أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يصمت طفلك أمام الغرباء؟

12:04 م الخميس 05 يوليه 2018

3

كتبت- ياسمين الصاوي

يعد «التباكم» أو «الصمت الاختياري» بمثابة اضطراب قلق حاد يجعل صاحبه غير قادر على التحدث في مواقف اجتماعية معينة، مثل التحدث مع زملاء المدرسة أو الأقارب الذين لا يراهم دائمًا.

ويبدأ «التباكم» أثناء مرحلة الطفولة وفي حال عدم علاجه يمكن أن يستمر لمرحلة البلوغ، ولا يتعمد الطفل الصمت لكنه لا يصبح قادرًا على التحدث، وإجباره على ذلك يصيبه بحالة سيئة، في حين يتحدث بحرية أمام أشخاص محددين مثل المقربين من الأهل والأصدقاء، ويعاني من تجمد الرد عند وجود أي شخص أخر حوله، وفقًا لموقع «nhs».

يؤثر «التباكم» على 1 من كل 140 طفلًا صغيرًا، ويعد شائعًا بين الفتيات والأطفال الذين يتعلمون لغة ثانية مثل من يعيشون خارج بلادهم.

العلامات والأعراض

عادة ما يبدأ في عمر 2: 4 سنوات، ويتم ملاحظته عند تعامل الطفل مع أشخاص خارج حدود أسرته مثل الحضانة أو المدرسة، وتعد العلامة التحذيرية الرئيسة عند مقابلة الطفل بأشخاص مختلفين، ويصاب فجأة بالجمود وتبلد رد الفعل، خاصة عند توقع تحدثه، بل ويتجنب التواصل بالعين، وتظهر عليه الأعراض التالية:

- العصبية وإحراج اجتماعي.

- يبدو غير مهتم أو غير مهذب.

- الخجل والانسحاب.

- التوتر.

- العنف أو العدوانية، حيث تظهر نوبات غضب عند عودته من المدرسة للمنزل، أو عند سؤاله من قبل عائلته.

ومن الممكن أن يستخدم الأطفال الذين يعانون من «التباكم» ويتمتعون بثقة كبيرة بالنفس، بعض الإشارات في التواصل، مثل هز رأسه للإيماء بـ«نعم» أو الرفض بـ«لا»، في حين يتجنب الأطفال الذين يعانون من حدة الاضطراب أي شكل من أشكال التواصل سواء بالتحدث أو الكتابة أو الإشارة، ويلجأ البعض إلى الرد بكلمة واحدة أو كلمتين أو أصوات تنبيهية.

الأسباب

يشير بعض الخبراء إلى اعتبار التباكم بمثابة خوف (فوبيا) من التحدث إلى أشخاص محددين، إلا أن السبب يبدو غير واضح، لكنه مرتبط بالقلق في كل مرة.

وإذا كان الطفل يعاني من اضطراب لغوي أو اضطراب في التحدث أو مشكلة في السمع، فمن الممكن أن يمثل الحديث ضغطًا أكبر بالنسبة له، كما يجد بعض الصغار مشكلة في معالجة المعلومات بفعل الضوضاء، وهو ما يعرف باسم «اضطراب التكامل الحسي».

وتساعد كل هذه الأسباب في قلق الطفل من التحدث مع أشخاص محددين، لكن لا يوجد أي دليل حول اعتبار المصابين بالتباكم تعرضوا من قبل للإهمال والإهانة والصدمة بشكل أكبر من أي طفل أخر.

وهناك اعتقاد خاطئ أن الطفل المصاب بالتباكم يعد مريضًا بالتوحد، إلا أن لا علاقة بين الحالتين، لكن يمكن أن يصبح الطفل مصاب بالحالتين على حد سواء.

العلاج

في حال عدم معالجة الطفل المصاب بالتباكم، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى العزلة وضعف الثقة بالنفس والإصابة باضطراب القلق الاجتماعي، وربما تستمر حتى مرحلة البلوغ، ويصبح الغالبية العظمى من الأطفال قادرين على التخلص من هذه الحالة، لكن التشخيص عند الكبر يدفع العلاج ليأخذ وقت أطول.

لا يركز العلاج فقط على التحدث، بل على تقليل القلق المرتبط بالتحدث والشعور بالراحة في المدرسة أو الحضانة أو المواقف الاجتماعية، ويعمل الطبيب المتابع مع العائلة على:

- عدم السماح للطفل بمعرفة أنه يعاني من القلق.

- طمأنة الطفل أنه يستطيع التحدث عندما يصبح جاهزًا.

- التركيز على المرح.

- بذل كل الجهود التي تجعل الطفل يندمج ويتفاعل مع الآخرين، مثل تمرير وأخذ الألعاب.

- عدم إظهار مفاجأة عندما يتحدث الطفل، بل التعامل بدفء معه كأي طفل أخر.

ويخضع الطفل للعلاج السلوكي المعرفي وإجراءات تحفيزية، ويمكن أن يشمل بعض العقاقير مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي يمكن أن تستخدم كبرنامج علاجي على المدى الطويل، وتقليل مستويات التوتر.

نصائح للعائلة

- عدم الضغط على الطفل للتحدث.

- يجب أن يعلم الطفل أن عائلته تتفهم الصعوبة التي يجدها في التحدث، وإخباره بأخذ خطوات للاستعداد والحديث بسهولة.

- عدم دفعه للتحدث وسط الجميع مرة واحدة، والانتظار حتى يبدأ في التحدث مع البعض ثم الكل.

- تشجيع الطفل على إبداء بعض إشارات التواصل مثل الابتسام والتلويح حتى يشعر بالتحسن ويتحدث.

- عدم تجنب الزيارات العائلية والتواجد وسط مجموعات، بل عمل بعض التغييرات اللازمة لجعل الموقف أكثر راحة.

- طلب إتاحة جو من الدفء والأنشطة المرحة من بعض الأصدقاء والأقارب، لتحفيز الطفل على الكلام.

- توفير مساحة من الحب والدعم والصبر.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية