هل ينجح العلاج بالكتابة في تجاوز القلق النفسي الناتج عن كورونا؟
كتبت - ندى سامي:
القلق شعور إنساني طبيعي، يلازم البشر عند التعرض لأي مشكلات أو أحداث طارئة في الحياة ما لم يكن مزمن وبصورة مبالغ فيها، ومع أزمة كورونا والتباعد الاجتماعي الذي فُرض على العالم يداهم الكثيرين القلق النفسي والتوتر، وهو ما يجعلهم عرضة للكثير من المشكلات الصحية والنفسية، وفي ظل عدم إتاحة الفرص للذهاب للطبيب النفسي قد يكون العلاج بالكتابة أحد الخيارات المتاحة.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي كيفية العلاج بالكتابة، وهل ينجح في تخطي القلق بشأن فيروس كورونا المستجد؟
العلاج بالكتابة "Writing therapy" أحد وسائل العلاج النفسي الذي تستخدم فيه فعل الكتابة كوسيلة لتخفيف الضغوط النفسية، والتخلص من المشاعر والأفكار السلبية التي تراود الأشخاص وتهدد استقرارهم النفسي عن طريق تفريغها على الورق ما يجعل الشخص يشعر بالتخلص من ذلك الثقل ويشعر بالراحة، ويمكن تنفيذ ذلك العلاج بشكل جماعي في مجموعات الدعم، وفي جلسات العلاج الفردية، ويمكن للأشخاص الذين لا يعانون من حالات نفسية حادة استخدامه بشكل منفرد، وفقًا لموقعي "Very well mind" و"Psychologytoday".
لا تساعد الكتابة على تحسن الحالة النفسية فقط، بل وجدت دراسة تم تطبيقها على عدد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية مختلفة، من بينها الربو والروماتويد والصداع النصفي، أنه عند اتباع هؤلاء الأشخاص استخدام الكتابة كوسيلة علاجية تحسنت بعض الأعراض لديهم، كما أن الكتابة تعود بالنفع على صحة الجهاز المناعي بالجسم بسبب تحسن الحالة النفسية، مما يقلل من حدة الأعراض ويقي من الإصابة بالعدوى.
اقرأ أيضًا: يهدد بضعف المناعة.. كيف تحارب قلقك لمواجهة الكورونا؟
كيف يمكن للعلاج بالكتابة المساهمة في تخطي القلق المصاحب لكورونا؟
العزلة الاجتماعية وعدم ممارسة الحياة بالشكل الطبيعي والمعتاد فضلًا عن متابعة الأخبار العاجلة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد ومعرفة أعداد المصابين والوفيات بشكل متكرر يجعل البعض يشعرون بالقلق النفسي والتوتر وقد يصاحبهم بعض الأعراض المزعجة الأخرى، مثل عدم القدرة على النوم والأرق، واضطراب في الشهية، والحزن والرغبة في البكاء، وعدم القدرة على بذل أي مجهود.
يمكن لممارسة فعل الكتابة القدرة على تجاوز تلك المشاعر السيئة وتخطي تلك المحنة، ولا يقصد هنا بالكتابة الإبداعية، وإنما تفريغ المشاعر والأفكار بأي شكل أو صورة أو لغة دون ترتيب أو تفكير، ولكن ترك العنان لجميع الأفكار المختزنة للخروج على الورق في صورة كلمات، ولكن يمكن اتباع بعض التعليمات البسيطة لتأدية العلاج بالطريقة الصحيحة للحصول على أفضل نتيجة، ومنها ما يلي:
- عدم وضع أي قيود أو ضوابط وترك مساحة حرة كافية لخروج جميع الأفكار والمشاعر السلبية.
- عدم تحديد وقت لممارسة هذا النوع من العلاج، وإنما استخدامه في حالة الشعور بالضيق والتوتر والرغبة في التخلص من الأفكار السيئة.
- يمكن ممارسة فعل الكتابة بشكل جماعي في المنزل، لأنه يساعد على تقوية الصلات بين أفراد الأسرة وتجربة شيء جديد سويًا، بجانب التخلص من الضيق والتوتر.
- عدم الاعتداء على خصوصيات الغير وقراءة ما يخصه إذا لم يسمح بذلك.
- عند انخراط أحد في البكاء بسبب خروج المشاعر السيئة ويجب تركه وعدم اختراق ما يمر به أو التعليق عليه.
- التواصل مع أي طبيب نفسي مختص في حالة انتكاسة أحد الأفراد أو للسؤال عن أحد الأمور المرتبطة بذلك النوع من العلاج.
- قد يكون العلاج بالكتابة فعال مع الأطفال الذين يجيدون فعل الكتابة لتدريبهم على التعبير عن ما يشعرون به وما يدور في أذهانهم، لذلك شارك مع صغارك جلسة كتابة جماعية من أجل التعافي.
قد يهمك: "حمى الكابينة"حالة نفسية يسببها العزل المنزلي.. هل تعاني منها؟
فيديو قد يعجبك: