الأذكياء أكثر حظا في الزواج والحب

مي محمد

وضع علماء النفس التطوري نظرية تشير إلى أن عقل الإنسان قد تطور جزئيا من خلال عملية تسمى بالانتقاء الجنسي، تفيد بأن الأذكياء لديهم قدرة واسعة على جذب شريك الحياة، والحفاظ على استقرارعلاقاتهم العاطفية.. فهل للذكاء البشري تأثير إيجابي على الحياة العاطفية؟ وهل الأشخاص الأكثر ذكاءً أكثر سعادة في الحب؟.. ذلك ما يحاول الباحثون الإجابة عليه.

يسوق العلماء نظريتهم بتقديم الدلائل على أن الرجال الأكثر ذكاءً هم من لديهم فرص أكبر للزواج، ومع ذلك فلا يعتبر هذا دليلا قويا، فوفقا للمتعارف عليه فإن الرجال الأكثر ذكاءً هم الأكثر دخلا فلعل ذلك هو السبب الحقيقى لسهولة زواجهم وليس ذكائهم. 

عمل عالم النفس «جاكو اسبارا» مع فريق من الباحثين من الولايات المتحدة وفنلندا على إجابة تلك التساؤلات، حيث استطاع استخدام الإحصاءات الوطنية التفصيلية في فنلندا، وربط البيانات المتاحة الخاصة بمستوى الذكاء لدى القوات المسلحة الفنلندية، وأخرى من المركز الوطني لسجل السكان ومصلحة الضرائب الفنلندي، وكانت النتيجة أن البيانات تضمنت معلومات خاصة بمستوى ذكاء الرجال مع الحالة الاجتماعية ودخل ما يقرب من 190 ألف شخص. 

أشار «اسبارا» إلى أن الرجال الأكثر ذكاءً لديهم فرصة أكبر للزواج، مؤكدا نتائج الدراسات السابقة، ولم تتعارض هذه النتيجة مع النتائج الحسابية التي راقبها عالم النفس، لمدى تأثر الحياة الزوجية بدخل الرجل، فلا يمكن إنكار أهمية وفرة المال لدى الرجل لنجاح زواجه.

جزأ «اسبارا» نتائج اختبارات مستوى الذكاء إلى ثلاث عناصر هي الذكاء اللفظي، والمنطقي، والرقمي، مشيرا إلى أن الذكاء اللفظي هو الأهم إذا ارتبط الأمر بالزواج، أما بخصوص العمليات الحسابية فقد ثبت أنها بلا تأثير بشأن الزواج، وهذا يعد منطقيا لأن المهارات اللفظية هي الأهم فى الروابط العاطفية.

وأوضح «اسبارا» أن الرجل الذي يتمتع بالدهاء هو من ينجح فى جذب الانتباه، ومن النتائج المحتملة لبحثه أن الطلاقة اللفظية للرجال تساعد في إقناع النساء بالدخول في علاقات عاطفية جديدة والتفوق على منافيسهم من الرجال.