الالتهاب النفروزي قد يؤدي للفشل الكلوي.. ما أسبابه؟
كتبت- أسماء أبو بكر
من الممكن إصابة الكلى بما يسمى الالتهاب النفروزي، الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات تصل إلى الفشل الكلوي.. فما أسبابه وكيف يُعالج؟
أسباب متعددة
التهاب الكلى النفروزي له أسباب متعددة، ووفقًا للدكتور مجدي الشرقاوي، أستاذ أمراض الباطنة والكلى بكلية الطب جامعة عين شمس، فإنه يرتبط في بعض الحالات بأسباب أولية، ليس لها سبب واضح لكن، يرجعها البعض إلى وجود خلل في جهاز المناعة الذي يهاجم أنسجة الكلى ويرسب أجسام مناعية فيها ما يؤدي لالتهابها، والأسباب المناعية قد تكون ناتجة عن التهاب فيروسي أو أدوية أو تلوث.
أضاف الشرقاوي، أن هناك أسباب ثانوية يكون فيها الالتهاب النفروزي ناتجًا عن أمراض أخرى أشهرها السكر والذئبة الحمراء ثم الالتهاب الكبدي C، وبعض الأورام خاصة أمراض الدم والأورام الليمفاوية.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد الفارسي، مدرس واستشاري طب الأطفال بجامعة عين شمس واستشاري أمراض كلى الأطفال، أن التهاب الكلى النفروزي الذي يصيب الأطفال يكون ناتجا عن خلل مناعي في حوالي 70% من الحالات، وفي 20 إلى 30% منها يكون نتيجة أسباب وراثية.
أعراض ومضاعفات
أعراض الالتهاب النفروزي في الكلى تتمثل في: وجود زلال أو دم في البول أو كرات دم بيضاء، حدوث انتفاخ وتورم في بعض أجزاء الجسم وارتفاع ضغط الدم أو انتفاخ وتورم فقط يبدأ غالبا في الجفون ثم يظهر في الساقين والقدمين وفي الحالات الشديدة يحدث استسقاء في البطن وماء على الرئة والقلب.
تابع أستاذ أمراض الباطنة والكلى أن بعض أنواع الالتهاب النفروزي تصل إلى الفشل الكلوي بنسبة 40 إلى 60%، وأنواع أخرى بسيطة تصل نسبة حدوث الفشل الكلوي إلى 5% فقط، مشيرًا إلى أن التهاب الكلى النفروزي يعتبر ثالث أهم سبب في العالم للفشل الكلوي بعد السكر والضغط.
ووفقًا للفارسي، فإن الطفل المصاب بالتهاب الكلى النفروزي يعاني من انتفاخ أو تورم في العين ثم ينتقل التورم لأماكن أخرى كالقدمين والبطن، ويكون التورم في أشد درجاته بعد الاستيقاظ من النوم، ثم يختفي بالتدريج على مدار اليوم، بالإضافة إلى قلة كمية البول وظهور دم مع البول، وفي بعض الحالات يمكن أن يعاني الطفل من صداع أو ألم في الرأس.
عن المضاعفات المحتمل تعرض الطفل لها، أوضح استشاري طب الأطفال، أن الطفل قد يعاني من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى نزيف في المخ أو تجلطات متكررة في أماكن مختلفة كالقلب والمخ، فضلا عن الآثار الجانبية للأدوية التي تعالج الالتهاب كالكورتيزون الذي يزيد الوزن ويؤثر على المناعة ويؤدي لتشقق الجلد.
التشخيص
الفحص الإكلينيكي وملاحظة الأعراض الظاهرة على المريض، على رأسها وجود زلال في البول، يساعد في تشخيص التهاب الكلى النفروزي، هذا ما ذكره الشرقاوي، الذي أوضح أن المريض يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات كالكوليسترول ووظائف الكلى.
أضاف الشرقاوي أن بعض الحالات تستدعي أخذ عينة من الكلى (خذعة)، حيث يتم إدخال إبرة لأخذ جزء صغير من الكلى لا يتجاوز 1سم، لفحصها تحت الميكروسكوب لمعرفة سبب ومدى خطورة الالتهاب النفروزي.
أكد الفارسي على ضرورة عمل تحليل بول ووظائف الكلى للطفل لتشخيص الحالة، مضيفا أن هناك فحوصات أخرى تساعد على تحديد ما إذا كان الالتهاب مناعيا أم وراثيا، كالكوليسترول والدهون الثلاثية وسرعة الترسيب.
هل يمكن علاجه؟
بعض أنواع الالتهاب النفروزي تشفى بنسبة تتراوح من 95 إلى 99%، غالبًا التي تصيب الأطفال، وفقًا للشرقاوي، الذي أضاف أن بعض الأنواع الأخرى نسبة الشفاء منها لا تتجاوز 20 إلى 40%، ويتوقف ذلك على السبب، فإذا كان الالتهاب متقدما في الكلى أو حدث تليف في الأنسجة تقل احتمالية الشفاء وقد يؤدي على المدى البعيد إلى الفشل الكلوي.
أشار الشرقاوي، إلى أن معظم حالات التهاب الكلى النفروزي، ما عدا المصاحبة للسكر، يعتمد علاجها على الكورتيزون والأدوية المناعية، وإذا كان الالتهاب ناتجا عن فيرس سي فغالبًا ما يشفى بعلاج الفيرس.
فيديو قد يعجبك: