رغم أنه يساهم في تقليل آلامه.. متى يسبب الكافيين في الشعور بالصداع؟

يربط بين كل من الصداع واستهلاك الكافيين علاقة معقدة، فقد يساهم الأخير في تخفيف ألم الصداع وقد يحفز نوباته ويزيد آلامه، وفي الواقع يتوقف ذلك على مقدار ما يتم استهلاكه من الكافيين، ومدى تكراره.

ما هو الكافيين؟

الكافيين هي مادة منبهة للجهاز العصبي المركزي، توجد في القهوة، الشاي، الشوكولاته، المشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية، وغيرها، وبالتالي يسهل معرفة سبب استهلاك البالغين له بانتظام، وذلك وفق ما جاء في "روسيا اليوم" نقلا عن "بزنس إنسايدر".

متى يساهم الكافيين في تخفيف الصداع؟

يحدث الصداع وخاصة الصداع النصفي، نتيجة تضخم الأوعية الدموية حول الدماغ، وبالتالي يتسبب في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وهذا يسبب عدد من الآليات المعقدة في الدماغ قد تؤدي إلى الصداع.

والكافيين من المواد التي تساهم تضيق الأوعية الدموية، وبالتالي يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، ما يجعله من المواد التي قد تساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي.

كشفت دراسة نشرت في مجلة Human Brain Mapping Journal أن الكافيين يساهم في تقليل تدفق الدم إلى الدماغ بمعدل 27%، وبالتالي يمكن أن يساعد الكافيين في منع الإصابة بالصداع النصفي، وكذلك يمكنه تخفيف الألم عند الإصابة به.

وكذلك يساعد الكافيين في تخفيف الصداع عن طريق تعزيز فعالية مسكنات الآلام، هذا بالإضافة إلى أنه عنصر أساسي في أدوية الصداع مثل Excerdine وAnacin، لأنه يساهم في تعزيز امتصاص المكونات النشطة في الدواء.

كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة The Journal of Headache and Pain، أن المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على مادة الكافيين فعاليتها أسرع من مسكنات الآلام وحدها.

ومع ذلك، وجدت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Headache Pain، أن توقف مرضى الصداع النصفي عن تناول الكافيين، بعد شربه يوميًا، يجعل الأدوية أكثر فعالية.

ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، إذا كان الكافيين يساعد في الصداع أو الصداع النصفي فذلك يعتمد على عدد مرات الإصابة به:

- في حال المعاناة من نوبات عرضية تصل إلى 14 نوبة صداع شهريا، يمكن أن يساعد 200 ملجم من الكافيين في تخفيف حدته، ولكن زيادة هذه النسبة قد تزيد فرص الإصابة بالالم.

- تجنب الكافيين تماما في حال المعاناة من الصداع يوميًا.

متى يسبب الكافيين الصداع؟

في بعض الأحيان قد يتسبب الكافيين في زيادة حدة الصداع، وذلك في الحالات التالية:

• الإفراط في تناول الكافيين.
• تجنب شرب كميات كافية من الماء عند تناول الكافيين.

وذلك يمكن أن يتسبب في الصداع بشكل غير مباشر نتيجة زيادة الجفاف.

وفي حال التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين أو التقليل من تناوله بعد الانتظام عليه، أي تناول أكثر من 200 ملجم يوميا لأكثر من أسبوعين، فقد يعاني الفرد من أعراض انسحاب الكافيين.

ويعد الصداع العرض الرئيسي لانسحاب الكافيين وفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، خاصة أن الكافيين يتسبب في ضيق الأوعية الدموية حول الدماغ، وبالتالي مع التوقف عن تناوله بانتظام، يحدث اتساع في الأوعية الدموية، ما يتسبب في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وبالتالي يؤدي إلى الصداع النصفي.

وفي حال الرغبة في الإقلاع عن الكافيين، لا يجب التوقف بشكل مفاجيء، بل يجب التقليل منه تدريجيا على مدار أيام قليلة، فذلك يقلل من الصداع الشديد الناتج عن الانسحاب.

ومن الممكن تقليل أعراض انسحاب الكافيين عن طريق الاكتفاء بتناول 25 ملجم من الكافيين يوميا وفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية.

اقرأ أيضًا: فوائد القهوة متعددة.. كيف يمكن تحقيق أقصى استفادة منها؟

للتعرف على مزيد من المعلومات عن الأدوية المختلفة زوروا موسوعة الكونسلتو للأدوية