اختلافات الثدي في هذه المراحل لا تعد سرطانا

كتبت- رغدة مرزوق

تحدث تغيرات عدة لثدي المرأة خلال المراحل المختلفة التي تمر بها في حياتها، وتكون معظمها بسبب تغير الهرمونات داخل الجسم لتدرج مراحل العمر الطبيعية، فعلى سبيل المثال قد تشعر المرأة بكتل كثيرة في ثدييها خلال فترة الدورة الشهرية، أو بفقدان بعض أنسجة ودهون الثدي خلال مرحلة الانقطاع ويصبح الثدي أصغر ومليء بالكتل.

ولا تعد تلك التغيرات علامة للإصابة بسرطان أو وجود أورام، ولكنها تغيرات طبيعية يمر الثدي بها ويُطلق عليها «التغيرات الحميدة» وتشمل عدة مراحل:

قبل أو أثناء الدورة الشهرية

قد تشعر المرأة قبل أو أثناء كل فترة حيض بتورم وتضخم وألم شديد في الثدي، وأنه أكثر حساسية ووجود أكثر من كتلة، بسبب كثرة السوائل الموجودة بالثدي خلال تلك الفترة وغالبًا ما تتلاشى تلك التغيرات مع انتهاء فترة الدورة الشهرية، ولا يمكن تشخيص أي مرض يخص هذا الجانب نتيجة تغيرات الهرمونات الطبيعية بتلك الفترة.

الحمل والرضاعة

يمتلئ الثدي خلال فترة الحمل بالكتل بسبب زيادة عدد وحجم الغدد التي تنتج اللبن، أما عن فترة الرضاعة الطبيعية فقد تُصاب المرأة بحالة يُطلق عليها «Mastitis» وهو التهاب الثدي نتيجة انسداد القناه المنتجة للحليب، ما يؤدي إلى احمرار وتكتل الثدي وارتفاع حرارته، ويتم معالجته في معظم الأوقات عن طريق تناول المضادات الحيوية، وأحيانًا قد تحتاج القناة إلى التجفف وتصريف اللبن المتكتل منها، وفي حالة عدم تلاشي الاحمرار والالتهاب يُنصح بالتوجه للطبيب.

ما قبل انقطاع الدورة الشهرية

عند الاقتراب من مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، تقل نسبتها تدريجيًا وتبدأ مستويات الهرمونات في التغير، ما يجعل الثدي أكثر حساسية حتى في حالة عدم نزول الدورة الشهرية، وقد يحتوي الثدي على كتل أكثر من التي كانت توجد بالمراحل السابقة.

ويكون الثدي بفعل العلاج بالهرمونات بعد انقطاع الدورة الشهرية، أو تناول حبوب منع الحمل أو الحقن، أكثر ثقلًا ويصعب على أشعة المامحوجرام من تفسير ماذا يحدث داخل الثدي، وفي هذه الحالة يجب على المريضة إعلام طبيبها أنها تتناول علاجات هرمونية.

انقطاع الدورة الشهرية

بعد انقطاع الدورة الشهرية ينخفض مستوى الهرمونات وتصبح خلايا الثدي أقل ثقلًا وأكثر دهنية، وتبدأ الأعراض التي كانت تعاني منها المرأة في المراحل السابقة بالانخفاض، مثل وجود الكتل وإفرازات حلمة الثدي والشعور بالألم، وفي هذه الحالة تصبح أنسجة الثدي أقل ثقلًا ويسهل فحص الماموجرام. 

وتعاني النساء اللواتي لم يمروا بمرحلة انقطاع الدورة الشهرية من وجود أنسجة أكثر ثقلًا، وتحتوي تلك الأنسجة الثقيلة على أنسجة بها غدد وترابط أكثر وأنسجة أقل دهونًا، وذلك يجعل الفحوصات أكثر صعوبة لأن الأنسجة الثقيلة تظهر في هيئة بيضاء صلبة في صور الماموجرام.

كيف يمكن تجنب تلك التغيرات؟

ليس هناك طريقة لمنع الثدي من المرور والتأثر بتلك التغيرات نهائيًا؛ لأنها تحدث بصورة طبيعية مع التقدم في العمر، وبالرغم من ذلك، فالحفاظ على الجسد بكل السبل كالاقتلاع عن التدخين أو تقليله، والحصول على النوم الكافي والمنتظم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعدوا من الأمور المهمة للحصول على جلد وأنسجة أفضل وأكثر صحة، والمساعدة على تحسين عملية التقدم في العمر.