عزل اختياري.. أسرة "جمعة" تمكث في المنزل 15 يومًا بعد الحجر الصحي
كتب - أحمد كُريّم:
"القلق اختفى والحذر تلاشي، فور وصولي إلى منزلي، حيث بدأ أبويا وأمي يقبلوني ولا كأن فيه حاجة " كلمات تصف مشاعر محمد جمعة موسى، المدرس المساعد بهيئة الطاقة الذرية بجامعة كوزنجو الزراعية بووهان، لحظة استقبال عائلته له، فور وصوله إلى بيته، بمحافظة سوهاج.
مشاعر الفرحة التي عاشها الباحث وزوجته عند رؤية أهله بعد غياب استمر عامين، لم تمنعه من توخي الحذر، حيث قرر جمعة وزوجته العائدة معه من الصين المكوث في المنزل برفقة طفلهما 15 يومًا، كعزل اختياري، خوفًا على أهله من انتقال فيروس كورونا إليهم: "مش فارقة معانا نفسنا، بس خوفي على أهلي خلاني أطلب منهم ميزورنيش تاني، وفضلت قاعد في البيت لمدة أسبوعين، كإجراء احترازي عشان معاديش حد".
رغم ما يعانيه الباحث من "شقاوة" طفله، وعدم قدرته على السيطرة عليه ومنعه من المنزل، إلا أن قرار العزل كان أقوى من ذلك: "عمر مثل الأسد، يصعب السيطرة عليه، لدرجة إننا شيلنا المفاتيح منه فوق الدولاب حتى لا يخرج، ونتغلب على شقاوته بمحاولة إشغاله ببعض الألعاب".
كان قرار العزل الذي اتخذه جمعة بمحمل إرادته، هو الثالث من نوعه، حيث كان الأول من قبل الحكومة الصينية التي ألزمته هو وأسرته بعدم الخروج من المنزل في ووهان لمدة 3 أسابيع، إلى أن جاء قرار إجلائه من الصين.
أما العزل الثاني أقرته الحكومة المصرية على جميع العائدين من ووهان، حيث أمرت بمكوثهم لمدة 14 يومًا في منطقة الحجر الصحي، مرسى مطروح.
اقرأ أيضًا: بعد عودتها من الحجر الصحي.. ممرضة: أختي خافت مني ورفضت تأكل من إيدي
يعجز جمعة عن وصف شعوره فور وصوله إلى أدراجه: "مش قادر أوصف شعوري، جو نفسي مختلف تمامًا، وإبنى عمر مكنش مش مصدق إنه في شقته، وكل دقيقتين يقعد في أوضة شكل".
حاول الباحث أن يستثمر فترة العزل في تنمية مهاراة نجله الفكرية والعقلية، فجلب له مجموعة من الألعاب، أبرزها متوسيكلات ودراجات يقوم بفكها وربطها بنفسه، أما هو فكان يقضي يومه في قراءة الأبحاث، ويراسل مشرفه في ووهان، لاستكمال دراسته إلكترونيًا، على أمل التخرج في يوليو 2021.
يتذكر جمعة حاله في ووهان: "الدنيا كان تسير بشكل جيد في حتى التاسع عشر من ديسمبر الماضي، إلى بدأ التحذير من فيروس كورونا، حيث أغلق سوق المأكولات البحرية في ووهان، كما أعلنت الحكومة الصينة الحجر الصحي على المدينة في الرابع والعشرين من ديسمير، بعد ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بالفيروس".
تحذيرات الحكومة الصينية، دفعت الباحت إلى اتاخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية، لحماية أسرته من الإصابة بهذا الفيروس الغامض: " وفرنا كل وسائل التعقيم،من كمامات وقفازات ومواد مطهرة، بالإضافة إلى رش ممرات المبنى الذين نقيم فيه في ووهان، إلى أن عدنا إلى القاهرة، ووجدنا إجراءات أكثر وقاية في العزل الصحي".
فيديو قد يعجبك: