التليفزيون مربية خادعة تدمر طفلك (حقائق وأرقام)
كتبت- ياسمين الصاوي
يقضي الأطفال بأعمارهم المختلفة أوقات كثيرة في مشاهدة البرامج والأفلام، على أمل تشكيل الوعي واكتساب مهارات متنوعة والتعرف على العالم المحيط، لكن تأتي النتائج عكس المتوقع بفعل التأثيرات السلبية للتلفزيون على الصحة النفسية والبدنية.
التليفزيون يلعب دور "مربية الأطفال"
يرى عدد من الآباء والأمهات أن التليفزيون يعد بمثابة مربية أطفال لإلهاء أولادهم حتى يفرغون من تنظيف المنزل وإعداد الطعام أو عمل أمور أخرى، هذا ما أكده موقع "lifestyle" استنادًا على عدد من الدراسات التي صرح المشاركين فيها بذلك.
وتنتبه الأسرة بشكل أكبر إلى نمو حجم الطفل دون الالتفات إلى التفاعل والتعلم والتطور الذهني والشعوري الذي يحتاجه الصغار في هذا العمر، وتفسده مشاهدة التليفزيون.
أعداد مشاهدة الرضع في ازدياد
رغم اعتقاد أطباء الأطفال أن مشاهدة التليفزيون للصغار واستخدام تطبيقات الهواتف أمرًا سيئًا قبل إتمام 18 شهرًا، إلا أن الإحصائيات تشير إلى وجود 92.2% من الأطفال البالغين عامًا واحدًا يفعلون ذلك، وبعضهم يبدأ في عمر أقل من 4 أشهر، وفقًا لما ذكره موقع "Healthy Children".
هناك 20% من الأطفال تحت سن عامين لديهم تلفاز في غرفة النوم، و40% من الأطفال البالغين 3 أشهر وأقل يشاهدون التلفاز مع تزايد النسبة عند إتمام عامين أو أقل، بينما يقضي الأطفال من عمر 6 أشهر حتى 6 سنوات ساعتين يوميًا أمام الشاشات الإلكترونية سواء التلفاز أو الحاسب الآلي أو ألعاب الفيديو، وذلك حسب كل طفل.
اقرأ أيضًا: انتبه.. تأثيرات صحية سلبية للتلفزيون على طفلك بعدما يكبر
مشاهدة التليفزيون في الظلام تسبب الإصابة بالمياه الزرقاء.. نصائح ضرورية
مشكلات تهدد طفلك
يضع التليفزيون الطفل في مشكلات حقيقية دون وعي وإدراك الآباء والأمهات بذلك، وعلى عكس ما يحلمون به، ووفقًا لموقع "science daily"، فمن بين هذه المشكلات:
مهارات الإدراك
تسبب مشاهدة التليفزيون للرضع تأخرًا في تطور اللغة، حيث أكدت إحدى الدراسات أن بقاء الطفل البالغ أقل من 12 شهرًا أمام التليفزيون أكثر من ساعتين يوميًا، يصبح أكثر عرضة 6 مرات لتأخر مهارات اللغة ومعرفة كلمات أقل من أقرانه في العمر نفسه، حيث يفقد القدرة على التواصل والتحدث مع الآخرين.
ويقلد الرضع البالغين أقل من 14 شهرًا ما يرونه على شاشة التليفزيون من مشاهد، إلا أنهم يتعلمون بشكل أفضل عند تجربة مواقف حياتية، فوجدت إحدى الدراسات أن الأطفال تعلموا اللغة الصينية من متحدثيها الأصليين مقارنة بمشاهدة التليفزيون.
ويواجه الطفل أيضًا عند الالتحاق بالمدرسة صعوبة في تلقي المعلومات من المعلمين، حيث يشاهد تقنيات وصور متحركة على شاشة التليفزيون عند التعلم، ما يجعله لا يعطي بالًا للمذاكرة والتعلم في المدرسة والمنزل.
السمنة وارتفاع ضغط الدم
من جانب آخر، أوضحت مجلة "Time" أن مشاهدة الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون في عمر مبكر وقبل الالتحاق بالمدرسة، يتناولون طعامًا غير صحي ويصابون بالسمنة وزيادة الوزن عند بلوغ 10 سنوات مقارنة بالأطفال الذين يمارسون الهوايات الأخرى ولا يقضون أوقاتهم أمام الشاشات.
وكشفت إحدى الدراسات أن مشاهدة التليفزيون في عمر 2 حتى 10 سنوات ترفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 30%، حيث تقل الأنشطة البدنية، الأمر الذي يزيد عوامل الخطر بنسبة 50%.
مشاهد غير مناسبة
يتعرف الطفل على مشاهد لا تليق بعمره تمامًا، مثل الصور المفزعة والوجوه المخيفة والحيوانات الخارقة، ويصعب عليه التفرقة بين الحقيقة والخيال في هذا الوقت، إلى جانب مشاهد العنف التي تكسبه سلوكيات خاطئة، ويدرك الطفل في عمر 5 سنوات حركات الرقص والعلاقات بين الطرفين، وهو ما لا يناسبه.
اختيار البرامج والوقت المناسب
نشر موقع "raising children" عدة توصيات حول اختيار البرامج المناسبة للطفل والوقت المناسب، جاء من بينها:
- توصيل رسالة إيجابية عن العلاقات الاجتماعية والعائلية والحياة، والدعوة إلى تجنب العنف والسلوكيات السيئة.
- البحث عن قصص أفلام بها شخصيات إيجابية يقلدها الطفل، والابتعاد عن القنوات التي تعرض على شاشتها ألعاب وتطبيقات.
- الانتباه إلى عمر الطفل وقدرته على فهم محتوى الأفلام والبرامج المعروضة.
أما عن الوقت المناسب لاستخدام التليفزيون، فيجب الانتباه إلى ما يلي:
- لا يُنصح بمشاهدة الصغار تحت عمر عامين ونصف.
- وضع حد لساعات مشاهدة التليفزيون يوميًا بناء على عمر الطفل، حيث أوصت الجمعية الأمريكية لطب الأطفال أن مدة مشاهدة الصغار للتلفزيون لا يجب أن تتجاوز 60 دقيقة خلال يوم كامل.
- يمكن السماح للطفل في عمر المدرسة بمشاهدة التليفزيون في العطلات الأسبوعية لمدة لا تتجاوز ساعتين.
فيديو قد يعجبك: