اكتشاف جينات فريدة خلف المخ

كتبت- ياسمين الصاوي

نشرت مجلة «cell» نتائج دراستين تناولا التغيرات التي تدفع الأدمغة للتطور، وتعطي القدرة على التفكير وحل المشكلات، وأجريت أحدهما بجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، والأخرى بجامعة بروكسل الحرة ببلجيكا.

وتنتمي الجينات التي تُسمى NOTCH2NL، إلى عائلة قديمة للغاية يطلق عليها اسم Notch، والتي تم تحديدها لأول مرة في ذباب الفاكهة.

وكشف الباحثون أن جينات NOTCH2NL الموجودة لدى البشر فقط، يبدو أنها تلعب دورًا في تطور القشرة الدماغية للبشر والقدرات المعرفية مثل التفكير واللغة، ويظهر تعبير هذه الجينات بقوة في الخلايا الجذعية العصبية للقشرة الدماغية، ويتأخر نضوجها في أنواع معينة من الخلايا، ما يدفع إلى تراكم مجموعة أكبر من الخلايا الجذعية التي تؤدي إلى مزيد من الخلايا العصبية على مدار عملية تطور الدماغ.

وتقع جينات NOTCH2NL في منطقة من الجينوم البشري، والمرتبط ببعض الاضطرابات العصبية النمائية مثل: التوحد وصغر الرأس وضخامة الرأس والشيزوفرينيا.

ووجد الباحثون أن هذه الجينات تعمل على ترميز البروتينات التي تعزز إشارات Notch، حيث قالت صوفي سلامة، الباحثة بقسم الهندسة الجزيئية الحيوية بجامعة كاليفورنيا سانتا كروز: «من المعروف أن إشارات Notch هامة في تطور الجهاز العصبي»، مضيفة «يبدو أن جينات NOTCH2NL تضخم إشارات Notch، ما يؤدي إلى زيادة تكاثر الخلايا الجذعية العصبية، وتأجيل النضج العصبي»

وركزت سلامة على اعتبار هذه الجينات جزء من عملية كبيرة تتحكم في تطور القشرة الدماغية، وليست المتصرف الوحيد في هذا الأمر، في حين وجد الباحثون 8 نسخ من هذه الجينات، يختلف كل منها في تسلسل الحمض النووي الخاص به، معتقدين أن مازال هناك الكثير بحاجة إلى اكتشافه.