طبيب يحذر من مخاطر تناول الفسيخ

كتب- محمود رفعت

تحدث الدكتور بهي الدين مرسي، الطبيب والمفكر، عن خطورة التسمم بسبب تناول الفسيخ المسمم، مشيرًا إلى أن هناك عدة مفاهيم خاطئة حول كيفية التمييز بين الفسيخ المسمم والسليم.

وقال مرسي: "لا توجد رائحة تميز الفسيخ المسمم عن السليم، ولا يمكن التفريق بينهما من خلال الطعم أو اللون أو قوام السمكة سواء كانت متماسكة أو مهترئة".

اقرأ أيضًا: علامات تدل على فساد الفسيخ- احذر

وأوضح مرسي أن السعر أو شهرة البائع أو العلامة التجارية لا علاقة لها بوجود السموم في الفسيخ، مؤكدًا أن التسمم الناتج عن الفسيخ لا يعتمد على نظافة المكان أو وعاء التمليح، مردفًا: "الميكروب المسبب للتسمم، وهو كلوستريديوم بوتيولينوم، ليس مرهونًا بجودة الصناعة أو النظافة، بل هو ميكروب طبيعي كامِن في البيئة وظروف معينة هي التي تتيح له النمو".

وأشار مرسي إلى أن الفسيخ يحتوي على ميكروب لا هوائي يتحول بشكل عشوائي أثناء عملية تمليح السمك إلى شكل نشط، حيث ينشط الميكروب ويبدأ في إفراز السموم بمجرد أن يجد الظروف المناسبة مثل الرطوبة ونقص الأوكسجين، مؤكدًا: "السم لا يمكن غسله أو معادلته بأي مواد مثل الخل أو الليمون، وإذا تم تناول السم، فالموت يكون حتميًا".

ولفت مرسي إلى أن الميكروب لا يتأثر بتركيز الملح في السمك، كما أنه يمكن أن يتواجد في أي جزء من السمكة، حيث أن كمية السم المميتة قد تكون ضئيلة، معقبًا: "من الممكن أن يتسبب بضع جرامات من الفسيخ في التسمم، والصدفة هي التي تحدد الكمية المسممة في السمكة، حيث يعتمد ذلك على مدى انتشار السم في اللحم نتيجة الرطوبة".

قد يهمك: كيف تفرق بين الفسيخ السليم والفاسد؟

وشرح مرسي كيفية تأثير السم على الجسم، حيث يستهدف السم الجهاز العصبي ويؤثر على عضلات التنفس، ما يجعل العلاج صعبًا، مردفًا: "عندما يتفاعل السم مع الجهاز العصبي، لا يوجد ضمان للشفاء، والتعامل مع هذه الحالات يتطلب إجراءات طبية معقدة مثل وضع الضحية في خيمة أكسجين تحت ضغط مرتفع، وهو أمر غير متاح في معظم الأماكن، وحالات الشفاء ضئيلة جدًا".

وأكد مرسي أنه لم يتمكن من العثور على حالة واحدة تم علاجها من تسمم البوتيوليزم في مصر، وأن هذه الحوادث غالبًا ما تُعتبر ضربًا من الخيال، مضيفًا: "الرنجة، على عكس الفسيخ، أكثر أمانًا لأنه يمكن تمييز التالف منها من خلال رائحته أو لونه".