كيف يسلب كورونا حاستي الشم والتذوق من ضحاياه؟
كتبت- ندى سامي:
عادةً ما ينتج عن الإصابة بفيروس كورونا مجموعة من الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، بما في ذلك السعال والتعب وضيق التنفس، ولكنه قد يتسبب أيضًا في تغيرات بحاستي التذوق والشم، يمكن أن يعود الطعم والرائحة أو يتحسنان في غضون 4 أسابيع بعد تطهير الجسم من الفيروس، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهر.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي كيفية تغير حاستي الشم والتذوق عقب الإصابة بفيروس كورونا، والمدة التي تستغرقها الحواس حتى تعود، وفقًا لـ "Medical news today"، و"Harvard health"، و"Cleveland clinic".
قد تشمل التغييرات التي تحدث في حاستي الشم والتذوق ما يلي:
- انخفاض في التذوق والشم.
- فقدان للشم والتذوق.
- تغير في الشم، مثل شم روائح كريهة كالدخان والبنزين وغيرهم.
- تغير في التذوق، أي تغير في طعم بعض المأكولات والمشروبات.
ما مدى شيوع فقدان حاسة التذوق أو الشم لدى الأشخاص المصابين بكوفيد 19؟
أكد التحليل التلوي لعام 2020 - هو عملية إحصائية لجمع البيانات من عدة دراسات مختلفة - أن 53% من الأشخاص الذين أصيبوا بـفيروس كورونا يعانون من مشاكل في التذوق والشم، قد يحدث فقدان حاسة التذوق أو الشم أو انخفاض في هذه الحواس مبكرًا وقد يكون أحد الأعراض الأولية لكوفيد 19، لاحظ الباحثون أن اتباع العزل وتناول برتوكول العلاج الخاص بفيروس كورونا بعد ملاحظة التغيرات في الشم والتذوق يساهم في سرعة الشفاء.
ما مدى خطورة فقدان حاسة التذوق والشم مع فيروس كوفيد 19؟
بحسب دراسة نشرت في مجلة الطب الحديثة عام 2020 يمكن أن يكون الفقدان المفاجئ والشديد في حاسة التذوق والشم في حالة عدم وجود حساسية أو أي حالة أنفية مزمنة أخرى من الأعراض المبكرة لكوفيد 19، وأكدت الدراسة قد يحدث فقدان حاسة التذوق والشم لدى الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض أخرى إذا كان شخص ما يعاني من أي نوع من الخلل الوظيفي غير المتوقع في التذوق والشم حتى لو كان خفيفًا فيجب عليه عزل نفسه وإجراء اختبار.
في معظم الحالات يكون فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب فيروس كورونا مؤقتًا، ووجدت الدراسة السابقة أنه من 75 إلى 80% من الناس قد استعادوا الحواس المفقودة خلال شهرين و95% استعاوا الحواس خلال 6 أشهر من الإصابة، وأشاروا أيضًا إلى أن الأشخاص الذين فقدوا الشم والتذوق يعانون من أعراض أكثر اعتدالًا.
كيف يتسبب كوفيد 19 في فقدان الشم والتذوق؟
قالت الدكتورة نينا شابيرو جراح الرأس والرقبة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن فقدان الشم والتذوق عملية التهابية تصيب العصب نفسه أو الخلايا.
وتوضح أن حاسة الشم لدى الإنسان تعمل على النحو التالي، إذ يدخل جزيء الرائحة إلى الأنف ويهبط على نوع خاص من الأنسجة يسمى الظهارة الشمية، هذا النسيج مليء بالخلايا العصبية التي تلتقط جزيء الرائحة وتنقله عبر البصلة الشمية إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها على سبيل المثال برائحة الورود.
يتم توجيه الخلايا العصبية في هذه الرحلة من الأنف إلى الدماغ عن طريق الخلايا الداعمة التي تعمل مثل إشارات تشير إلى الطريق، لكن الخلايا الداعمة مغطاة بمستقبل يسمى ACE-2 - الهدف الأساسي لفيروس كورونا في الخلايا البشرية، وهذا يجعل الخلايا الداعمة هدفًا أساسيًا أيضًا، يفترض الخبراء أن الفيروس يستقر في تلك الخلايا ويعطل مسار الخلايا العصبية للوصول إلى وجهتها في الدماغ، عندما يحدث ذلك يفقد الناس حاسة الشم، والرائحة مرتبطة بشكل مباشر بكيفية تذوق الشخص.
وتستطرد: ليس هناك ما يضمن أن تلك الروابط العصبية سوف تجد طريقها إلى مساراتها الطبيعية، لكن حقيقة حدوث بعض التفاعلات على الأقل حتى لو كان ذلك يعني شم رائحة تشبه المواد الكيميائية قد تكون علامة جيدة.
من التفسيرات الطبية المطروحة بقوة، أن فقدان أو تلف الحواس يحدث نتيجة تلف الظاهرة الشمية أو النسيج الطلائي الشمي نتيجة عدوى فيروس كورونا الفيروسية، وكلما كان التلف سطحيًا قلت مدة فقدان الحواس، وكلما كان أعمق زادت المدة التي يمكن فيها للحواس الرجوع لحالتها الطبيعية، وفقًا لـ الدكتور توماس هومل رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في الجامعة الألمانية.
إلى متى يستمر فقدان الشم والتذوق؟
تقول كارول يان، طبيبة الأنف بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو: لا نعرف المسار الزمني النهائي لشفاء المصابين بفقدان حاسة الشم، ولكنه عادةً ما يكون من ستة شهور إلى سنة وتضيف يان: "في حالة فقدان حاسة الشمّ طويل الأجل عقب الإصابة بفيروس، بعد مضي ستة شهور تتراوح نسبة الشفاء التلقائي من 30% إلى 50%" من دون أي علاج وتستطرد يان: لقد وردت تقارير عن حالات شُفيت بعد مضي عامين بعد إصابتها بفيروسات تنتمي لنفس عائلة الفيروسات التاجية التي ينتمي إليها كوفيد 19، ولكننا نعتقد أنه بعد انقضاء هذه الفترة ربما تتوقف إمكانية تجديد الخلايا، وللأسف تتضاءل فرص الشفاء إلى حد بعيد.
فيديو قد يعجبك: