لماذا يصاب الشباب بهشاشة العظام؟

كتبت- حسناء الشيمي

ترتبط هشاشة العظام بشكل كبير بأمراض الشيخوخة والتقدم في العمر، ولكن في هذه الفترة زادت نسبة الاصابة بها عند الشباب بشكل واضح، فما السر وراء ذلك، وهل يمكن الوقاية منها؟

أكد الدكتور محمد عراقي، أستاذ جراحة العظام والمفاصل والكسور بكلية الطب جامعة القاهرة، أن هشاشة العظام أصبحت منتشرة بين الشباب وبالتساوي بين الجنسين وذلك لعدة عوامل، أبرزها:

• إهمال ممارسة الرياضة وعدم الحركة، والجلوس لفترات طويلة ما يتسبب في انخفاض الكتلة العظمية.
• عدم التعرض للشمس وهو ما يؤدي إلى نقص فيتامين (د) اللازم لترسيب الكالسيوم والمعادن على العظام.
• إهمال التغذية السليمة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون والصوديوم والمواد الحافظة، وكلها تؤثر على امتصاص الكالسيوم.
• التدخين بكل أنواعه لأن مادة النيكوتين تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية المغذية للعظام ما يتسبب في ضعف الدورة الدموية وللعظام ما يؤدي إلى التأثير على امتصاص الكالسيوم والمعادن.
• تناول الكحوليات أيضا تتسبب في هشاشة العظام.

• تعاطي بعض الادوية كالمضادات الحيوية والمسكنات وكذلك الأقراص المهدئة والمنومة فتؤثر على امتصاص الكالسيوم والمعادن على العظام لأنها تحتل مكان الكالسيوم داخل نسيج العظم.
• الإصابة بالسكري لأنه من الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية وتتسبب في ضيقها وبالتالي تؤثر على الأوعية الدموية المغذية للعظام.
• تناول أدوية سيولة الدم التي تؤثر على الدورة الدموية العظمية وتؤدي إلى وجود تجمعات دموية داخل النسيج العظمي تمنع ترسيب الكالسيوم.
• تناول دواء الكورتيزون الذي يتسبب في هشاشة العظام ويؤدي إلى نقص الكتلة العظمية، ونقص البروتين اللازم لتكوين العظام.
• التلوث؛ فاستنشاق الهواء الملوث أو شرب الماء الملوث يؤثر على بناء العظام.

الأعراض

أوضح عراقي، أن النسيج العظمي يتكون من البروتين والكولاجين، مع المعادن كالكالسيوم، الفسفور، الزنك، المغنيسيوم، الحديد، النحاس، والبوتاسيوم، مع الماء. وهشاشة العظام تعني نقص الكتلة العظمية الناتجة عن نقص البروتين والمعادن في نفس الوقت، فتبدأ العظام في الترقق والضعف، ويعاني المصاب من:

• سهولة التعرض للكسر مع أقل حركة.
• آلام شديدة في العظام حتى أن المصاب يشعر وكأن "جسمه بيتكسر"، نتيجة وجود كسر مجهري داخل النسيج العظمي وبناء عليها كثافة العظام تقل.
• تشوه شكل العظام.
• قصر القامة بشكل ملحوظ نتيجة قلة طول العظام.

التشخيص

وبما أن أعراض هشاشة العظام واضحة، قال أستاذ العظام إن التشخيص يعتمد على:

• الفحص الإكلينيكي ومتابعة الأعراض.

• التعرف على التاريخ المرضي للمصاب للتعرف على سبب الهشاشة سواء عادات خاطئة، اتباع نظام غذائي غير صحي، الإصابة بالسكري، تناول بعض الأدوية.
• الخضوع لتحاليل دلالة الهشاشة وفيها يتم تحليل المعادن والبروتينات المكونة للنسيج العظمي.
• الخضوع لفحص ديكسا وهو جهاز قياس كثافة العظام والكتلة العظمية.
• الخضوع لتصوير بالأشعة اكس ولكن إذا أظهرت وجود الهشاشة فهذا يعني أن الحالة متقدمة بل وأن المريض فقد ثلث الكتلة العظمية

اقرأ أيضا: أسباب متعددة لالتهاب العظام البكتيري.. هكذا يُعالج

العلاج

أكد عراقي، أن هشاشة العظام في الغالب لا يكون لها علاج نهائي، ولكن يمكن تحسين الحالة وحمايتها من التدهور من خلال تناول أدوية ومكملات غذائية كالكالسيوم، الفسفسور، البوتاسيوم، الماغنيسيوم، فضلا عن ممارسة النشاط البدني والحركة، التي تعمل على زيادة تدفق الدورة الدموية للنسيج العظمي وبالتالي تساعد في بناء نسيج العظم.

وأوضح أن التحميل على العظام في حد ذاته يساعد على إحداث شحنة كهربائية تساعد على ترسيب الكالسيوم والمعادن على العظام.

الوقاية

قال أستاذ جراحة العظام، إنه يمكن الوقاية من هشاشة العظام عن طريق:

• المشي والحركة والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية.
• تجنب الجلوس لفترات طويلة على مدار اليوم.
• التعرض للشمس بشكل كافي وذلك لمدة ساعة يوميا خاصة من وقت الشروق حتى الساعة التاسعة صباحا، أو من الساعة الرابعة عصرا وحتى وقت الغروب على أن يكون التعرض بشكل مباشر أي ليس من خلال الملابس أو الزجاج، وعلى مساحات كبيرة من الجلد.
• الحرص على التغذية السليمة التي تحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن خاصة الكالسيوم، الفسفور، الزنك، المغنيسيوم، الحديد، النحاس، والبوتاسيوم، وذلك كتناول اللبن، المنتجات البحرية، الفواكه كالتفاح، الكمثرى، الخوخ، الخضروات الورقية كالجرجير، الخس، الكرات، الفجل، وأيضا الكمون.
• الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
• الامتناع عن التدخين تماما سواء سلبي أو إيجابي.
• عدم تناول أدوية دون استشارة الطبيب.
• الحرص على ضبط مستوى السكر في الدم عند مرضى السكري.

اقرأ أيضا: الانزلاق الغضروفي 5 درجات.. هل تحتاج كلها للجراحة؟