هل تصاب المرضعات بسرطان الثدي؟

كتبت- حسناء الشيمي

من المعروف أن الرضاعة الطبيعية لها دور كبير في حماية المرأة من الإصابة بسرطان الثدي، لكن بما أن لكل قاعدة استثناء فقد تتعرض بعض السيدات للإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة.

قال الدكتور محمد الشناوي، أستاذ الجراحة العامة وجراحة الثدي بكلية الطب جامعة عين شمس، إن الإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية من الأمور النادرة جدًا، وفي الغالب إذا حدثت يكون سرطان التهابي، وهو من أخطر الأنواع.

أوضح الشناوي، أن سرطان الثدي الالتهابي يحدث نتيجة وجود تطور وانقسام غير طبيعي للخلايا، ويصاحبه اتجاه الخلايا السرطانية للأوعية الليمفاوية الموجودة في الثدي وملئها، أما عن أسباب الإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية، فأوضح أن ليس له سبب واضح، ولكن توجد عوامل تتسبب في زيادته منها السمنة، اضطراب الهرمونات، التعرض لضغوط نفسية.

هل تتوقف الأم عن الرضاعة؟

أكد الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، أهمية توقف الرضاعة الطبيعية عند اكتشاف ورم سرطاني في الثدي خاصة أن المريضة تحتاج إلى التدخل لاستئصال الورم، الذي يعقبه جرعات من العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، أو الهرموني.

إذا كان الورم صغيرًا وتم استئصاله دون الحاجة إلى التعرض لجرعات من العلاج الكيماوي أو الإشعاعي فهنا يتم استكمال الرضاعة ولكن من الثدي السليم على أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب، خاصة أن اللبن نفسه طعمه يتغير تمامًا فالطفل من نفسه يرفض الرضاعة، وفقًا لما قالته الدكتورة نائلة سعد، استشاري الرضاعة الطبيعية.

لا داعي للقلق

أشارت سعد، إلى احتمالية وجود بعض التغييرات والمشاكل في الثدي بعد الرضاعة، والتي تكون من الأمور الحميدة، كالتعرض لالتهاب الغدد اللبنية الذي يحدث نتيجة تجمع بعض الإفرازات فيها، وإهمال العناية بالثدي وتنظيفه جيدًا خاصة أثناء الرضاعة الطبيعية، أو خراج الثدي الذي يحدث بعد تعرضه للشقوق والجروح ما يؤدي إلى انتقال الميكروبات إلى نسیج الثدي، ومع احتقان قنوات الثدي باللبن يحدث التهاب ينتهي بالخراج.

كل هذه المشاكل يصاحبها بعض التغيرات في شكل وملمس الثدي، كتعرضه للإحمرار، التورم، والشعور بألم شديد، عكس الورم السرطاني الذي يكون يظهر بوجود كتلة صلبة غير متحركة.

بما أن أغلب حالات السرطان التي تحدث أثناء الرضاعة تكون سرطان التهابي، فأوضح "الشناوي" أن في هذه الحالة يكون الثدي ملتهبًا، ومتورمًا، حتى وإن لم يظهر فيه ورم أو كتلة صلبة، ولا يستجيب للعلاجات المختلفة، فهنا يتم الشك في الإصابة بالسرطان، وعلى أي حال شدد على أهمية استشارة الطبيب فور الشعور بأي تغيرات في شكل ونسيج الثدي.