أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انخفاض الوفيات بكورونا في ألمانيا.. لغز يثير حيرة الخبراء

11:38 ص الخميس 26 مارس 2020

ألمانيا

على الرغم من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا، إلا أنها الأقل في عدد الوفيات داخل قارة أوروبا، الأمر الذي دفع الخبراء إلى تكثيف أبحاثهم، لمعرفة السبب وراء ذلك.

أكثر من 37 ألف إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد تم تسجيلها في ألمانيا، أي أنها خامس دولة عالميًا من حيث عدد الإصابات، في حين أن عدد الوفيات بها أقل بكثير من الدول الأخرى، وفقًا لما نشره موقع "سكاي نيوز".

سجلت ألمانيا نحو 200 حالة وفاة فقط بسبب فيروس كورونا، وهذا يمثل 0.5% فقط من إجمالي الإصابات المؤكدة، وهي نسبة أعلى من الوفيات بالإنفلونزا الموسمية، لكنها أقل بكثير من معدل الوفيات المرتفع في إيطاليا، الذي يصل إلى 10% تقريبًا.

ولا توجد دولة كبرى أو متقدمة أخرى تتساوى مع ألمانيا في انخفاض معدل الوفيات بفيروس كورونا، وبالمقارنة، سجلت الولايات المتحدة حوالي 70 ألف حالة إصابة مؤكدة بالمرض، وبلغ عدد الوفيات بها حتى اليوم حوالي 1050 شخصًا، أي ما يعادل 1.5%.

ورغم أن الأمر لا يزال مبكرًا لوضع نظريات، إلا أن الخبراء لديهم عددًا من الاحتمالات حول هذا الوضع في ألمانيا، لكنهم يتوخون الحذر بشأن التعامل مع الأمر كمثال، خاصةً أن الوباء في مراحله المبكرة.

وبخلاف دول أخرى، مثل إيطاليا وبريطانيا وأنحاء كثيرة من الولايات المتحدة، لم تتوقف الحياة اليومية في ألمنيا، رغم حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين، وجاءت نتائج اختبار المستشارة أنجيلا ميركل سلبية، بعد أن عزلت نفسها في انتظار نتائج أخرى بعد إصابة أحد أطبائها بفيروس كورونا.

فمن الواضح أن ألمانيا مجهزة بشكل أفضل من معظم البلدان عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، إذ لديها 28 ألف سرير للعناية المركزة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، كما أنها لم تتعرض للوباء في وقت مبكر، مثل إيطاليا وأماكن أخرى، وبالتالي فقد كان لديها الوقت الكافي للاستعداد.

لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن السبب الرئيسي وراء معدل الوفيات المنخفض نسبيًا، هو العدد الكبير من الاختبارات التي تمكنت من إجرائها، وفقا لما ذكره موقع "أن بي سي نيوز" الإخباري الأمريكي.

ورغم أن الحكومة الألمانية لم تنشر أرقامًا رسمية، إلا أنها تشير إلى قدرتها على اختبار حوالي 160 ألف شخص كل أسبوع.

اقرأ أيضًا: الصليب الأحمر يوضح سبب تفشي فيروس كورونا في إيطاليا

وبحسب مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، فإنه بالإضافة إلى المساعدة المحتملة في تحديد انتشار العدوى وإبطاء انتشارها، من المرجح أن تكشف الاختبارات واسعة النطاق عن حالات أكثر اعتدالًا لا يتم تسجيلها في بلدان أخرى.

وبناءً على واحدة من النظريات، فإن الاعتقاد هو أن البلدان الأخرى قد تكشف فقط عن الحالات الأكثر اعتدالًا من كوفيد-19، ومن المرجح أن تموت نسبة أكبر منهم، لكن معدل الوفيات في ألمانيا قد تم تخفيضه بشكل فعال، لأن أرقام الإصابات المسجلة يأخذ في الاعتبار العديد من الحالات الخفيفة التي لم تسجل في دول أخرى.

ويقود هذا السؤال مباشرة إلى قلب المجهول في أزمة فيروس كورونا الجديد، وهو "كم عدد الأشخاص الذين أصيبوا لكنهم لا يعرفون ذلك؟".

بالتأكيد، فإن الاقتراب من هذا الرقم سيوفر للخبراء والمسؤولين فكرة أفضل عن مدى فداحة تفشي المرض، في ألمانيا أو إيطاليا على سبيل المثال.

ولعل السبب الذي يجعل الخبراء يتوخون الحذر من الإشادة بألمانيا، هو أنه تم إجراء العديد من الاختبارات على المرضى الذين يعانون من حالات خفيفة أو حتى أعراض، أي أولئك الأشخاص الذين قد تتدهور حالتهم الصحية في الأيام والأسابيع المقبلة.

ومن ناحية أخرى، قد تكون البيانات أكثر تطرفًا، بسبب الطريقة التي تجري بها ألمانيا وإيطاليا فحوصات ما بعد الوفاة.

وأوضح الأستاذ في معهد علم الأوبئة والقياس البيولوجي الطبي بجامعة أولم، ديتريش روثنباكر، ذلك بقوله: "يختبر الإيطاليون الأشخاص المتوفين الذين ظهرت عليهم أعراض معينة ويدخلونهم في الإحصاءات، إنه سيناريو معقد".

لكنه يشدد على ضرورة الحصول على أرقام قابلة للمقارنة قبل إجراء مقارنات بين الدول.

العامل المحتمل الآخر هو أن معظم حالات الإصابة في ألمانيا كانت بين الشباب، حيث بلغ متوسط عمر المصابين فيها 47 عامًا، مقارنة بـ63 عاما في إيطاليا، ومع ذلك، ثمة خوف في ألمانيا من أنه إذا بدأ الوباء في الانتشار بين كبار السن، فقد تشهد البلاد أيضًا ارتفاعا في أعداد الوفيات.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية