو أي مكان آخر.
وعلى إثره، أعلن الطبيب الفرنسي جون بول ميرا، اعتذاره عما بدر منه من تصريحات.
فيديو قد يعجبك: