مرض عقلي يدفع فتاة لنتف شعرها.. ما القصة؟

كتبت - ياسمين الصاوي:

تعاني فتاة من الصلع التام حتى إن حواجبها صارت غير مكتملة، والسبب هوس نتف الشعر.

وتعاني بيكا غول التي تعيش في أكسفورد وتبلغ من العمر 28 عامًا، من اضطراب عقلي يجعلها تنزع شعرها بشكل قهري، حتى صار لديها خصلات شعر خفيفة على جانبي رأسها، حسبما نشر موقع "Mirror".

يعاني مرضى هوس نتف الشعر من عدم القدرة على مقاومة الرغبة الملحة في شد الشعر وانتزاع خصلات بيديهم، وربما يريد البعض نتف حواجبهم ورموشهم.

وقررت بيكا التحدث عن حالتها لزيادة الوعي بهذه الحالة النادرة، حيث بدأ هذا الهوس لديها عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها بعد أن شعرت بالقلق من الامتحانات.

وقالت: "كنت أشعر بالتوتر حقًا في هذا الوقت، وقمت بشد شعري يومًا ما، وقد جعلني هذا نوعًا ما أفضل، لذلك واصلت القيام بذلك."

اقرأ أيضًا: متلازمة "رابونزيل".. إليك كل ما تريد معرفته عن اضطراب أكل الشعر

وأضافت: "لم يؤلمني ذلك على الإطلاق، كنت أدير أصابعي في شعري لأجد أي خصلات مختلفة عن غيرها، مثلما يفعل البعض عندما يجدون خصلات مجعدة في شعروهم، ومن ثم اسحبهم واحدًا تلو الآخر."

وتابعت: "في البداية، كنت أسحب مجرد خصلتين هنا وهناك، ولكن بعد ذلك تفاقم الأمر حتى أصبح لدي بقعة كاملة في أعلى رأسي بدون شعر."

وبمرور الوقت، تعرضت الفتاة للتنمر، ما اضطرها للتعلم من المنزل دون الذهاب للمدرسة خوفا من زملائها، كما ساندتها والدتها دون غضب واستياء.

وفي سن 15 عامًا، كان لا بد من تركيب شعر مستعار وزيارة الطبيب المختص لعلاج الحالة.

عندما حاولت الحصول على شعر مستعار من هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، تم رفض طلبها، لأنها لا تعاني من مشكلة صحية، مثل تساقط الشعر الناتج تن العلاج الكيميائي.

واضطرت لشراء شعر مستعار كل عدة أشهر بمبالغ كبيرة، لأنه مصنوع من مواد صناعية تتلفت بسرعة كبيرة.

وقام أحد زملائها بسحب الباروكة من رأسها أثناء مرورها بالشارع، ووصفت مشاعرها قائلة: "وصل الأمر لدرجة أنني كنت خائفة من مقابلة أي شخص أو أن ينظر إلي شخص ما في الشارع، لذلك انتهى بي المطاف بالبقاء في المنزل طوال الوقت."

قالت بيكا، إن حالتها جعلتها منعزلة خلال فترة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ المبكرة، وفاتتها شهادة الثانوية العامة (GCSE) لأنها لم تستطع المواجهة والذهاب إلى الامتحانات، كما تقلق من العمل في أي وظيفة.

على الرغم من محاولاتها المستمرة، لكن لم تتمكن بيكا من التخلص من عادة نتف الشعر.

ساهمت الأدوية في تخلص الفتاة العشرينية من القلق فقط، بينما فشل العلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج السلوكي المعرفي في القضاء على هوس نتف الشعر لديها، والذي يصيب حوالي 350 ألف شخص في المملكة المتحدة.