باقي 8 أيام لإنقاذها- الطفلة "رقية" مصابة بمرض نادر وعلاجه بـ 40 مليونًا
كتبت - هدى عبد الناصر:
تسبب انتشار هاشتاج "انقذوا رقية" على مواقع التواصل الاجتماعي في إحداث حالة من التعاطف الشديد مع الطفلة التي تعاني من مرض ضمور العضلات الشوكي، وتحتاج إلى حقنة "زولجانزما" التي تبلغ تكلفتها 40 مليون جنيه لإنقاذ حياتها.
وتصدرت قصة الطفلة رقية مواقع التواصل بعد مقطع فيديو نشرته والدتها، ناشدت خلاله المواطنين ووزارة التضامن الاجتماعي للتبرع بالبنوك لعلاج ابنتها، حيث لم يعد يتبقى إلا 8 أيام فقط لجمع تكلفة الحقنة وإنقاذ حياتها.
يوضح "الكونسلتو" في السطور التالية، كل ما تريد معرفته عن مرض ضمور العضلات الشوكي لدى الأطفال، وفقًا لما ذكره موقعا "Kidshealth"، و"Wembd".
ما هو مرض ضمور العضلات الشوكي؟
الضمور العضلي النخاعي هو حالة وراثية تسبب ضعف العضلات وضمورها، مما يؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على الزحف والمشي والجلوس والتحكم في حركات الرأس.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة من المرض إلى تلف العضلات المستخدمة في التنفس والبلع.
أنواع مرض ضمور العضلات الشوكي
هناك أربعة أنواع مختلفة من مرض ضمور العضلات الشوكي، يظهر بعضها في وقت مبكر وتكون أكثر حدة من غيرها، ولكن تحتاج جميعها إلى تلقي العلاج اللازم بشكل مستمر من قبل فريق الرعاية الطبية المختص.
ولا يوجد علاج نهائي لمرض ضمور العضلات الشوكي، لكن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد الأطفال المصابين على عيش حياة أفضل من خلال السيطرة على المرض.
وتشمل أنواع مرض ضمور العضلات الشوكي ما يلي:
النوع الأول: يبدأ في التأثير على الأطفال منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر، وتظهر على معظم الأطفال علامات المرض عند عمر 3 أشهر، وهذا هو أشد أشكال ضمور العضلات الشوكي.
النوع الثاني: يبدأ في التأثير على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 18 شهرًا، ويمكن للأطفال الجلوس بشكل مستقل، لكن لا يمكنهم المشي، ويمكن أن يكون هذا الشكل معتدلًا إلى أكثر شدة.
النوع الثالث: يُطلق عليه أيضًا متلازمة كوجلبيرج-ويلاندر، ويبدأ في التأثير على الأطفال في وقت مبكر من عمر 18 شهرًا أو في وقت متأخر من المراهقة، يمكن للأطفال المشي بشكل مستقل، ولكن لديهم ضعف في أذرعهم وأرجلهم وقد يسقطون كثيرًا، وهذا هو أخف شكل من أشكال ضمور العضلات الشوكي عند الأطفال.
النوع الرابع: الذي يصيب البالغين، وتبدأ الأعراض عادة بعد سن 35 وتسوء ببطء بمرور الوقت، ونظرًا لأنه يتطور ببطء، فإن العديد من الأشخاص المصابين بذلك النوع لا يعرفون أنهم مصابون به إلا بعد سنوات من بدء الأعراض.
ماذا يحدث عند إصابة الطفل بضمور العضلات الشوكي؟
عند إصابة الطفل بضمور العضلات النخاعي، تتفكك الأعصاب التي تتحكم في قوة العضلات وحركتها "الخلايا العصبية الحركية"، والتي تتواجد في النخاع الشوكي والجزء السفلي من الدماغ، وهندها تفقد القدرة على إرسال إشارات من الدماغ إلى العضلات لجعلها تتحرك، ما يؤدي إلى صغر حجمها أو ضمورها.
أسباب الإصابة بضمور العضلات الشوكي
تحدث معظم أنواع ضمور العضلات الشوكي بسبب مشكلة في جين يسمى "SMN1"،حيث لا ينتج ما يكفي من البروتين اللازم للخلايا العصبية الحركية لتعمل بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى تفكك الخلايا العصبية الحركية ولا يمكنها إرسال إشارات إلى العضلات.
ومن الطبيعي أن يحصل الطفل المصاب بالمرض على نسخة واحدة من جين "SMN1" من كل والد، ومن المحتمل ألا يظهر الطفل الذي يحصل على جين SMN1 من أحد الوالدين فقط أي علامات على ضمور العضلات الشوكي، ولكن يمكن أن ينقل الجين إلى أطفاله.
ويمكن أن يساعد الاختبار الجيني للأشخاص الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي وأولياء أمورهم في تحديد مدى احتمالية إنجاب شخص ما لطفل مصاب بضمور العضلات الشوكي.
أعراض الإصابة بضمور العضلات الشوكي
يمكن أن تختلف علامات ضمور العضلات الشوكي بين الأطفال المصابين، والتي غالبًا ما تظهر قبل سن 18 شهرًا، وقد تشمل:
مرونة العضلات.
فقدان القدرة على الجلوس.
ضعف العضلات.
المشي على أصابع القدمين.
صعوبة التنفس.
التقلصات العضلية.
مشكلات تناول الطعام، مثل الاختناق أو صعوبة البلع.
مواجهة صعوبة في النهوض أو صعود السلالم أو الجري.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض ضمور العضلات الشوكي؟
عندما يشتبه في إصابة الطفل بضمور العضلات الشوكي، قد يطلب الأطباء ما يلي:
الاختبار الجيني: هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لاختبار المرض، حيث يتحقق الاختبار من الحذف أو الاختلاف في جين SMN1.
خزعة العضلات: أخذ عينة صغيرة من العضلات لفحصها تحت المجهر.
كيف يتم علاج مرض ضمور العضلات الشوكي؟
على الرغم من عدم وجود علاج للمرض، إلا أن هناك حقنة يمكن أن تساعد الأطفال المصابين، وهى حقنة الـ "زولجانزما"، والتي تعتبر أول علاج جيني لمرض ضمور العضلات الشوكي، بعد حصولها على موافقة"FDA" عام 2019، والتي تعطى للأطفال الأقل من عامين، نظرًا لأنها معدة خصيصًا لعلاج ضمور العضلات الناجم عن تغيرات جين SMN1.
وتحتوي الحقنة على مادة "Onasemnogene Abeparvovec"، وهي التي تمتاز بفعاليتها في استبدال جين "SMN1" المتضرر بجين آخر سليم، وهو الجين المسؤول عن إحداث الإصابة.
ويحصل الطفل المصاب على جرعة واحدة فقط خلال فترة زمنية معينة عبر الوريد، بواسطة الطبيب المختص.
ولكن، هناك مجموعة من الاختبارات الواجب إجرائها قبل إعطاء الحقنة للطفل، للتأكد من مستوى نوع معين من الأجسام المضادة، وعليه يحدد الطبيب ما إذا كانت الحقنة ستأتي بثمارها أو يجب تلقي علاج آخر، أما بالنسبة للاختبارات الأخرى التي يجب إجرائها قبل تلقي الحقنة وبعدها بصفة دورية، فتشمل:
اختبارات وظائف الكبد.
اختبار الصفائح الدموية.
اختبار تروبونين 1 الذي يساعد عضلات القلب على الانقباض.
وتبلغ تكلفة حقنة Zolgensma حوالي (1.79 مليون جنيه إسترليني) أي ما يعادل 40 مليون جنيه.
فيديو قد يعجبك: