مدير مركز السموم بقصر العيني: مخاطر التسمم المعدني متعددة
- نتقدم في مجال علاج السموم وهذه أبرز أخطاء التعامل معها
- ربط مكان لدغات الثعابين خطأ كارثي.. ويجب التوجه فورًا لأقرب مركز لعلاج السموم.
- الفودو والأستروكس موادي تضرب الجهاز العصبي.
حوار– مصطفى عريشة
تصوير– أحمد النجار
تعتبر مصر من أفضل الوجهات التي تعالج التسمم لوجود مراكز متخصصة في ذلك بالإضافة إلى تميز الأطباء في هذا التخصص، وبالتحديد مستشفيات قصر العيني التي تحتفظ بسمعة طيبة في علاج كثير من الحالات.
الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم، مدير مركز السموم بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، تحدث لـ"الكونسلتو" حول حالات التسمم وأسبابها وكيفية إنقاذ المصابين والتعامل معهم.
وإلى نص الحوار..
ما أنواع التسمم المعدني وكيف يحدث؟
تسمم المعادن الثقيلة ثلاثة أنواع، الرصاص والألمونيوم والزئبق، ويعد الزئبق من المعادن الخطيرة خاصة أنه يوجد في بعض مخلفات المصانع التي يتم إلقائها في المصارف، وهناك أسماك تأكل من النبات الموجود في تلك المصارف وتحتفظ بالزئبق في خلاياها وتنتقل للإنسان عند أكلها مسببة له أضرار.
أما الرصاص يكون في بطاريات السيارات والأماكن الصناعية وهنا يجب الالتزام بالأمن الصناعي من العمال والمصانع للوقاية من من المعادن التي تؤثر على الجهاز العصبي.. الألمونيوم من المعادن التي تؤثر على العظام وتغير من تركيبتها، ويسبب نوعًا من الهشاشة ويضر الدم أيضًا، ويجب اتباع إجراءات الوقاية من التعرض لتلك المعادن حتى لا يصابون بأي أمراض، والتوجه فورًا للطبيب في حالة الشعور بأي أعراض يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة وتكون الحرارة بعد منحه العلاج هي الترمومتر الذي يحدد نسبة الشفاء.
تتزايد حالات الإصابة بلدغات الثعابين والعقارب في بعض المحافظات.. كيف يتم التعامل معها؟
البعض يقوم بارتكاب أخطاء كثيرة في حالة تعرض أحد الأشخاص للدغة ثعبان ويقوم بعسر مكان اللدغة ومحاولة إخراج الدم من المكان اعتقادًا منه أنه يقوم بإخراج السم من الجرح، وهذه عادة سيئة، لأنه يؤدي إلى سرعة سريان السم في الجسم، لذا يجب التوجه فورًا لأقرب مركز لعلاج السموم للتعامل مع الحالة بشكل طبي وعلمي.
هل هناك إجراءات وقائية بعد لدغات الثعابين؟
أولًا يمكن تطهير الجرح بمطهر من الخارج دون الضغط عليه، كما لا يجب شفط السم من الجرح بأي شكل، ثالثًا عدم ربط المكان قبل اللدغة اعتقادًا منهم أن ذلك يحمي من تسرب السم لباقي الجسم، وهو ما يسبب مشكلات تؤثر على المريض.
كيف تحدد عوامل الخطورة للدغات الثعابين والعقارب؟
تأثير اللدغة يعتمد على نوع الثعبان أو الحية أو العقرب ودرجة السمية الموجودة فيها، فهناك أنواع من الحيات غير سامة ويتم التعامل معها بتطهير الجرح من الخارج دون حدوث أي مشكلة، وتختلف الخطورة حسب السن فلدغ ثعبان لطفل يختلف عن تأثير لدغته لشاب، ومناعة الشخص وسنه واستعداده لهذه اللدغة يكون فارق، كما أن عدد اللدغات ومكانها عنصر هام في نسبة الشفاء وإنقاذ حياته، وأهم عنصر هو سرعة التوجه للحصول على العلاج.
ما خطورة سُمِّية المخدرات والفودو والاستروكس؟
الحشيش والبانجو يصنع من نبات القنب الهندي وهو عبارة عن عصارة هذا النبات والبانجو يتم عمله من الساق والأوراق، والآن دخلنا مرحلة الفودو وهو عبارة عن ما يشبه البانجو ولكنه صناعي، وأيضًا الاستروكس وهو عبارة عن توليفة من المواد الكيميائية ممزوجة بنبات مثل البردقوش أو أي نبات يجف ويشبه أوراق الملوخية ويتم بخ المواد الكيمائية على تلك الأوراق وهي غير محسوبة الجرعة ولا يمكن تحديد المواد التي يتم وضعها وجميعها تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب مشكلات كبيرة.
وتأثيرات تلك المواد تكون على الجهاز العصبي لجسم الإنسان، ويجعل الفرد يفقد السيطرة على نفسه ويقوم بأفعال غير محسوبة، ويقوم بتصرفات غير مقبولة اجتماعيًا ويكون في مرحلة اللاوعي والتوهان، وتؤدي إلى ضعف الذاكرة واهتزاز الشخصية.
ما قصة الرجل التركي الذي تعرض للدغته الكوبرا وتم علاجه في قصر العيني؟
تم نقله بطائرة خاصة بعدما لدغته كوبرا في بلده، وانتظرته سيارة إسعاف مجهزة في المطار ثم دخل مركز السموم بقصر العيني.
لدغة الثعبان من هذا النوع تسبب شلل في الأعصاب ولا يستطيع المريض التنفس ويؤدي إلى الوفاة لأن سم الكوبرا خطير، وهو شخص محظوظ لأن تلك الحالات التي تلدغ من الكوبرا تموت خلال ساعات قليلة، ولكن ما حدث أن الكوبرا التي لدغته كانت ضمن حديقة الحيوان الموجودة في منزله، وكان يأخذ الحيوانات المريضة ويرعاها إلى أن تموت وهذا الثعبان من الكوبرا المصرية وكانت دهسته سيارة وكان على شفا الموت وأخذه ليقوم بتحنيطه وفوجئ أن الثعبان مازال حيًا وقام بلدغه ومات الثعبان بعدها، وفكرة أنه محظوظ مبنية على أن الكوبرا لم تكن في صحتها وعافيتها فلم تضخ كمية كبيرة من السم وبالقوة الطبيعية، ولولا ذلك لكان مهدد بشيئين إما الوفاة أو النجاة بشلل، وخلال 48 ساعة تمكنا من استرجاع 80% من صحته والباقي انتظرنا حتى عودة كفاءة أجهزته لوضعها الطبيعي، وقال وهو ممتن وسعيد جدًا إن مصر أنقذت حياته.
لماذا تم اختيار مصر لعلاج هذه الحالة؟
لأن المصل متوفر ويصنع في مصانع أدوية مصرية تابعة لوزارة الصحة وهو شيء هام وأساسي في العلاج، كما أن لدينا في مصر متخصصين في هذا المجال، بالإضافة لوجود مراكز علاج السموم وهو ما حسم مجيئه إلى مصر، وعندما وصل الرجل كان يعاني من مشكلات كثيرة من أعراض اللدغة، وتم التعامل مع ووزارة الصحة تدخلت وأمدتنا بكل الطلبات التي احتاجنا إليها والتجيهزات اللازمة، وتم منحه المصل وعمل اللازم معه.
فيديو قد يعجبك: