احذر ديسك الرقبة.. يسبب مضاعفات خطيرة
كتبت- أسماء أبو بكر
يعاني البعض من الشعور بآلام في الرقبة ترجع لأسباب عديدة، من بينها ما يسمى بـ«ديسك الرقبة» أو الانزلاق الغضروفي العنقي، الذي تصل مضاعفاته إلى صعوبة تحريك أحد الأطراف.. فما أسباب الانزلاق الغضروفي العنقي وما الإجراءات العلاجية التي يتم اتخاذها؟
عادات خاطئة وأسباب أخرى
ديسك الرقبة ليس له أسباب واضحة في الغالب، لكن هناك بعض العوامل التي تساعد على الإصابة به، وفقًا لما يقوله الدكتور أشرف النحال، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة القاهرة، مثل ضعف عضلات الرقبة، الأوضاع الخاطئة للرقبة، إجهادها بدرجة كبيرة نتيجة لممارسة رياضة معينة كرفع الأثقال مثلًا، مشيرًا إلى أنه غالبًا ما يحدث في منتصف العشرينيات فما فوق.
يضيف الدكتور مراد عاصم، استشاري العلاج الطبيعي، عددًا من الأسباب الأخرى، منها:
- انحناء الرقبة لفترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو الموبايل.
- حدوث ضغط على فقرات الرقبة بسبب المطبات الطبيعية أو الصناعية أثناء قيادة السيارة.
- حمل أشياء ثقيلة على الرأس.
- سوء التغذية الذي يسبب ضعف في العضلات، يساهم بشكل غير مباشر في حدوث انزلاق غضروفي عنقي.
- التعرض لإصابة مباشرة في الرقبة في حادث.
أعراض أولية ومضاعفات
الانزلاق الغضروفي العنقي أو ديسك الرقبة تختلف أعراضه حسب شدته، وفقًا لـ«النحال» الذي أوضح أن المريض في البداية يشعر بآلام في الرقبة وشد عضلي وصعوبة في تحريكها، وإذا أهمل العلاج يحدث ضغط على العصب وتزداد حدة هذه الآلام، وتصل إلى أطراف الأصابع مع شعور بالتنميل فيها، في المراحل المتقدمة التي يصاحبها ضغط على النخاع الشوكي يصل التأثير إلى الأطراف.
توضح الدكتورة ناهد طه، استشاري العلاج الطبيعي، أن الديسك عبارة عن سائل جيلاتيني مغلف بغشاء رقيق جدًا يقع ما بين الفقرات العظمية، في حالة تمزق جزء صغير من الغشاء فإنه يخرج جزء صغير جدًا من الغضروف، لكن في هذه الحالة يكون انزلاق غضروفي جزئي أو بسيط جدًا لا يشكو المريض من أي أعراض.
تضيف استشاري العلاج الطبيعي، أما إذا خرج جزء كبير من الغضروف ففي هذه الحالة يحدث التهاب ويشعر المريض بألم في الرقبة، وتزداد حدة هذه الآلام إذا حدث انزلاقًا كليًا، أي خروج السائل بالكامل، غالبًا يحدث ذلك نتيجة حادث أو بسبب تكرار حدوث الانزلاق الغضروفي أكثر من مرة وإهمال المريض العلاج، في هذه الحالة يحدث ضغط على الأعصاب، بالتالي تظهر أعراض أكثر حدة تتمثل في:
- آلام شديدة في الرقبة.
-آلام شديدة في الذراعين، وتنميل وثقل فيهما.
- آلام في الكتفين.
- تنميل وثقل في القدمين، إذا حدث ضغط على الحبل الشوكي.
من المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تحدث في بعض الحالات، وفقًا لـ«طه»، حدوث تقلص في عضلات الرقبة، وفي هذه الحالة يعاني المريض من آلام مبرحة في الكتفين، الصداع يبدأ غالبًا من خلف الرأس، الشعور بالدوخة، بسبب شدة تقلص العضلات والضغط على الشريان الواصل للمخ، ما يقلل من الدم المحمل بالأكسجين الواصل له وبالتالي يسبب دوخة.
يشير «عاصم» إلى أن الانزلاق الغضروفي العنقي يمر بـ3 مراحل، إذا وصل المريض للمرحلة الأخيرة يحدث قطع كامل للغشاء أو الكيس الذي يحوي السائل الزلالي، أو ما يسمى بـ«فتق الكيس»، يتطلب الأمر في هذه الحالة تدخل جراحي وليس علاج طبيعي.
وسائل علاجية
بعد تشخيص الانزلاق الغضروفي العنقي بالفحص الإكلينكي والأشعة العادية، وأشعة الرنين المغناطيسي يبدأ الطبيب في العلاج الذي يختلف من حالة لأخرى، يؤكد «النحال» أن التدخل المبكر يساعد في تجنب المضاعفات، ففي المرحلة الأولى يحتاج المريض إلى العلاج التحفظي، كالأدوية الباسطة للعضلات، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي، أما في الحالات المتقدمة يجب التدخل الجراحي.
أما عن دور العلاج الطبيعي، توضح «طه» أنه يبدأ بعد العلاج التحفظي (الدوائي) بأسبوع، هو يساعد في معالجة العضلات والأعصاب والالتهاب عن طريق الليزر والموجات فوق الصوتية، الأشعة تحت الحمراء، فضلًا عن العلاج اليدوي والتمرينات العلاجية.
ربما يحتاج المريض إلى 6 جلسات فقط، أو 12 جلسة، وفي الحالات الشديدة التي أهملت العلاج لفترة طويلة تصل إلى 24 جلسة، يكون ذلك بواقع 3 جلسات في الأسبوع.
تحذر «طه» من الاكتفاء بالعلاج الدوائي وتجاهل عمل جلسات العلاج الطبيعي، مؤكدة أن الأدوية فقط دون العلاج الطبيعي ربما تساعد على تحسن الحالة لكن يكون ذلك لفترة مؤقتة، لأن العلاج الطبيعي ضروري لتقوية عضلات الرقبة والذراعين ومن ثم تجنب ظهور الأعراض مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: