هل يحتاج تليف الكلى للغسيل الكلوي دائما؟
كتبت- حسناء الشيمي
«الكلى» من أهم أعضاء الجسم.. تعمل على التخلص من السموم عن طريق البول وتحافظ على ضغط الدم، فضلًا عن دورها في الحفاظ على المعادن المهمة بالجسم، ومعادلة حموضة الدم، بالإضافة إلى دورها في تصنيع الهيموجلوبين، وبالتالي أي خلل يحدث فيها يؤثر على وظائفها، خاصة التليف.
يقول الدكتور أيمن صلاح، أستاذ جراحة الكلى والمسالك بكلية الطب جامعة القاهرة، إن تليف الكلى يعني أن الأنسجة لم تصبح قادرة على القيام بوظيفتها، فيحدث لها قصورًا وبناء عليه تتحول تلك الأنسجة إلى مجموعة من الألياف غير النافعة وقد تصل الحالة لفشل كلوي.
يوضح «صلاح» أن التليف لا يؤدي في كل الحالات إلى فشل كلوي، وفقط يحدث ذلك في حالات التليف الكلي، وينقسم إلى درجات ويتم ملاحظته من خلال الحالة العامة لوظائف الكلى، فلو الطبيعي أن وظائف الكلى 100% فمع التليف تقل وتصل لـ80%، وهنا يكون بسيطًا ولا يسبب مشاكل ويمكن للكلى أن تؤدي وظيفتها جيدًا أما إذا وصلت الوظائف إلى 20% فهنا نكون على أعتاب فشل كلوي.
الأسباب
تتعدد أسباب الإصابة بتليف الكلى فيحدث نتيجة الإهمال في علاج بعض الأمراض، منها:
- السكري والضغط المرتفع
سواء كان السكري أو الضغط مرتفعين لفترات طويلة ولا يتم السيطرة عليهما مع إهمال علاجهما، فهنا يتم التأثير على وظائف الكلى لاندفاع الدم بضغط شديد، ما يؤثر على الأنسجة مسببًا جروح صغيرة، وبالتالي تقوم الكلية بحماية نفسها فتقوم بعمل انقباض في الأوعية الدموية، ويحدث لها قصورًا وتصغر لتقلل ضغط الدم الواصل، ومع بقاء ذلك الضغط يزيد القصور فتضيق الشرايين الواصلة، ما يسبب تليف أنسجة الكلى فيحدث تليف في الكلى.
- حصوات في مجرى البول
تتسبب تلك الحصوات في عدم تفريغ البول ما يؤثر على الكلى ويعيقها عن القيام بوظائفها فيحدث قصور في الكلى ثم تليف.
- أسباب أخرى
يضيف أستاذ جراحة الكلى أن التهاب الكلى المزمن عند الأطفال وإهمال علاجه أيضًا يؤثر على الأنسجة ما يؤدي بها إلى التليف، كما أن العمليات الجراحية المتكررة التي يتم إجرائها في الكلى تؤثر أيضًا على الأنسجة وتؤدس للقصور والتليف.
وهناك أسباب عامة، كارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الجسم، الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين وبالتالي يؤثر على الكلى، وكذلك الأورام التي تؤثر على الدم وأعضاء الجسم المختلفة ومنها الكلى.
الأعراض
- قيء.
- غثيان.
- إرهاق دائم.
- ضعف عام في الجسم.
- ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم.
- صعوبة التنفس.
- انقطاع أو ضعف نزول البول، وهو العرض الأساسي.
التشخيص
يتم التشخيص من خلال إجراء تحاليل لوظائف الكلى، ومن خلالها يُبلحظ وجود ارتفاع في إنزيمات الكلى الموجودة في الدم، كاليوريا والكرياتينين.. بالإضافة إلى عمل فحص الكلى بالآشعة، سواء عن طريق الموجات الصوتية «سونار» أو الرنين وتصوير الكلية، وهنا يظهر صغر حجمها مع تغير شكل الأنسجة ولون الكلية المصابة.
العلاج
يؤكد «صلاح» أن خلايا الكلى إذا حدث لها تليفًا لا تعود لطبيعتها على الإطلاق، وبالتالي ما تليف مات، وهنا يتم الاعتماد على الخلايا السليمة لمنع تعرضها للتليف، وذلك من خلال السيطرة على الأسباب المؤدية للتليف وعلاجها، كالسيطرة على ضغط الدم المرتفع أو السكري أو علاج الحصوات.. وهكذا، مع علاج الأعراض كالعلاج الغثيان والقيء وإعطاء المريض مدرات للبول.
وفي حال كان التليف كليًا فهنا يتم اللجوء للغسيل الكلوي أو زراعة كلى، ويُحذر من إهماله لتجنب غيبوبة الكلى.
فيديو قد يعجبك: