الرضاعة الطبيعية.. هل تقلل من خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم؟

كتب: محمود رفعت

تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل طريقة لتغذية حديثي الولادة، لما لها من فوائد عديدة للأم والطفل، وبالإضافة إلى الفوائد المعروفة، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تلعب دورًا في تقليل خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال.

وبصدد هذه الشأن، يوضح موقع "الكونسلتو"، فوائد حليب الأم، وقيمته الغذائية والامراض التي يحمي الرضع من الإصابة بها وفقا لـ"thehealthsite".

حليب الأم هو مزيج معقد من العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الدهون، والكربوهيدرات، ويحتوي على مركبات نشطة بيولوجيًا، مثل السكريات قليلة التعدد (HMOs)، التي أظهرت أبحاث أنها قد تمتلك خصائص مضادة للسرطان، كما يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة وخلايا دم بيضاء تعزز الجهاز المناعي للطفل، مما يساعده على مقاومة الأمراض وتطوير بكتيريا معوية صحية.

اقرأ أيضًا: للمرضعات- أمراض تمنعك من الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية وسرطان الدم

تشير دراسة نشرت في مجلة "JAMA" التابعة للجمعية الطبية الأمريكية إلى أن الرضاعة الطبيعية، حتى لفترات قصيرة، قد تقلل من خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم بنسبة تصل إلى 19%.

وتوضح الدراسة أن الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 أشهر قد تقلل من المخاطر بشكل أكبر، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تثبت بشكل قاطع أن الرضاعة الطبيعية تمنع السرطان، إلا أنها أظهرت أن حليب الأم يعزز جهاز المناعة، مما قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الدم.

دراسة أخرى أجرتها كلية بايلور للطب في تكساس أفادت أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية حصرية لمدة تزيد عن 6 أشهر كان لديهم خطر أقل بنسبة 30% للإصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL).

قد يهمك: الرضاعة أثناء الحمل- هل تؤثر عل الجنين؟

دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز المناعة

أوضح الدكتور هارشيت شاه، أخصائي جراحة الأورام ، أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا مهمًا في بناء مناعة الطفل، ورغم عدم وجود دليل قاطع على أنها تمنع تمامًا الإصابة بسرطان الدم، فإن الأبحاث تشير بقوة إلى أن خصائص حليب الأم المعززة للمناعة قد تساهم في تقليل هذا الخطر".

عوامل الخطر للإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال

على الرغم من الفوائد التي تقدمها الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الدم، هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، مثل عمر الأم، التدخين أثناء الحمل، العوامل الوراثية، وتاريخ العائلة مع المرض. إلا أن الرضاعة الطبيعية تظل أحد العوامل المهمة في تعزيز صحة الطفل وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض.