علامات تنذرك بالعمل في بيئة عمل سامة
حددت دراسة أجريت عام 2020 في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة أن مكان العمل السام يمكن أن يكون ضارًا، ويؤدي إلى إجهاد غير ضروري، والإرهاق، والاكتئاب، والقلق بين العمال.
ووفقًا لموقع "CNN" عربي، فعلاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن التأثير السلبي على رفاهية الموظف ستنتقل إلى العمال الآخرين وتقلل من جودة العمل الذي يقومون به.
ووجدت الدراسة أن العكس صحيح أيضًا، أي أن رفاهية الموظف تزيد من أداء العمل، ومكان العمل الذي يدعم الموظفين بنشاط "يجلب الاستدامة إلى الأداء التنظيمي".
وفي الأساس، يعد مكان العمل السام مُضرًّا لجميع المعنيين.
ومن ناحية الموظفين، يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد والاكتئاب في حياة العمل السيئة إلى الضغط على العلاقات الشخصية، وفقًا لما ذكرته أليشا باول، المعالجة التي تشمل مجالات ممارستها الخاصة التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
أوضحت باول أنه "في كثير من الأحيان، يمكن للموظفين جلب هذا الضغط إلى عائلاتهم، وهو أمر يؤثر على حياتهم اليومية حتى عندما لا يكونون في العمل".
بالإضافة إلى تدهور الصحة النفسية والعلاقات المتوترة، قد يلجأ الموظفون أيضًا إلى الأدوية أو استهلاك الكحوليات للتعامل مع الإجهاد، وفق ما ذكرته الدكتورة كريستين فولر، المراجعة الطبية المتخصصة في الصحة النفسية والإدمان مع خلفية في طب الأسرة.
وفيما يلي، يشارك الخبراء كيف يمكنك معرفة ما إذا كنت في بيئة عمل سامة - وماذا تفعل حيال ذلك.
وأشارت فولر إلى أن العلامات التي تدل على بيئة العمل السامة ليست بالضرورة واضحة كما يعتقد الكثير من الأشخاص، وأضافت أن التفكير في بيئة العمل السامة قد يتجه مباشرًة إلى التحرش اللفظي أو الجنسي.
أوضحت فولر أنه "أي مكان عمل يجعلك تشعر بعدم الارتياح، أو يجعلك تشعر وكأنك لا تستطيع أن تطلب ما تحتاجه وأنك غير مدعوم".
اقرأ أيضًا: تعمل لساعات طويلة؟- 5 آثار جانبية تعود عليك احذرها
ولفتت باول إلى مكان العمل السام يمكن أن يكون بيئة "قد يشعر فيها الموظف بأنه عالق"
وقالت فولر: "في كثير من الأحيان في بيئة العمل السام، لا يُمنح الناس فرصًا لتطوير ذاتهم أو للحصول على ترقيات".
وأضافت أن عدم وجود أي قدرة على الحركة التصاعدية يمكن أن يؤثر أيضًا على الروح المعنوية في مكان العمل، مع العلم أنه بصرف النظر عن مدى صعوبة عملك، فلا توجد ترقية يمكنك الحصول عليها."
لفتت باول إلى أن إحدى العلامات الواضحة لبيئة العمل السامة هي عندما يدير المشرفون الموظفين بجميع التفاصيل.
وعندما يراقب المدير الموظفين عن كثب، ويتحقق باستمرار من كل مهمة صغيرة، يمكن أن يشعر الموظفون أن الشركة لا تثق بهم.
وشرحت باول أنه "إذا كنت تخضع للإدارة الدقيقة، فمن المرجح أن تعتقد أن العمل لا يهتم بالضرورة بمصلحتك أو لا يثق بك في أداء الدور الذي تتقضى أجرًا مقابل القيام به".
علامة أخرى غير واضحة على بيئة العمل السامة هي فكرة أنه يجب أن تكون متاحًا طوال الوقت، أي خارج ساعات العمل.
أشارت فولر إلى أن أصحاب العمل قد يطلبون منك العمل خلال عطلات نهاية الأسبوع أو لساعات أطول بدون أجر إضافي، ويمكن أن تكون هذه "علامات حمراء أصغر" والتي غالبًا ما يتجاهلها الناس باعتبارها ثقافة عمل عادية.
وتظهر ثقافة بيئة العمل السامة أيضًا عندما يشعر الموظفون بأنهم ملزمون بالرد على المكالمات، والرسائل، ورسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل خارج ساعة العمل، ما يشكل عملًا إضافيًا غير مدفوع الأجر.
ماذا تفعل إذ وجدت نفسك في بيئة عمل سامة
إذا وجدت نفسك في بيئة عمل سامة، فقد نصحت كل من باول وفولر بأن الوقت قد حان للبحث عن وظيفة جديدة.
قد يهمك: دراسة تكشف عن تأثيرات خطيرة تسبب ضغوط العمل
وقالت فولر: "يمكنك أن تفعل كل آليات التأقلم للتعامل مع بيئة العمل السامة، لكنني لا أعتقد أنه يجب عليك التعامل معها، بل يجب أن تغادرها".
وتشجع باول عملائها على وضع جدول زمني داخلي لبحثهم عن عمل، وربما تحديد هدف لبدء البحث بنشاط عن وظيفة جديدة خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
كما أوصت بالاحتفاظ بسجلات لأي إجراءات أو سلوكيات في مكان العمل تشير إلى وضع عمل غير صحي أثناء قيامك بالبحث عن وظائف جديدة.
ومع ذلك، أكدت باول أن الاستقالة على الفور قبل الحصول على عمل جديد ليس مجديًا لكثير من الناس لأسباب مادية.
أما في حال إذ كنت لا ترغب في المغادرة، فلدى باول بعض الاقتراحات
وقالت إنه لمحاولة إجراء تحسينات في العمل، يجب أن تفكر في الحدود التي تريد فرضها والبدء في العمل عليها.
إذا كنت تريد أن تُظهر لزملائك في العمل أنك غير متاح خارج ساعات العمل، لكنك تخشى أن تقول ذلك صراحة، يمكنك ضبط هاتفك لإرسال المكالمات إلى البريد الصوتي عندما تكون خارج ساعات العمل.
أو قم بتعيين توقيع بريدك الإلكتروني ليقول أنه بعد وقت معين، سترد فقط في يوم العمل التالي.
وأضافت باول أنه إذا كانت هناك مشكلات تريد لفت انتباه مشرفك إليها، فيمكنك جعلها أقل صعوبة من خلال كتابة نص لنفسك.
خارج العمل، أوصت باول بتطبيق المزيد من ممارسات الرعاية الذاتية في روتينك اليومي مثل النشاط البدني أو هواية.
كما شددت باول على البحث عن علاج لإدارة الإجهاد المرتبط بالعمل، وأضافت أن بعض العاملين بدوام كامل يمكنهم الوصول إلى مثل هذه الخدمة من خلال برنامج مساعدة الموظفين الذي تقدمه شركتهم.
وقالت: "حان الوقت لتجميع بعض ممارسات الرعاية الذاتية هذه حتى تكون قادرًا بشكل أفضل على إدارة الإجهاد، لأنه لا مفر منه في بيئة العمل السامة".
فيديو قد يعجبك: