دوالي الرحم.. أسبابها وأعراضها وطرق العلاج
كتب - محمد عماد
تُعد دوالي الرحم أو كما تُعرف بمتلازمة احتقان الحوض أو قصور الأوردة الحوضية، حالة مزمنة تُسبب آلامًا مستمرة في منطقة الحوض نتيجة مشاكل تدفق الدم في أوردة هذه المنطقة، وتُصنَّف الحالة على أنها "مزمنة" عندما يستمر الألم لفترة تزيد عن ستة أشهر، دون ارتباط مباشر بالدورة الشهرية أو الحمل.
وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" كل ما يخص "دوالي الرحم" وفقًا لموقع "cleveland clinic".
أسباب دوالي الرحم.. كيف تحدث؟
وفقًا للأبحاث الطبية، تنشأ دوالي الرحم نتيجة تمدد الأوردة في منطقة المبيض والحوض، ما يؤدي إلى ارتجاع الدم فيها بدلاً من تدفقه نحو القلب، يُعرف هذا الارتجاع بأنه تدفق عكسي للدم يُسبِّب امتلاء الأوردة بشكل زائد والتوائها، ما يؤدي إلى تجمع الدم في الحوض والشعور بالألم.
اقرأ أيضًا.. التهاب بطانة الرحم- هل يسبب العقم؟
من الأسباب الرئيسية المرتبطة بظهور دوالي الرحم:
الحمل المتكرر: يُعتقد أن الحمل يُحدث تغييرات كبيرة في الأوعية الدموية، حيث تتوسع بنسبة تصل إلى 50% لتلبية احتياجات تدفق الدم للجنين، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في جدران الأوردة.
تأثير هرمون الإستروجين: انخفاض معدلات الإصابة بين النساء اللواتي مررن بسن اليأس يشير إلى ارتباط الهرمون بهذه الحالة، وقد يُضعف جدران الأوردة، مما يزيد احتمالية تمددها وتعرضها للارتجاع.
العوامل الوراثية: يُلاحظ وجود تاريخ عائلي للإصابة بدوالي الساقين أو اضطرابات مشابهة، مما يزيد من خطر الإصابة.
من الأكثر عُرضة للإصابة بدوالي الرحم؟
تصيب دوالي الرحم بشكل رئيسي النساء في الفئة العمرية ما بين 20 إلى 45 عامًا، خاصة اللواتي أنجبن أكثر من مرة، بينما تُعد الحالات نادرة بين النساء بعد انقطاع الطمث، إلا أن بعضهن قد يُعانين منها بسبب عوامل أخرى مثل الأمراض المزمنة أو التاريخ الطبي العائلي.
أعراض دوالي الرحم: كيف تتعرفين عليها؟
تتنوع الأعراض المرتبطة بدوالي الرحم، لكن العرض الأكثر شيوعًا هو الألم المزمن في منطقة الحوض، والذي قد يظهر على هيئة ألم خفيف، نابض، أو شديد في بعض الحالات.
وغالبًا ما يبدأ الألم أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة، وقد يزداد سوءًا في أوقات معينة، مثل:
نهاية اليوم بعد الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
قبل وأثناء الدورة الشهرية.
أثناء الجماع أو بعده (عسر الجماع).
عند ممارسة أنشطة بدنية شاقة.
كما قد تترافق هذه الحالة مع أعراض إضافية، منها:
ظهور الدوالي في مناطق الفخذين، الأرداف، المهبل، أو الفرج.
مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الإمساك المتكرر.
ألم أثناء التبول أو الإصابة بسلس بول إجهادي (تسرب البول عند السعال أو الضحك).
التشخيص.. كيف يتم تحديد الإصابة؟
تُعتبر متلازمة احتقان الحوض تحديًا تشخيصيًا، نظرًا لتداخل أعراضها مع أمراض أخرى مثل القولون العصبي أو التهاب المثانة. يُوصي الأطباء بإجراء الفحوصات التالية لتحديد الإصابة:
الموجات فوق الصوتية: لفحص تدفق الدم في أوردة الحوض.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للحصول على صور مفصلة للأوردة.
فحص الأوردة بالصبغة (Venography): للكشف عن حالات التوسع أو الارتجاع.
قد يهمك.. امرأة صينية لديها رحمان تلد توأم من كل رحم- ما القصة؟
هل يمكن علاج دوالي الرحم؟
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذه الحالة، إلا أن هناك طرقًا متعددة لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، تشمل:
الأدوية: مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، التي تُساعد في تخفيف الأعراض المزعجة.
الإجراءات التداخلية: مثل العلاج بالتصليب أو الانصمام الوريدي، حيث تُستخدم تقنيات طبية لإغلاق الأوردة المتوسعة ومنع تدفق الدم العكسي.
الجراحة: في الحالات الشديدة وغير المستجيبة للعلاجات الأخرى، يمكن اللجوء إلى جراحة لإزالة الأوردة المتضررة.
نصائح طبية للوقاية والتعامل
أوصى الأطباء بتجنب العوامل التي تُفاقم الأعراض، مثل الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، وممارسة التمارين الرياضية لتحسين الدورة الدموية في الحوض، كما يُنصح بالمتابعة الدورية مع أطباء النساء والقلب، خاصةً إذا كانت هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة.
فيديو قد يعجبك: